المواطن وحقوق الإنسان .. من ضيع الآخر؟

محمد الصالحي

يقولون إن جمعية حقوق الإنسان بدأت قبل أيام في مجاورة الناس عن قرب وتوعيتهم بحقوقهم عبر رسائل الجوال، ويقولون إنها بادرت بذلك حتى تتفاعل أكثر مع قضايا الناس وتدافع عنهم وتنبه كل غافل عن حقه ليأتي إليها عملا بمبدأ: من لا يعرف حقه لا يستطيع أن يطالب به. والجمعية هنا تريد من كل أنثى وذكر وصغير وكبير أن يتزاحموا على بابها إن هم ظلموا وسلبت منهم حقوقهم، ولكن: هل تستطيع فعلا أن تطيب خاطرهم؟ أم إنها سترد على كل شكوى جديدة بالعبارة الحقوقية السعودية المستحدثة: «انتظر حتى تتحول إلى ظاهرة عامة بين المواطنين وسنتحرك حينئذ» ؟..
فرحنا كثيرا في العام الماضي حين أعلنت المؤسستان الحقوقيتان في البلاد عن رغبتهما في مكافحة الجهل المركب في (بعض الأدمغة) وأعلنتا وقتها عن قرب انطلاق مشروع تثقيفي وتوعوي يبدأ من المدارس إلى المساجد والجامعات ويدخل عنوة إلى المنازل ليعرف كل مواطن حقه وما عليه من حق، ولكن قراءة سريعة لقضايا حقوقية معدودة باشرتها المؤسستان خلال الأعوام الماضية وهذا العام بالتحديد كشفت للمجتمع أنهما عاجزتان عن ممارسة دور فعلي لحلها، بل اقتصرت ردة الفعل في كثير من القضايا على بيان صحافي وزع على وسائل الإعلام تقولان فيه: «إنهما هنا .. موجودتان على الساحة» ثم .. لا شيء .
إذا كانت هيئة حقوق الإنسان وجمعيته، لم تستطيعا أن تفيا بالتزاماتهما تجاه (بعض) من عرف حقوقه واتجه إليهما ليطلبهما له سندا، فكيف لها أن تتحرك لمساندة (مجتمع كامل) إذا بدأ من الغد يستيقـظ ويلتفـت إلى ما سلب منه وظلم فيه، ثم تنجح في إرضائه ؟.. قراءة بسيطة وتحليل أبسط يقولان: إنها بداية سقوط الثقة التي منحها المواطن لهما، وستكشف الأيام المقبلة إنهما تورطتا حتى الكراسي العليا في ذلك، فعصر الكلام قد ولى.

alsalhi@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة