انحيازنا الأعمى لإسرائيل يجعل الأمريكيين هدفا للحقد والكراهية والعنف
الأحد / 12 / رجب / 1427 هـ الاحد 06 أغسطس 2006 19:30
تشارلي ريس
ثمة اقتراحان لوقف إطلاق النار في لبنان الاول فرنسي ومدعوم من الاتحاد الاوروبي ومعظم العالم الإسلامي، والثاني هو امريكي - إسرائيلي ولا تدعمه سوى الولايات المتحدة وإسرائيل.
هناك اختلاف رئيسي واحد فالاقتراح الفرنسي يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار على ان تليه مفاوضات حول النقاط التي يتضمنها الاقتراح الامريكي بما في ذلك نشر قوة عسكرية دولية. اما الاقتراح الامريكي - الإسرائيلي فيقضي بعدم وقف اطلاق النار حتى تنفيذ جميع النقاط الاخرى اي نزع سلاح حزب الله وعودة الأسيرين الإسرائيليين وانتشار القوة العسكرية الدولية.
ان لب القضية هو انه بموجب الاقتراح الفرنسي تتوقف اعمال التقاتل على الجانبين في الوقت الذي يتفاوض السياسيون والدبلوماسيون. اما بموجب الاقتراح الامريكي - الإسرائيلي فان اعمال التقتيل تتواصل على مدى اسابيع اذا لم يكن على مدى اشهر طويلة.
والفارق الوحيد هو في غاية الاهمية اذا كنت واحدا من هؤلاء الاشخاص المعرضين للموت فاحصائيات الحكومة اللبنانية تقول ان اكثر من 1000 شخص مدني قد لقوا مصرعهم حتى الان الى جانب اكثر من 3000 جريح وحوالى 3 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية في البنى التحتية اللبنانية. وفي إسرائيل هناك حوالى 27 قتيلا من المدنيين وحوالى 30 من الجنود وهذا يوضح مدى الخلل في التوازن ومدى فظاعة الاجرام الإسرائيلي.
ومهما يكن من امر فان لكل حياة قيمتها وخاصة حياة الاطفال الذين يسقطون ضحايا على الجانبين ويبدو لي ان بعض الامريكيين ينحازون بشكل اعمى وعشوائي الى جانب إسرائيل واذا كنت لا أرغب في مناقشة ذلك اليوم فإنني اريد فقط ان اتحدث عن مصالحنا الخاصة.
بالنسبة لسائر دول العالم لقد أصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك ان ادارة بوش قد اعطت إسرائيل الضوء الاخضر لكي تشن حربا ضد لبنان.
كما اصبح معروفا بان السبب الوحيد الذي حال دون اصدار قرار من مجلس الامن الدولي لوقف اطلاق النار هو تهديد الولايات المتحدة بممارسة حق النقض «الفيتو» له.
ولذلك فان الشعوب في الشارع العربي والاسلامي هم على حق في اعتبارنا نحن مسؤولين عن القتل والتدمير من الجانب الإسرائيلي وعلينا ان ندرك الان بعد ان سبق لنا ان فقدنا قلوب وعقول الشعوب أننا نعرض حياة جنودنا لمخاطر اضافية بسبب مساندتنا لحرب إسرائيل ضد حزب الله حيث ان الالاف من هؤلاء الجنود يحاولون الحفاظ على حياتهم وسط بحر من العراقيين الشيعة.
تلك هي النقطة الاولى، اما النقطة الثانية فهي أن التبرير الواهن لمعارضة ادارة بوش لوقف اطلاق النار هو تبرير خاطئ جدا فهي تزعم انها تريد التوصل الىحل نهائي ودائم يعني نزع سلاح حزب الله ونشر قوات دولية، فما هو النهائي والدائم في ذلك؟
اولا، لانه ليس بالامكان نزع سلاح حزب الله او على الاقل منع عناصره من امتلاك السلاح. وثانيا، اية قوة دولية منتشرة فوق ارض أجنبية يمكن ان تكون دائمة؟. وثالثا، إن الرئيس بوش يتحاشى معالجة السبب الأصلي للأزمة في الشرق الاوسط.
هذه الجذور تعود الى العام 1947م عندما اقدمت دولة إسرائيل التي أنشئت حديثا على ارض فلسطين بواسطة أمريكا وأوروبا على طرد حوالى 700 ألف فلسطيني من ديارهم ومزارعهم ومعاملهم وقد تم طرد كثيرين آخرين في حرب عام 1967م وهاهي إسرائيل اليوم تحتل اراضي فلسطينية لبنانية وسورية. وجميع الحروب التي جرت منذ ذلك الحين كانت بسبب الاحتلال الإسرائيلي وبسبب رفض إسرائيل لعودة اللاجئين الفلسطينيين وحتى لتقديم طلبات بالتعويض عن ممتلكاتهم ومن المستغرب جدا انه يحق للاجئين اليهود في أوروبا تقديم طلبات للتعويض عن ممتلكاتهم المفقودة فيما لا يحق للفلسطينيين ذلك.
ان كل ما على إسرائيل ان تفعله من اجل التوصل الى اتفاقيات سلام مع جميع الدول العربية المجاورة هو ان تنسحب الى ما وراء حدود عام 1967م تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي الذي يطالبها بذلك مع العلم انه ما من دولة في العالم قد تجاهلت الكثير من القرارات الدولية مثل إسرائيل وما من دولة في العالم مارست حق النقض للقرارات الدولية لحماية إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الانحياز الأعمى لإسرائيل، والانقياد العشوائي لرغباتها، سوف يجعلان من الامريكيين هدفا للحقد والكراهية والعنف على مدى أجيال من الزمن.
* كاتب أمريكي
ترجمة:جوزيف حرب
هناك اختلاف رئيسي واحد فالاقتراح الفرنسي يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار على ان تليه مفاوضات حول النقاط التي يتضمنها الاقتراح الامريكي بما في ذلك نشر قوة عسكرية دولية. اما الاقتراح الامريكي - الإسرائيلي فيقضي بعدم وقف اطلاق النار حتى تنفيذ جميع النقاط الاخرى اي نزع سلاح حزب الله وعودة الأسيرين الإسرائيليين وانتشار القوة العسكرية الدولية.
ان لب القضية هو انه بموجب الاقتراح الفرنسي تتوقف اعمال التقاتل على الجانبين في الوقت الذي يتفاوض السياسيون والدبلوماسيون. اما بموجب الاقتراح الامريكي - الإسرائيلي فان اعمال التقتيل تتواصل على مدى اسابيع اذا لم يكن على مدى اشهر طويلة.
والفارق الوحيد هو في غاية الاهمية اذا كنت واحدا من هؤلاء الاشخاص المعرضين للموت فاحصائيات الحكومة اللبنانية تقول ان اكثر من 1000 شخص مدني قد لقوا مصرعهم حتى الان الى جانب اكثر من 3000 جريح وحوالى 3 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية في البنى التحتية اللبنانية. وفي إسرائيل هناك حوالى 27 قتيلا من المدنيين وحوالى 30 من الجنود وهذا يوضح مدى الخلل في التوازن ومدى فظاعة الاجرام الإسرائيلي.
ومهما يكن من امر فان لكل حياة قيمتها وخاصة حياة الاطفال الذين يسقطون ضحايا على الجانبين ويبدو لي ان بعض الامريكيين ينحازون بشكل اعمى وعشوائي الى جانب إسرائيل واذا كنت لا أرغب في مناقشة ذلك اليوم فإنني اريد فقط ان اتحدث عن مصالحنا الخاصة.
بالنسبة لسائر دول العالم لقد أصبح واضحا بشكل لا يقبل الشك ان ادارة بوش قد اعطت إسرائيل الضوء الاخضر لكي تشن حربا ضد لبنان.
كما اصبح معروفا بان السبب الوحيد الذي حال دون اصدار قرار من مجلس الامن الدولي لوقف اطلاق النار هو تهديد الولايات المتحدة بممارسة حق النقض «الفيتو» له.
ولذلك فان الشعوب في الشارع العربي والاسلامي هم على حق في اعتبارنا نحن مسؤولين عن القتل والتدمير من الجانب الإسرائيلي وعلينا ان ندرك الان بعد ان سبق لنا ان فقدنا قلوب وعقول الشعوب أننا نعرض حياة جنودنا لمخاطر اضافية بسبب مساندتنا لحرب إسرائيل ضد حزب الله حيث ان الالاف من هؤلاء الجنود يحاولون الحفاظ على حياتهم وسط بحر من العراقيين الشيعة.
تلك هي النقطة الاولى، اما النقطة الثانية فهي أن التبرير الواهن لمعارضة ادارة بوش لوقف اطلاق النار هو تبرير خاطئ جدا فهي تزعم انها تريد التوصل الىحل نهائي ودائم يعني نزع سلاح حزب الله ونشر قوات دولية، فما هو النهائي والدائم في ذلك؟
اولا، لانه ليس بالامكان نزع سلاح حزب الله او على الاقل منع عناصره من امتلاك السلاح. وثانيا، اية قوة دولية منتشرة فوق ارض أجنبية يمكن ان تكون دائمة؟. وثالثا، إن الرئيس بوش يتحاشى معالجة السبب الأصلي للأزمة في الشرق الاوسط.
هذه الجذور تعود الى العام 1947م عندما اقدمت دولة إسرائيل التي أنشئت حديثا على ارض فلسطين بواسطة أمريكا وأوروبا على طرد حوالى 700 ألف فلسطيني من ديارهم ومزارعهم ومعاملهم وقد تم طرد كثيرين آخرين في حرب عام 1967م وهاهي إسرائيل اليوم تحتل اراضي فلسطينية لبنانية وسورية. وجميع الحروب التي جرت منذ ذلك الحين كانت بسبب الاحتلال الإسرائيلي وبسبب رفض إسرائيل لعودة اللاجئين الفلسطينيين وحتى لتقديم طلبات بالتعويض عن ممتلكاتهم ومن المستغرب جدا انه يحق للاجئين اليهود في أوروبا تقديم طلبات للتعويض عن ممتلكاتهم المفقودة فيما لا يحق للفلسطينيين ذلك.
ان كل ما على إسرائيل ان تفعله من اجل التوصل الى اتفاقيات سلام مع جميع الدول العربية المجاورة هو ان تنسحب الى ما وراء حدود عام 1967م تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي الذي يطالبها بذلك مع العلم انه ما من دولة في العالم قد تجاهلت الكثير من القرارات الدولية مثل إسرائيل وما من دولة في العالم مارست حق النقض للقرارات الدولية لحماية إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية.
إن الانحياز الأعمى لإسرائيل، والانقياد العشوائي لرغباتها، سوف يجعلان من الامريكيين هدفا للحقد والكراهية والعنف على مدى أجيال من الزمن.
* كاتب أمريكي
ترجمة:جوزيف حرب