وكالة آسانج لصحافة تستديم

عبدالله الحكيم

إلى قبل إعلانهم فوزه بشخصية العام 2010، كانوا يتساءلون في دهاليز مجلة التايم الأمريكية هل يمكن أن يقفز إلى مواصفات الشخصية، وأخيرا في أقل من 72 ساعة فاز مؤسس موقع الويكيليكس، فاز وارتقت تسريباته وسوف تصبح قريبا جدا مصدر ثقة معتمد ولن ينطبق عليه المثل المصري القائل أول ما شطح نطح.
يحق لهذا الصحافي البارع الذي هو بالفعل من خلال فوزه بشخصية العام ومن قبل فوزه أيضا أن يرتقي ويحتل بجدارة شخصية العام ويفترض عليهم أن يضعوا فوق رأسه إكليلا من غير شوك.. هذا ما لم يسعوا له في خابور لذيذ في صيغة امرأة تقترب منه مثلا ثم تصرخ قائلة جوليان آسانج اغتصبني
وشد شعري وضربني.. على أية حال جربوا معه أسلوبا رخيصا على هكذا نحو ولكن القضاء السويدي فيما يبدو كان أكثر نزاهة من الاندفاع الأمريكي.
وأطلق القضاء سراحه لأنه فيما يبدو وهم يعرفون أكثر من صفة «يبدو» ولا «يبدو» أنه لم يغتصب شيئا..
الشيء الوحيد الذي اغتصبه آسانج هي الحقيقة وذلك بتجريده الواقع بعد التحقق منه عاريا أمام المرآة وبذلك فالرجل في أكثر من مقابلة شاهدتها له يقول لهم أنا لم أفعل شيئا يشوه سمعة الدفاع الأمريكي ولم أقل شيئا.. إنني فقط أريهم ماذا يفعلونه.. أنا فحصت المادة وبعد التحقق من صحتها وبضمان سرية المرسلين نشرتها.. وطبعا الحقيقة لا تؤذي أحدا فالحكومات الكبيرة تقول إنها تساعد المستضعفين وتمارس الرأفة مع المهمشين ممن يذرعون أوقات الحرب الشوارع مذعورين وعلى غير هدى ضائعين وجائعين.. والنظرية ببساطة أن جوليان ساعدهم في التعرف على ما يفعلونه بالناس الأبرياء.. لكن القصة لها وجه آخر طبعا، فربما يكون قد جاء من أجل إعادة الصحافة إلى خدمة العدالة بما يساعدها في الوقت الصحيح على الاستدامة والاستمرار.
فوز آسانج بشخصية هذا العام معناه أن الصحافة لا تزال لها أرجل وأيد ولديها متسع من الوقت لكي تناور وتدافع عن نفسها ضد القوة وضد الرسمنة والعسكرة وضد الدعاية أيضا من خلال الكلمة والصورة والحوار والتقرير.
hakeam@hotmail.com