مـذاق المسؤولية

سعد عطية الغامدي

للمسؤولية مذاق جميل عند أولئك الذين يتخذونها سبيلا لتحقيق مصالح يعود نفعها على الناس كافة، ولا تتخذ المسؤولية هذا المذاق حين يكون هم صاحبها خدمة مصالحه فقط.
والمصلحــة لا تعريف لها هنا إلا ما يتحقق من نفع عام على آخرين لا نعرفهم بأشخاصهم ولا تربطنا بهم رابطة خوف أو طمع، أو نسب أو عشيرة.
إنهــم الغائبون إلا عن وجدان يتسع ليشمل الناس كلهم حتى وإن كانوا على خلاف معنا فيما لا تسيره المصالح والأهواء بل تحركه الضمائر والعقول.
لا يكفي أن نجعل المسؤولية سبيلا للحد الأدنى من المنافع للناس، بل إن استطعنا أن نجعلها في أعلى حد وهو الرضا الذي يملأ النفوس والقلوب بجودة ما نقوم به من أعمال، فذاك حينئذ هو الحد الأدنى للإتقان أو الإحسان الذي لا حد أعلى له.
في كثير مما نرى يكاد يغيب حس المسؤولية الرفيع الذي يجعلك تشعر بالطمأنينة إلى أن أصحاب الكراسي يغادرونها ــ حين يفعلون أو تفعل ــ ولما تزل في ضمائرهم بقية من ندم أو لوم ذاتي على تقصير اقترفوه أو سوء ارتكبوه، والبقية هذه تتراوح بين ما يسد الأفق مما يرى أو لا يرى، وبين ما يسد النفس عن أن تسمع أو عن أن ترى.
إن مذاق المسؤولية الجميل لا يكون إلا حين يستحكم الشعور بأن خدمة ذوي الحاجات ليست في وظيفة أو كرسي، بل هي كيان يملأ الكيان ووجدان يغمر الوجدان وإنسان يحترم الإنسان.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة