مهزلة ليلة العيد

محمد بن سليمان الأحيدب

حقيقة أنا أشفق على القنوات الفضائية التي يضحك عليها المنتجون في رمضان، فيبيعون عليها حلقة زائدة من كل مسلسل يسمونها (شي ما شفتوه)، وسبب الشفقة أن هذه الحلقة الزائدة من أي مسلسل هي في واقع الأمر (نفايات) المسلسل، وبعض المسلسلات الرمضانية كلها نفايات، لكن هذه الحلقة تحديدا غش واضح لا أدري كيف تنخدع به كل القنوات سواء التجارية أو الحكومية.
بدأت الفكرة من الأفلام الأمريكية التي تصاحبها أخطاء فادحة وحوادث خطيرة أثناء التصوير، ولأن ما يحدث من أخطاء ملفت للنظر وتم تصويره فإن من المجدي إطلاع المشاهد عليه، وطبيعي جدا أن تقبل أية قناة على شرائه وأحيانا قد تصل قيمة هذه المشاهد إلى أرقام خيالية تفوق قيمة الفلم أو المسلسل، لأنها حدث حي ملفت يشد المشاهد أو مشهد طريف حدث لأحد الممثلين خطأ أثناء التصوير.
في بداية (طاش ما طاش) تم جمع مشاهد عفوية ملفتة للنظر حدثت أثناء التصوير دون قصد، فكانت أخطاء فعلية قد تشد المشاهد مثل رفس الحمار للممثل أو سقوط رافعة أو سقوط عفوي أو ضرب حقيقي.. المهم أنها مشاهد تشد المشاهد أو تضحكه، وهذه المشاهد وضعت في حلقة واحدة أسموها (طاش ما شفتوه) وكانت ذات معنى في نسخة طاش الأولى.
بعد ذلك، وجد السدحان والقصبي أن بإمكانهم جمع الأخطاء والزلات واستثمارها وبيعها كحلقة ضمن المسلسل كل سنة، ولأن (البلاش ربحه بين) فقد أعجبت الفكرة السدحان والقصبي وأصبحوا يتعمدون أخطاء لفظية (سخيفة) للإعداد للحلقة الأخيرة (طاش ما شفتوه)، ولا أدري كيف مر على القائمين على قنوات تجارية مثل هذا الاستغفال.
بقية الممثلين والمنتجين أعجبتهم اللعبة وأصبح لكل مسلسل حلقة زائدة، فشاهدنا ليلة العيد أن كل المسلسلات الرمضانية باستثناء (مزحة برزحة) قد طبقت فكرة حلقة النفايات تلك، والتي تذكرني بمن يجمع بقايا الذبائح من (مصران) وكرش و(كرعان) ويفرمها ويبيعها لنا على شكل همبرجر لحم.
ما يقلقني من هذا كله ليس استغلال ملاك القنوات الفضائية، فهؤلاء دون أنفسهم ولا يحتاجون الشفقة ناهيك عن استحقاقها. ما يزعجني حقا هو عدم احترام عقلية المشاهد وعدم تقدير ذوقه الفني الرفيع، وأيضا ما يحدث من استغلال بعض الممثلات للأخطاء المقصودة بطريقة ممجوجة.
www.alehaidib.com




للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 262 مسافة ثم الرسالة