خرافة نجاد وفنتازيا أوباما
الأربعاء / 19 / ذو القعدة / 1431 هـ الأربعاء 27 أكتوبر 2010 21:32
عبدالله بن بجاد العتيبي
الأحداث الكبار دائما ما تدور حولها الإشاعات والتأويلات المتطرفة ذات اليمين وذات الشمال، وهكذا كان حدث الحادي عشر من سبتمبر، فقد تناولته شتى التأويلات المتطرف منها يسابق الجامح، وأغلبها يصب في نفس الخانة وفي ذات التأويل.
المؤامرة سيدة الأحكام لدى الأغلبية، والغرض المدبر هو الحاكم لدى الكثيرين. قبل مدة، تحدث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بذكاء ــ لا يستغرب على مثله ــ بأن أمريكا نفسها كانت وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولمن لا يعرف هذا الرئيس الإيراني الفذ، فهو من جماعة الحجتية، وهو يؤمن بأن معاداة أمريكا له ولبلاده سببها أنها تريد منع خروج المهدي المنتظر، كما صرح أكثر من مرة.
حسنا، فلنأخذ الموقف بشكلٍ أكثر جدية، فالرئيس الإيراني نجاد ــ حسب تصريحاته ــ يعتقد أن أكبر قوتين في العالم هما الولايات المتحدة وإيران، ولكن ــ وبالجهة المقابلة ــ اعتقد الرئيس أوباما أن قيام الدولة الفلسطينية سيكون بعد عام، وكلاهما سادر في غيه، وتائه في مساره، فلا أمريكا يعنيها المهدي المنتظر خرج أم لم يخرج، ولا الدولة الفلسطينية ستقوم خلال عام.
إن ترهات السياسة المتبادلة لا تنطلي على أي مراقب ومتابع للأحداث، وقارئ للحراك البشري في تاريخه وجغرافيته، فالإشكالات على الأرض هي دائما أعمق من تصريحات السياسيين، وأحلام السياسيين وشعاراتهم الرنانة تباع لليوم لا للغد، وتذاع لمكاسب متوقعة هنا وهناك، الكل يكذب على الكل، والخصوم المتكاذبون لا يعبرون إلا عن قلة الحيلة وعدم الجدوى وفقدان المخرج.
طموحات أوباما الفنتازية ــ فيما يتعلق بقيام الدولة الفلسطينية خلال عام ــ لا يوازيها إلا شعارات نجاد الخرافية، وبين الفنتازيا والخرافة على العقلاء في المنطقة أن يعرفوا مواطئ أقدامهم، وأن يحكموا سياساتهم.
إن الواقع وشروطه حاكم مستقل عن أية سلطة أخرى في لغة السياسة، فلئن كان للتاريخ أثره وللتراث مكانته، فإن موازنات اليوم تختلف عن موازنات الأمس، وعدوات الماضي قد تمحوها اتفاقات الحاضر، والعكس بالعكس.
لقد كان اختراع الأمم المتحدة ومجلس الأمن اجتيازا حضاريا تجب الإشادة به، فقد نقل العالم بأسره من حالٍ إلى حال، ورغم كل ما مضى فقد أصبح الاحتجاج الحضاري وطلب التأييد العالمي يمر عبر سبيل مسلوك وطريقٍ متبع، ووازت قوة السلاح قوة الإقناع، وناظر قوة المنطق منطق القوة، وأصبح العالم يترقب الطرق السلمية ويتجافى عن الطرق الأخرى.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة
المؤامرة سيدة الأحكام لدى الأغلبية، والغرض المدبر هو الحاكم لدى الكثيرين. قبل مدة، تحدث الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بذكاء ــ لا يستغرب على مثله ــ بأن أمريكا نفسها كانت وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولمن لا يعرف هذا الرئيس الإيراني الفذ، فهو من جماعة الحجتية، وهو يؤمن بأن معاداة أمريكا له ولبلاده سببها أنها تريد منع خروج المهدي المنتظر، كما صرح أكثر من مرة.
حسنا، فلنأخذ الموقف بشكلٍ أكثر جدية، فالرئيس الإيراني نجاد ــ حسب تصريحاته ــ يعتقد أن أكبر قوتين في العالم هما الولايات المتحدة وإيران، ولكن ــ وبالجهة المقابلة ــ اعتقد الرئيس أوباما أن قيام الدولة الفلسطينية سيكون بعد عام، وكلاهما سادر في غيه، وتائه في مساره، فلا أمريكا يعنيها المهدي المنتظر خرج أم لم يخرج، ولا الدولة الفلسطينية ستقوم خلال عام.
إن ترهات السياسة المتبادلة لا تنطلي على أي مراقب ومتابع للأحداث، وقارئ للحراك البشري في تاريخه وجغرافيته، فالإشكالات على الأرض هي دائما أعمق من تصريحات السياسيين، وأحلام السياسيين وشعاراتهم الرنانة تباع لليوم لا للغد، وتذاع لمكاسب متوقعة هنا وهناك، الكل يكذب على الكل، والخصوم المتكاذبون لا يعبرون إلا عن قلة الحيلة وعدم الجدوى وفقدان المخرج.
طموحات أوباما الفنتازية ــ فيما يتعلق بقيام الدولة الفلسطينية خلال عام ــ لا يوازيها إلا شعارات نجاد الخرافية، وبين الفنتازيا والخرافة على العقلاء في المنطقة أن يعرفوا مواطئ أقدامهم، وأن يحكموا سياساتهم.
إن الواقع وشروطه حاكم مستقل عن أية سلطة أخرى في لغة السياسة، فلئن كان للتاريخ أثره وللتراث مكانته، فإن موازنات اليوم تختلف عن موازنات الأمس، وعدوات الماضي قد تمحوها اتفاقات الحاضر، والعكس بالعكس.
لقد كان اختراع الأمم المتحدة ومجلس الأمن اجتيازا حضاريا تجب الإشادة به، فقد نقل العالم بأسره من حالٍ إلى حال، ورغم كل ما مضى فقد أصبح الاحتجاج الحضاري وطلب التأييد العالمي يمر عبر سبيل مسلوك وطريقٍ متبع، ووازت قوة السلاح قوة الإقناع، وناظر قوة المنطق منطق القوة، وأصبح العالم يترقب الطرق السلمية ويتجافى عن الطرق الأخرى.
Bjad33@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 250 مسافة ثم الرسالة