سوبيا مضروبة «عداد التاكسي»

خلف الحربي

يامسهل .. تتزاحم السيارات في الشوارع ويرتفع ضجيج أبواقها، ويدور سائق التاكسي الشاب في كل الشوارع بحثا عن مكان يستوعب أحلامه الصغيرة، حاول أن يكون إيجابيا بقدر المستطاع ولكنه يجد نفسه يدور في الاتجاه المعاكس لمسيرة التنمية!. مثل كل القصص البسيطة .. درس حتى حصل على الشهادة الجامعية وحين لم يجد عملا قرر نسيان ما درسه وبحث عن رزقه من خلال سيارة أجرة اشتراها بالتقسيط، ولكنه فوجئ بأفواج من العمالة غير المرخصة التي تنازعه على رزقه بشراسة، حيث يتشارك كل ثلاثة عمال في سيارة واحدة يتناوبونها على شكل ورديات، وفي بعض الأحيان تكون هذه السيارة خاصة أو تابعة لإحدى الشركات، فيسقط سائق التاكسي الشاب بسبب هذه المنافسة غير العادلة. يقول سائق التاكسي: (أولا كل عام وأنت بخير، ثانيا نحن سائقي الأجرة السعوديين في مدينة جدة لم تعد تفرق معنا المواسم .. حج .. عمرة .. شركات .. وفود .. في كل الأحوال أمورنا صعبة بسبب المتطفلين على مهنتنا من غير السعوديين، لا تكاد تهدئ السرعة كي تقف إلى جوار الزبون بكل احترام حتى يسبقك خمسة منهم إليه! لقد اكتظت المدينة بسيارات الأجرة ولا يوجد نظام يحمينا، العرض أصبح أكثر من الطلب، والزبائن لا يعترفون بالعداد، لا أحد يعترف بالعداد مثلما يحدث في كل دول العالم ولا أعلم لماذا تفرض علينا الوزارة تركيبه ما دام لا يمثل أي قيمة؟! المتطفلين الأجانب بالطبع سوف يعرضون على الزبون سعرا أقل لأنهم يستأجرون السيارة ويتناوبون عليها في ثلاث ورديات وأغلبهم لا يحمل رخص قيادة بل تعلموا قيادة السيارات في شوارعنا حتى أصبحوا قاسما مشتركا في جميع الحوادث المرورية، وبالنسبة لهم فإن كل ريال يدخل إليهم من هذه السيارة المستأجرة يعتبر مكسبا جيدا حتى يسلم السيارة للصديق الآخر في سباق التتابع، والزبون طبعا غير ملزم بما يقرره العداد ويبحث عن السعر الأقل ويركب معهم، أما نحن فحسبتنا تختلف فلدينا أقساط السيارة وإيجار البيت ومصاريف العائلة). ثم يختتم سائق التاكسي رسالته قائلا: (صحيح أن سائقي التاكسي طبقة على قد حالها في أي مجتمع .. لكن مهنتهم مهمة .. وخصوصا هنا .. ما فيه نقل عام ولا قطارات .. وسيارة الأجرة هي وسيلة النقل الوحيدة .. والبلد فيها خير والمشاريع اللي جاية كبيرة والحمد لله .. وهذا مجال يستوعب الكثير من أبناء البلد .. لابد أن يكون هناك قرار يحمينا .. نحن لم نستطع أن نتخلص من منافسة شركات الليموزين الكبرى رغم قوانين السعودة .. وهانحن اليوم نجد أنفسنا أمام أفواج جديدة من سائقي الأجرة الأجانب الذين لا يتبعون شركات معروفة ولا يحملون رخص قيادة ويتجولون في الطرقات دون حسيب أو رقيب!).
الغريب حقا في قصتنا مع عداد التاكسي أننا جميعا نعتبره هو الحكم بيننا وبين سائق التاكسي إذا ما سافرنا إلى الخارج، أما في الداخل فإننا نشترط أولا على سائق التاكسي أن ينسى موضوع العداد لندخل في مساومته على أجر المشوار .. إنها نزعة خفية للالتفاف على النظام حين نكون في ديارنا!.
KLFHRBE@GMAIL.COM


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة