القدوة .. والالتزام

حمود البدر

رضي الله عن أسلافنا الذين كانوا قدوات يقتدى بها، وهم أنفسهم لم يكونوا كذلك إلا بعد أن اقتبسوا ذلك من قائد الجميع وسيدهم محمد بن عبد الله ــ عليه الصلاة والسلام.
لقد تركوا لنا تراثا كان من الواجب أن نأخذ به ونلتزم بتطبيقه، ومن ذلك الالتزام بالعهود والمواثيق، والتقيد بما ورثناه من محمد وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.
لكننا استعرنا تراثا من ثقافات أخرى لست أدرى كيف انتقيناها من السلوك البشري المتعدد المصادر.
هذه المقدمة ليست إلا مدخلا لبعض المواقف التي يتعرض لها الفرد والمجتمع عندما يقلد الآخرين فيقع في أخطاء لا يعرف لها حلولا عملية.
لقد ترددت أن أشير إلى موقفين تعرضت أنا شخصيا لهما. فقد ارتبطت بمؤسسة جديدة طموحة تهدف إلى تعديل السلوك المفرِط (بكسر الراء) وقبيله السلوك (المفرط بالتشديد)، تلك هي: (كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل الاعتدال)، تلك المؤسسة التي أسند تشغيلها إلى جامعة الملك عبد العزيز. وبدأت عملها فور تكليفها بذلك من قبل راعي الكرسي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وكنت فخورا بأن اختاروني أن أكون أحد أعضاء لجنة الاشراف.
وبدأت استعد لذلك إلا أنني فوجئت بأن أحلامي كادت تتلاشى بسبب خارج عن إرداتي وإرادة القيادة في الكرسي، وإنما بسبب عوائق خارجية أهمها اثنتان:
الأولى مؤسسة سعودية عريقة لها دورها وخبراتها، إلا أنها في بعض الأحيان تكون ضد ما نرجوه منها. فقد حالت بيني وبين أداء ما هو مطلوب مني لأن أذهب إلى مقر الاجتماع في الوقت المناسب، بل إن حادثتين تكررتا في أسبوعين متتاليين جعلتني كل منهما لا أقوم بالواجب، فقد ألغيت إحدى الرحلات بعد أن أمضينا في بطنها في انتظار الإقلاع وقتا. ووزعت مقاعدنا في رحلات أخرى لا تفيد بعض من فقدوا إقلاع تلك الرحلة، بسبب عدم إمكانية الوصول في الوقت المناسب.
أما السبب الآخر (أو الحادثة الأخرى) فمؤسسة البريد الممتاز التي تتسلم الرسالة وتكل إيصالها إلى أفراد لا يكون لديهم الاهتمام الكافي لإيصال الرسالة؛ لأنهم لا يعرفون ما بداخلها، علما بأن ذلك ليس من مهماتهم.
لذا، فإن مراسلهم يتصل ليسأل عن العنوان ويعد بأن يوصله؛ لكنه يتصل فيما بعد (في اليوم التالي) ليكرر السؤال. ثم عندما تصل الرسالة في اليوم الثالث يكون الوقت المحدد قد انتهى (أو على وشك الانتهاء)، وهذا ما حدث لي في الواقعتين، مما جعل المرسل يفقد الثقة في من لم يستجب للنداء، في حين أن النداء لم يصل إلا بعد انتهاء وقته أو استهلاك الوقت الكافي للانتقال إلى مقر الاجتماع.
لقد أصبحت ضحية ادعاء أنني لم أرد في أوقات كان يسجلها الهاتف الجوال لو لم أرد. لكن هاتف المتصل ليس عليه من يرد على الاتصال الآتي بعد المهاتفة التي قام بها المندوب. فلماذا لا يكون اتصاله بواسطة وسيلة يمكن أن ترد (كالجوال) أو هاتف ثابت يقوم عليه من يرد في معظم أوقات الدوام على الأقل. أو تسجيل اسم المتصل إذا لم يرد عليه في المهاتفة الأولى أو الثانية أو أكثر إذا لم يجرِ الرد عليها في وقتها.
الحادثة الأولى، أعترف أنني لم أتعود من الخطوط السعودية مثل هذا التراخي في التشغيل، ومن ثم قد كانت الصدمة أكبر كثيرا مما توقعته، والغريب أن الحادثين متقاربان ونتائجهما واحدة، وهي عدم الاستفادة من الخدمة التي نشتريها بثمن باهض، ولسنا نلقاها على شكل هدية.
أما مشكلة الإخوة في مؤسسة (EMS) البريد الممتاز فإن صدمتنا أكبر؛ لأن المتلقي لا يعرف ما لديهم ولا يعرف كيف يصل إلى من لديه الأساس. وما هي المحتويات؟ ومن هو المرسل، كل ما عرفته من اللذين اتصلا للسؤال عن العنوان أن لديهما رسائل مستعجلة، ويحسن المتلقي الظن فيعطيهم العنوان دون أن يطلب المزيد من المعلومات الظاهرة. كما أن المحتوى (المعلومات الباطنة) لا يعلمها إلا المرسل الذي أحسن الظن بالوسيط الذي لا يعلم إلا الله سبب عدم أدائه واجبه كما كان متوقعا.. هدى الله الجميع لخير الأداء وحسن التنظيم.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة