جحيم الآخرين !
السبت / 22 / ذو القعدة / 1431 هـ السبت 30 أكتوبر 2010 20:51
منى المالكي
عندما أطلقت الفنانة سعاد عبد الله «موزة» دموعها، وهي تردد: ماذا يقول عني الناس؟ كيف أقابل الناس؟، في مسلسل «زوارة الخميس»، وذلك بعد طلاقها من تثنيان «الفنان محمد المنصور»، حضرتني على الفور مقولة الفيلسوف والروائي الفرنسي جان بول سارتر: «الآخرون هم الجحيم».
شئنا أم أبينا.. نحن محكومون بنظام اجتماعي يحيط بنا كإحاطة السوار حول المعصم، وهذا النظام أساس مهم لتكوين المجتمعات الإنسانية وتطورها وحضارتها، ولكن أن يكون الآخرون هم الحاضربن دائما حتى في قمة خيباتنا وانكساراتنا وأحزاننا العظيمة، هنا تكمن المأساة ويتحول الآخرون إلى قوة مسيطرة على مجريات حياتنا.
عندما يكون الرقيب الآخر، وهمك هو ما يقوله الآخرون عنك، تتحول أنت إلى أداة سهلة هينة يحركها ويتحكم فيها الجميع إلا أنت!! وهذه ثقافة مجتمعية انتشرت على أثرها ثقافة العيب التي تضاهي في بعض أحوالها «الحرام»، فأصبح العيب عرفا وعادة وتقليدا اجتماعيا أقوى أثرا من الحرام، ولذلك أصبح ما هو عيب هنا مستحسنا هناك، وانتشر الفصام الشخصي والتناقض الاجتماعي، حتى أصبحا علامة من علاماتنا وخصيصة من خصائصنا.
لا أجد أبلغ من عبارة للشيخ سلمان العودة يقول فيها «لماذا نحن مسكونون بالآخرين، ماذا قالوا، وماذا تركوا، وماذا مدحوا، وماذا ذموا؟، اللهم إني أغتبط بأصدقاء، يأخذونني كما أنا، لا يبحثون عن عيوب، ولا يعاملونني كملاك، لا يخطئ ولا يزل».
التعامل الإنساني، والبعد عن المثالية، وتقبل الآخر بأخطائه، والسماح له بالتصحيح، والبعد عن تقريعه ولومه، هو ما يوجد مجتمعات إنسانية سليمة، قابلة للتطور والترقي في سلم الحضارة. أما التعنت في إيجاد نموذج ملائكي، فهذا عكس الفطرة الإنسانية وطبيعة البشر، وإذا كانت الرقية تسمح بخروج الشيطان من الجسد البشري، فما الطريقة للتخلص من سكن الآخرين بداخلنا؟!
mumamalki@gmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة
شئنا أم أبينا.. نحن محكومون بنظام اجتماعي يحيط بنا كإحاطة السوار حول المعصم، وهذا النظام أساس مهم لتكوين المجتمعات الإنسانية وتطورها وحضارتها، ولكن أن يكون الآخرون هم الحاضربن دائما حتى في قمة خيباتنا وانكساراتنا وأحزاننا العظيمة، هنا تكمن المأساة ويتحول الآخرون إلى قوة مسيطرة على مجريات حياتنا.
عندما يكون الرقيب الآخر، وهمك هو ما يقوله الآخرون عنك، تتحول أنت إلى أداة سهلة هينة يحركها ويتحكم فيها الجميع إلا أنت!! وهذه ثقافة مجتمعية انتشرت على أثرها ثقافة العيب التي تضاهي في بعض أحوالها «الحرام»، فأصبح العيب عرفا وعادة وتقليدا اجتماعيا أقوى أثرا من الحرام، ولذلك أصبح ما هو عيب هنا مستحسنا هناك، وانتشر الفصام الشخصي والتناقض الاجتماعي، حتى أصبحا علامة من علاماتنا وخصيصة من خصائصنا.
لا أجد أبلغ من عبارة للشيخ سلمان العودة يقول فيها «لماذا نحن مسكونون بالآخرين، ماذا قالوا، وماذا تركوا، وماذا مدحوا، وماذا ذموا؟، اللهم إني أغتبط بأصدقاء، يأخذونني كما أنا، لا يبحثون عن عيوب، ولا يعاملونني كملاك، لا يخطئ ولا يزل».
التعامل الإنساني، والبعد عن المثالية، وتقبل الآخر بأخطائه، والسماح له بالتصحيح، والبعد عن تقريعه ولومه، هو ما يوجد مجتمعات إنسانية سليمة، قابلة للتطور والترقي في سلم الحضارة. أما التعنت في إيجاد نموذج ملائكي، فهذا عكس الفطرة الإنسانية وطبيعة البشر، وإذا كانت الرقية تسمح بخروج الشيطان من الجسد البشري، فما الطريقة للتخلص من سكن الآخرين بداخلنا؟!
mumamalki@gmail.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة