قمة عربية طارئة في مكة المكرمة بطلب من المملكة
السنيورة باكيا: عروبتنا ليست مشروطة وواجب العرب الوقوف الى جانبنا
الثلاثاء / 14 / رجب / 1427 هـ الثلاثاء 08 أغسطس 2006 01:17
زياد عيتاني - فادي الغوش - شاديا عواد (بيروت)
بدموع أبكت معظم وزراء الخارجية العرب قال رئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة «عروبتنا ليست مشروطة وواجبكم ان تدعمونا وتقفوا إلى جانبنا». بهذه الكلمات أنهى الرئيس السنيورة كلمته في افتتاح الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب أمس في بيروت حيث أكد على ضرورة الضغط من أجل وقف فوري لاطلاق النار وتصويب مسودة المشروع الفرنسي-الأمريكي المقدم إلى مجلس الأمن بحيث يستند هذا التصويب إلى ورقة البنود السبعة التي اجمعت عليها الحكومة اللبنانية. بحضور ثماني عشرة دولة عربية وغياب الصومال وجزر القمر فقط انعقد الاجتماع الاستثنائي تحت شعار «تأييد ما يقره الأشقاء في لبنان». مصادر خاصة بـ «عكاظ» أكدت أن المناقشات في الجلسة المغلقة الأولى التي سبقت الجلسة الافتتاحية أكدت على ثلاث نقاط:
أولاً الدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار.
ثانياً الدعوة لعقد قمة عربية في مكة.
ثالثاً تأييد رفض لبنان لقرار مجلس الأمن وتبني ورقة البنود السبعة.
... الرئيس السنيورة وفي كلمته المؤثرة والتي ذرف فيها الدمع عدة مرات وقابلها وزراء الخارجية العرب بالتصفيق وقوفاً عند نهايتها وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ الاجتماعات العربية قال: «تجتمعون اليومَ في قلب بيروت وعلى بُعد مئات الأمتار من هنا تتصاعدُ أصواتُ الغارات العدوانية المدمّرة، واستغاثاتُ الجرحى، وَلَوعْةُ المقتلَعين من أرضهم، وروائح الحرائق وغُبارُ الرُكام الذي خَلَّفتْهُ الهمجيةُ الإسرائيلية. هذا اليومُ السادسُ والعشرون على هذه الكارثة الإنسانية الكبرى التي تَهُدُّ البلدانَ الكبرى، فكيف بلبنانَ الصغير. نعم، الصغير بمساحتِه، والكبير الكبير بأبنائه وأشقائه. لقد قطّع العدوانُ أَوصالَهُ أيضاً، بحيث صارت أعمالُ الإسعاف والإغاثة أكثر عُسْراً واستعصاءً وبخاصةٍ في جنوب لبنان المنكوب. إنْ لم يكن العملُ الإسرائيليُّ الفظيعُ إرهابَ دولة، فما هو إرهابُ الدولة إذن؟. أولُ التحديات التي تُواجهُنا كما تعلمون هو تحدي وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط، والذي أعلنْتُ عن المطالبة به منذ بداية الاعتداء.واضاف: من أجل ذلك كلِّه، من أجل التصدي للكارثة الإنسانية الحاضرة والقادمة، نحن محتاجون إلى وقفٍ سريعٍ وحاسمٍ لإطلاق النار. وقد ساعد الملوكُ والرؤساءُ العربُ، في الضغط على الدول الكبرى، وسائر أطراف المجتمع الدولي، ولا بُدَّ من زيادةِ الجهود والمساعي والضغوط لبلوغ هذا الهدف، لكنْ أيضاً من أجل إلزام المعتدي الإسرائيلي بإيقاف الأعمال العدائية والانسحاب الى ما وراء الخطّ الأزرق، والخروج من مزارع شبعا وتسْليمها إلى القوات الدولية، وتَبَادُل الأسرى، والكشف عن خرائط الألغام.
أمّا الأمرُ الآخَرُ والذي يُوازي الأولَ في الأهمية فيكمُنُ في الحِرْصِ على اعتماد المعالجات الجذرية بحيث لا يتكررُ العُدْوان، وبحيث يُصبحُ وقْفُ النار دائماً وشاملاً، فيكونُ ذلك المدخَلَ للعودة إلى اتفاقية الهدنة المعقودة في العام 1949.
إنّ على القوى الفاعلة في المجتمع الدولي أن تُدركَ أخيراً، كما حاولْنا الإلحاحَ والإفهامَ طوال الأسابيع الماضية أنّ أيَّ قرارٍ دوليٍ يتعلق بالأزمة الناشبة الآن ينبغي أن يتوافرَ له شرطان أساسيان : تلبية مطالب لبنان في الاستقلال والسيادة على كامل تُرابه الوطني، والقابلية للتنفيذ لجهة إلزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب الى ما وراء الخط الأزرق - ولجهة تمكين السلطة اللبنانية الشرعية من بسط سيطرتها بواسطة قُواها النظامية على كل أراضيها بما في ذلك مزارعُ شبعا.
إننا محتاجون اليومَ قبل الغد في الواقع إلى موقفٍ عربيٍ موحَّدٍ وحاسم لتصويب قرار مجلس الأمن بما يحقّقُ خطوةً حقيقيةً نحو معالجةٍ دائمةٍ وبما يحفظُ صيغتَنا السياسية واستقرارَنا. إنّ لبنانَ لا يتحملُ تكوينُهُ الاجتماعيُّ والسياسيُّ تكرارَ اجتياحاتٍ واعتداءاتٍ وصراعاتٍ ووصاياتٍ محليةٍ أو إقليميةٍ أو دوليةٍ. لستُ راضياً عن المسوّدات التي وصلت إلينا في اليومين الماضيين من مشروع القرار الذي يتناقشُ مجلسُ الأمن فيه. فهو لا يظلُّ دون الشرطين اللذين ذكرتُهما فقط، بل لا يكاد يُنجز وقفاً حقيقياً لإطلاق النار أيضاً.
ولذلك يكونُ على الإخوة العرب، والذين أتَوا مشكورين لدعمنا اليومَ أن يقفوا معنا أمام المجتمع الدولي، والمحاور الإقليمية، موقفاً تضامنياً ثابتاً وحاسماً يُسهمُ في وضع لبنان على طريق السلامة والسيادة بكل جَهدٍ ممكن.
وختم قائلاً: لقد تناديتُم بمبادرةٍ من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والتي قامت أمسِ مشكورةً بمبادرةٍ كبيرةٍ أخرى حين دعت لعقد قمةٍ عربيةٍ طارئةٍ بمكّة المكرّمة من أجل لبنان. لقد أتيتُم، أيها الإخوة، لغَوثِنا ومساعدتِنا في بيروتَ ولبنان. ونحن محتاجون فعلاً للمؤازرة في المحنة الحاضرة، وفي المستقبل:
- محتاجون للدعم والمساعدة في أعمال الإغاثة والإعمار، وفي مساعدة الاقتصاد اللبناني، الذي كان يُعاني أصلاً من العجز والدَين نتيجةَ الاجتياحات السابقة، وقد عُقدت عدةُ اجتماعاتٍ عربية ودولية لمساعدة الاقتصاد اللبناني قبل الكارثة الأخيرة على أمل أن تأتي النتيجة المتوخاة.
- ومحتاجون إلى الدعم السياسي والدبلوماسي القوي والمستمرّ لكي لا تتكررَ الاعتداءاتُ والتدخُّلاتُ والوصاياتُ والابتزازات.
- ومحتاجونَ اليومَ قبل الغد للضغط على المجتمع الدولي من أجل قرارٍ في مجلس الأمن يَفرِضُ وَقْفَ إطلاقِ نارٍ شاملٍ ودائم، ويقتضي بالتزامُن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً، وتحريراً لمزارع شبعا، وتبادُلاً للأسرى، وبسطاً لسلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
أولاً الدعوة إلى وقف فوري لاطلاق النار.
ثانياً الدعوة لعقد قمة عربية في مكة.
ثالثاً تأييد رفض لبنان لقرار مجلس الأمن وتبني ورقة البنود السبعة.
... الرئيس السنيورة وفي كلمته المؤثرة والتي ذرف فيها الدمع عدة مرات وقابلها وزراء الخارجية العرب بالتصفيق وقوفاً عند نهايتها وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ الاجتماعات العربية قال: «تجتمعون اليومَ في قلب بيروت وعلى بُعد مئات الأمتار من هنا تتصاعدُ أصواتُ الغارات العدوانية المدمّرة، واستغاثاتُ الجرحى، وَلَوعْةُ المقتلَعين من أرضهم، وروائح الحرائق وغُبارُ الرُكام الذي خَلَّفتْهُ الهمجيةُ الإسرائيلية. هذا اليومُ السادسُ والعشرون على هذه الكارثة الإنسانية الكبرى التي تَهُدُّ البلدانَ الكبرى، فكيف بلبنانَ الصغير. نعم، الصغير بمساحتِه، والكبير الكبير بأبنائه وأشقائه. لقد قطّع العدوانُ أَوصالَهُ أيضاً، بحيث صارت أعمالُ الإسعاف والإغاثة أكثر عُسْراً واستعصاءً وبخاصةٍ في جنوب لبنان المنكوب. إنْ لم يكن العملُ الإسرائيليُّ الفظيعُ إرهابَ دولة، فما هو إرهابُ الدولة إذن؟. أولُ التحديات التي تُواجهُنا كما تعلمون هو تحدي وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط، والذي أعلنْتُ عن المطالبة به منذ بداية الاعتداء.واضاف: من أجل ذلك كلِّه، من أجل التصدي للكارثة الإنسانية الحاضرة والقادمة، نحن محتاجون إلى وقفٍ سريعٍ وحاسمٍ لإطلاق النار. وقد ساعد الملوكُ والرؤساءُ العربُ، في الضغط على الدول الكبرى، وسائر أطراف المجتمع الدولي، ولا بُدَّ من زيادةِ الجهود والمساعي والضغوط لبلوغ هذا الهدف، لكنْ أيضاً من أجل إلزام المعتدي الإسرائيلي بإيقاف الأعمال العدائية والانسحاب الى ما وراء الخطّ الأزرق، والخروج من مزارع شبعا وتسْليمها إلى القوات الدولية، وتَبَادُل الأسرى، والكشف عن خرائط الألغام.
أمّا الأمرُ الآخَرُ والذي يُوازي الأولَ في الأهمية فيكمُنُ في الحِرْصِ على اعتماد المعالجات الجذرية بحيث لا يتكررُ العُدْوان، وبحيث يُصبحُ وقْفُ النار دائماً وشاملاً، فيكونُ ذلك المدخَلَ للعودة إلى اتفاقية الهدنة المعقودة في العام 1949.
إنّ على القوى الفاعلة في المجتمع الدولي أن تُدركَ أخيراً، كما حاولْنا الإلحاحَ والإفهامَ طوال الأسابيع الماضية أنّ أيَّ قرارٍ دوليٍ يتعلق بالأزمة الناشبة الآن ينبغي أن يتوافرَ له شرطان أساسيان : تلبية مطالب لبنان في الاستقلال والسيادة على كامل تُرابه الوطني، والقابلية للتنفيذ لجهة إلزام إسرائيل بوقف النار والانسحاب الى ما وراء الخط الأزرق - ولجهة تمكين السلطة اللبنانية الشرعية من بسط سيطرتها بواسطة قُواها النظامية على كل أراضيها بما في ذلك مزارعُ شبعا.
إننا محتاجون اليومَ قبل الغد في الواقع إلى موقفٍ عربيٍ موحَّدٍ وحاسم لتصويب قرار مجلس الأمن بما يحقّقُ خطوةً حقيقيةً نحو معالجةٍ دائمةٍ وبما يحفظُ صيغتَنا السياسية واستقرارَنا. إنّ لبنانَ لا يتحملُ تكوينُهُ الاجتماعيُّ والسياسيُّ تكرارَ اجتياحاتٍ واعتداءاتٍ وصراعاتٍ ووصاياتٍ محليةٍ أو إقليميةٍ أو دوليةٍ. لستُ راضياً عن المسوّدات التي وصلت إلينا في اليومين الماضيين من مشروع القرار الذي يتناقشُ مجلسُ الأمن فيه. فهو لا يظلُّ دون الشرطين اللذين ذكرتُهما فقط، بل لا يكاد يُنجز وقفاً حقيقياً لإطلاق النار أيضاً.
ولذلك يكونُ على الإخوة العرب، والذين أتَوا مشكورين لدعمنا اليومَ أن يقفوا معنا أمام المجتمع الدولي، والمحاور الإقليمية، موقفاً تضامنياً ثابتاً وحاسماً يُسهمُ في وضع لبنان على طريق السلامة والسيادة بكل جَهدٍ ممكن.
وختم قائلاً: لقد تناديتُم بمبادرةٍ من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، والتي قامت أمسِ مشكورةً بمبادرةٍ كبيرةٍ أخرى حين دعت لعقد قمةٍ عربيةٍ طارئةٍ بمكّة المكرّمة من أجل لبنان. لقد أتيتُم، أيها الإخوة، لغَوثِنا ومساعدتِنا في بيروتَ ولبنان. ونحن محتاجون فعلاً للمؤازرة في المحنة الحاضرة، وفي المستقبل:
- محتاجون للدعم والمساعدة في أعمال الإغاثة والإعمار، وفي مساعدة الاقتصاد اللبناني، الذي كان يُعاني أصلاً من العجز والدَين نتيجةَ الاجتياحات السابقة، وقد عُقدت عدةُ اجتماعاتٍ عربية ودولية لمساعدة الاقتصاد اللبناني قبل الكارثة الأخيرة على أمل أن تأتي النتيجة المتوخاة.
- ومحتاجون إلى الدعم السياسي والدبلوماسي القوي والمستمرّ لكي لا تتكررَ الاعتداءاتُ والتدخُّلاتُ والوصاياتُ والابتزازات.
- ومحتاجونَ اليومَ قبل الغد للضغط على المجتمع الدولي من أجل قرارٍ في مجلس الأمن يَفرِضُ وَقْفَ إطلاقِ نارٍ شاملٍ ودائم، ويقتضي بالتزامُن انسحاباً إسرائيلياً كاملاً، وتحريراً لمزارع شبعا، وتبادُلاً للأسرى، وبسطاً لسلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.