غباء مذيعة

فاطمة العبدالله

بينما أبحث في اليوتيوب عن الفنون التشكيلية تسلسلت بي المقاطع حتى وصلت إلى مقطع غباء مذيعة ممن تبث برامجهن دون إعداد مسبق ويحل الشات أسفل الشاشة محل معد البرنامج فسئلت ما رأيك بزواج المرأه المتحضرة من الرجل غير المتحضر فبدأت المذيعة تتفلسف وتكشف ضحالة تفكيرها ومحدودية ثقافتها بقولها الرجل رجل مهما يكن أنت لما تشتري بيت وتزبطيه رح يطلع حلو كذا الرجال أنت علميه والناقة ناقة ولو هدرت والخيل من خيالها أنت بحاجة لرجل مهما علا شأنك00
ولست أدري مع علاقة الأولى بالأخيرة غير أن الفن في شعر الأعشى استخدمه لوصف الحمار الوحشي، ومن سمات الحمار منذ قديم العصور ولدى كل الشعوب هي الغباء فهل يعقل أن تساوي بين الرجل صاحب القوامة وسيد القرار بالخيل والناقة المسخرة له ولخدمته!!
ليتها قالت كما قال الإنجليز
يعرف الطير من تغريده والرجل من كلامه0
هذه المذيعة واشباهها تمثل صورتنا وثقافتنا كشباب عربي مسلم فيخرج إلينا بعض المشايخ والدعاة ويستغلون أجواءنا الرمضانية والروحانية بالوعظ والإرشاد مسافرين إلى مشارق الأرض ومغاربها للبحث عن قدوة لنا ليصبح أبناؤها أحرص على الدين منا على الرغم من أعجميتهم وعروبتنا0
ثار غضبي من أحد الدعاة حين استضاف في برنامجه أربعة شباب يقال إنهم منشدون ويروي لنا قصة حرصهم على الصلاة ويطلب منا الاقتداء بهم لجمعهم بين الدنيا والآخرة وصلاتهم سبب نجاحهم وفلاحهم0
فسبحان الله الصورة تناقض مافيها، فالشباب (القدوة) كانوا يرتدون بناطيل (سكني) وأبدعوا بقص شعورهم حتى ظننت أنهم مغنون وليسوا منشدين0
ولا تخبروني أن هنالك فرقا بين المظهر والجوهر، فالجوهر ينعكس على المظهر فهل يعقل أن ارتدي تنورة قصيرة وأدعو للحجاب!
فالإنسان حيث وضع نفسه فإن وضعها اتضعت وإن رفعها ارتفعت00
همسة*~
إذا تشاجر كلبان على غنيمة تكون من نصيب الذئب الذي يأتي على صياحهما0
Mok.555@hotmail.com