حفل المعايدة

جهير بنت عبدالله المساعد

بدأت القطاعات الوظيفية والوزارات والجهات الحكومية أعمالها يوم السبت بعد إجازة عيد الفطر، وهذا يعني أن الإجازة انتهت! ويوم السبت يوم عمل، وغياب الموظف فيه .. يعد غيابا ولا يعد إجازة عيد!!، أليس كذلك؟!، في هذا اليوم التاريخي للقطاعات الحكومية فقط يعيد العيد نفسه!، ويصبح أول يوم من الدوام الرسمي يوم عيد ممنوع العمل فيه لأن الجهات الخدمية العاملة قررت أن اليوم الأول بعد العودة يوم حفل المعايدة!!، من الذي قرر ذلك؟ لا أعرف ولا أحد يعرف، إنما هو إجراء روتيني انتشر بالعادة والتقليد فكل الجهات الحكومية الخدمية تقلد بعضها بعضا في إقامته وتنفيذه!، وما على الإنسان المراجع الذي يراجع هذه الجهات لإنجاز معاملته أو طلبه ما عليه في هذا اليوم سوى أن يأتي لمعايدة الموظفين الكرام والسلام عليهم أو الجلوس في بيته!!!، أما أن يطالبهم بإنجاز معاملته فهذا يعني أنه تجاوز على «النظام» وأزعجهم في عيدهم السعيد!، لأن يوم العيد لاعمل فيه بينما الرواتب والحوافز والمكافآت محفوظة!!!، هؤلاء المراجعون الذين يرجون في اليوم الأول بعد العودة من «إجازة» إنجاز طلباتهم .. ومعاملاتهم ناس ما تستحي تشوف الموظفين المحترمين في قاعة الاحتفال بالوزارة ومع ذلك تنتظرهم ينجزون لهم المطلوب!!! غلطان المراجع كيف ينكد على الموظف المحترم في يوم عيده الجماعي!!! الموظفون مشغولون يحتسون الشاي والقهوة ويمضغون قطع «الكيك» بالشوكولاتة، وهذا المراجع المتطفل واقف ينتظر.. حتى جرعة الماء لايجدها في يوم شديد الحرارة استقبل شمسه اللاذعة بالذهاب الى مقر الوزارة وبعد عناء وجد الموظفين المحترمين مشغولين يعايدون .. ليه يزعجهم أما صحيح غلطان!!!، بالله عليكم هل رأيتم بلدا تدلل موظفيها إلى حد أن تعطيهم رواتب عن يوم يحتفلون فيه ولا يعملون ولاينجزون؟! هل رأيتم مثل أجهزتنا الخدمية والوظيفية في ترفيهها عن موظفيها بعد الإجازة فلا تكفيها (الإجازة) وبعدها تعطيهم يوم رفاهية وترفيه يحتفلون ويجتمعون ويتوانسون ويستأنسون ولا على بالهم مسؤولية ولا عمل ولا قلق على إنجاز لم يتم!، ولا شيء يكدر خواطرهم! مرتاحين يتبادلون القبل والابتسامات وعسى المراجعون كلهم في الطابور يسدون الطريق سدا من قال لهم تعالوا يوم المعايدة؟!.
طيب السؤال الثاني من قال إن اليوم الأول بعد العودة يا أيها الناس لاتأتون فيه إلى الموظفين لأنهم في عيد!!! هذا هو حال الوظيفة العامة عندنا! هذا هو حال العمل العام سائب لا قيم ولا ضوابط تلزمه وتجعل البيئة الوظيفية نظيفة وتعمل بكفاءة ونظام وقادرة على الإنجاز في وقت مناسب!، ولأننا لا نقدر الوظيفة حق التقدير ولا نضع المفاهيم الحافظة لمعناها وواجباتها ومهامها صارت الجهات الخدمية بيئة طاردة للمراجعين الكارهين للدخول إليها كمن يدخل الجحيم بقدميه!!، ليكن العيد والتهاني وتبادل القبلات والابتسامات إنما لوقت محدد محدود حتى لا يظن المراجع المغلوب على أمره أنه دخل استراحة مناسبات وليس الجهات الرسمية التي يقصدها!!!.