ساعاتنا
الأربعاء / 22 / رمضان / 1431 هـ الأربعاء 01 سبتمبر 2010 22:52
طارق على فدعق
اختر أهم معايير حضارة أية أمة وستجد أن الوقت، وقياس الزمن هما من أهمها. وتحديدا لاحظ مدى احترام المواعيد، ودقة الساعات، وتناغمها، وعدد الساعات العاملة في الأماكن العامة، وفي الدوائر الحكومية، واستخدام الشعوب للساعات، وتدوين الماضي في التاريخ، واستقراء المستقبل في التخطيط. كل هذه الأبعاد الزمنية تقع ضمن تصنيف الأمم المتقدمة. ولو نظرت في تاريخ الأمة الإسلامية بالذات فستجد أنها كانت الأكثر التزاما بالوقت وقياس الزمن عبر التاريخ. ومن البدهي أن العبادات التي أكرمنا الله عز وجل بممارستها مفروض أن تجعل احترام الوقت من الضروريات غير القابلة للجدال في حياتنا. الصلوات، والصيام، والحج، كلها تجعل وتيرة الحياة ضمن نظام يحترم دقة قياس الوقت، واحترام الزمن. وللأسف فقد غابت عن أنظمة حياة العديد منا الدقة المطلوبة، وفي الواقع فقد كانت مستوردة. جاءت في شكل دقات ساعة «بيج بن» في إنجلترا لتعلن عن وقت «جرينتش»GMT Greenwich Mean Time في لندن بدءا من عام 1884 للعالم بأكمله.. ثم بعدها جاءت الساعة النووية في باريس لتحل محلها عام 1972، التي كانت تقيس بدقة أعلى بكثير باستخدام آلية قياس موجات مادة السيزيوم المشعة. وتبلغ أكثر من تسعة بليون مرة في الثانية الواحدة لتقنن وحدة الزمن القياسية المتعارف عليها دوليا وتقيس الزمن المنسق عالميا UTC Coordinated Universal Time.. فكر في كل من تلك التسعة بليون دقة في الثانية أثناء وقوفك في طابور الأحوال المدنية.
وخلال هذه الأيام في مكة المكرمة سيكتب تاريخ جديد بأكبر وأعلى ساعة في العالم.. تخيل أن كلا من عقارب الساعة يفوق عرضه طول رجل. ويمكنها أن تستوعب كل بداخلها أكثر من رجلين.. ويصل طول تلك العقارب إلى ضعف طول باص نقل جماعي من نوع «كنج لونج».. ويفوق وزن أربع سيارات «كامري».. وأما ارتفاع برج الساعة فهو يعادل ما يقارب طول تسع طائرات بوينج 747 «جامبو»، أي ما يعادل خمسة أمثال ارتفاع مبنى البنك الأهلي في جدة.. وتدير هذه الساعات العملاقة أربعة محركات منفصلة كل منها يفوق وزن الطائرة «الايمبراير» العاملة في الخطوط السعودية، مما يجعلها أثقل محركات الساعات في التاريخ... ووزن الهيكل الفولاذي في البرج الذي يحتويها يبلغ 12000 طن، وهو يفوق وزن الهيكل الفولاذي في برج «إيفل» في باريس. وأما وزن البرج بأكمله فهو يبلغ حوالى 36 ألف طن.. ما يعادل حوالى تسعمائة مليون حبة «لدو».. ومساحة وجه الساعة يبلغ 32 مثل مساحة ساعة بيج بن في لندن.. وبداخلها مليوني مصباح صغير للإضاءة الليلة علما بأنها تخزن الطاقة الشمسية نهارا لذلك الغرض. وتستخدم هذه الإضاءة أيضا للإعلان عن أوقات الصلوات فيراها الناس من على بعد أكثر من ثمانية كيلومترات حول المسجد الحرام.
والغريب أن هناك بعض الأصوات العجيبة المعترضة على ساعاتنا، بل وعلى مفهوم «توقيت مكة المكرمة». ونذكرهم هنا بواقعة تاريخية طريفة وهي أن في عام 1582 قفزت بعض الدول الأوروبية من 4 أكتوبر إلى 15 أكتوبر نظرا لتطبيق التوقيت «الجريجوري» الجديد آنذاك.. وقاومت هذا التغيير الولايات المتحدة، وإنجلترا، وروسيا وغيرها لفترات طويلة وصلت إلى مئات السنين. ولكنهم رضخوا وتقبلوا هذا النظام الميلادي في قياس الزمن، وهو التقويم السائد في معظم دول العالم اليوم. فهي إذا مسألة وقت لتظهر الحقائق. ومما لا جدال فيه أن توقيت مكة المكرمة هو إضافة حضارية يحتاجها العالم.
أمنيـــة
ساعات مكة جميلة شكلا وموضوعا. سواء كانت بأحجامها، أو ألوانها، أو هندستها، أوفلسفتها. لاحظ أنها كالسماء، وحركتها الدائرية كأنها حركة الكواكب والأرض. والجمال أيضا هو أنها ستعلن عن «توقيت مكة المكرمة». وهذه من أروع الإنجازات لأنها رسالة لنا جميعا لنتعامل مع الزمن، وقياس الوقت بجدية، واحترام أكبر..
أمنيتي هي أن يضاف عقرب إضافي إلى كل من الساعات الأربع ليعلن الوقت في القدس، لنتذكرها في كل لحظة، علما بأن فارق الوقت بيننا وبين بيت المقدس هو ساعة واحدة (أضف ساعة إلى توقيت مكة المكرمة خلال الشتاء) ولكن فارق الزمن هو أكثر من ذلك بكثير.
والله من وراء القصد
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة
وخلال هذه الأيام في مكة المكرمة سيكتب تاريخ جديد بأكبر وأعلى ساعة في العالم.. تخيل أن كلا من عقارب الساعة يفوق عرضه طول رجل. ويمكنها أن تستوعب كل بداخلها أكثر من رجلين.. ويصل طول تلك العقارب إلى ضعف طول باص نقل جماعي من نوع «كنج لونج».. ويفوق وزن أربع سيارات «كامري».. وأما ارتفاع برج الساعة فهو يعادل ما يقارب طول تسع طائرات بوينج 747 «جامبو»، أي ما يعادل خمسة أمثال ارتفاع مبنى البنك الأهلي في جدة.. وتدير هذه الساعات العملاقة أربعة محركات منفصلة كل منها يفوق وزن الطائرة «الايمبراير» العاملة في الخطوط السعودية، مما يجعلها أثقل محركات الساعات في التاريخ... ووزن الهيكل الفولاذي في البرج الذي يحتويها يبلغ 12000 طن، وهو يفوق وزن الهيكل الفولاذي في برج «إيفل» في باريس. وأما وزن البرج بأكمله فهو يبلغ حوالى 36 ألف طن.. ما يعادل حوالى تسعمائة مليون حبة «لدو».. ومساحة وجه الساعة يبلغ 32 مثل مساحة ساعة بيج بن في لندن.. وبداخلها مليوني مصباح صغير للإضاءة الليلة علما بأنها تخزن الطاقة الشمسية نهارا لذلك الغرض. وتستخدم هذه الإضاءة أيضا للإعلان عن أوقات الصلوات فيراها الناس من على بعد أكثر من ثمانية كيلومترات حول المسجد الحرام.
والغريب أن هناك بعض الأصوات العجيبة المعترضة على ساعاتنا، بل وعلى مفهوم «توقيت مكة المكرمة». ونذكرهم هنا بواقعة تاريخية طريفة وهي أن في عام 1582 قفزت بعض الدول الأوروبية من 4 أكتوبر إلى 15 أكتوبر نظرا لتطبيق التوقيت «الجريجوري» الجديد آنذاك.. وقاومت هذا التغيير الولايات المتحدة، وإنجلترا، وروسيا وغيرها لفترات طويلة وصلت إلى مئات السنين. ولكنهم رضخوا وتقبلوا هذا النظام الميلادي في قياس الزمن، وهو التقويم السائد في معظم دول العالم اليوم. فهي إذا مسألة وقت لتظهر الحقائق. ومما لا جدال فيه أن توقيت مكة المكرمة هو إضافة حضارية يحتاجها العالم.
أمنيـــة
ساعات مكة جميلة شكلا وموضوعا. سواء كانت بأحجامها، أو ألوانها، أو هندستها، أوفلسفتها. لاحظ أنها كالسماء، وحركتها الدائرية كأنها حركة الكواكب والأرض. والجمال أيضا هو أنها ستعلن عن «توقيت مكة المكرمة». وهذه من أروع الإنجازات لأنها رسالة لنا جميعا لنتعامل مع الزمن، وقياس الوقت بجدية، واحترام أكبر..
أمنيتي هي أن يضاف عقرب إضافي إلى كل من الساعات الأربع ليعلن الوقت في القدس، لنتذكرها في كل لحظة، علما بأن فارق الوقت بيننا وبين بيت المقدس هو ساعة واحدة (أضف ساعة إلى توقيت مكة المكرمة خلال الشتاء) ولكن فارق الزمن هو أكثر من ذلك بكثير.
والله من وراء القصد
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة