عفشك والبنط يا حاج..؟!
الخميس / 19 / ذو الحجة / 1431 هـ الخميس 25 نوفمبر 2010 22:27
حامد عباس
** المكيون لهم نفحات إيمان لقربهم من الكعبة المشرفة، كما لهم مواويل ونداءات يستعينون بها على مواجهة الحياة، فهم مثلا لهم أغان يغازلون بها سلعهم التي يريدون بيعها من البليلة إلى اللحوم إلى الفواكه .. إلخ، أو ما يطلق عليه التسويق حاليا. في موسم الحج في زمن مضى كان المكيون جميعا يخدمون الحجاج بطريق مباشرة كالمطوفين ومساعديهم، وكل الخدمات المساندة كالطبخ وبيع المأكولات وقيادة السيارات وغيرها. ومع ضيوف الرحمن لهم علاقات حميمة فقد كانوا يسكنونهم في منازلهم وتطبخ لهم في الغالب سيدات البيوت وبناتهن وجبات الضيافة. وفي الوقت نفسه وكما أن لديهم حسا راقيا في الاستقبال والتعامل، فلهم كذلك في المواطنة من حيث حرصهم على مصالح الوطن؟! فمثلا من أهازيج الباعة قبل الطلوع إلى عرفات: إحرامك والجبل يا حاج. وهي عبارة لا تحتاج إلى تفسير. وبعد الانتهاء كانوا يحفزونه للمغادرة بشتى الوسائل المتاحة أيامها. وفي الحقيقة أذكر جيدا النص الأول ولكن النص الثاني غاب عن الذاكرة فاستعنت بكثير من الأحباب: خالد الحسيني ومحمد الحساني وإبراهيم موسى وعلي حسون وعبدالله رواس وأستاذنا عبدالله عمر خياط والعم الكبير عبدالرحمن عمر خياط الذي ذكر لي بعض العبارات المكية في هذا السياق منها: «إذا تبغى شورة الأمانة ما تبات الليلة» كتأكيد على حث الحجاج على المغادرة فورا بعد أداء النسك، وفي الوقت نفسه أهزوجة الباعة التي ذكرني بها بعض الأحباب وأكدها البعض الآخر ورأيتها في النت: عفشك والبنط يا حاج!
ومعناها لمن لا يعرف العفش هو ما يحمله الإنسان في سفره من أمتعة وهدايا وغيرها، أما البنط فهو الميناء البحري لأن السفر الجوي كان محدودا ومكلفا في الوقت نفسه. أما عبدالله رواس فقد أضاف أن ما يذكره من نداءات الباعة: يا غريب بلادك (تتكرر بنغمات حنونة) وذلك لا يعني ضيق أهل مكة بالغرباء وإنما تذكيرهم بحنين العودة. وهكذا ترى التوازن العادل مع ضيوف الرحمن في الاستضافة وفي الحث على المغادرة بأدب بعد انتهاء الغرض من الحضور إلى الأراضي المقدسة، وهي الروح الوطنية التي نحتاجها في كل حين للقضاء على ظاهرة التخلف سواء بعد أداء العمرة أو بعد أداء فريضة الحج. فهل نقتدي بالفاروق ــ رضي الله عنه ــ عندما كان يأمر الحجاج بالمغادرة بمقولته المشهورة. وبما فعله المكيون في الماضي القريب جدا؟!
رحم الله محمد عبده يماني الأستاذ والدكتور والإنسان المسؤول السابق الذي لم يغيره المنصب الكبير لا قبل ولا بعد، وظل هو الإنسان الاجتماعي الذي لا يكاد يتغيب عن مناسبة فرح أو حزن ويقوم بالواجب ويفعل الخير بكل ما يستطيع وربما فوق ما يستطيع، نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا وينزله منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
Hamid_abbas@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة
ومعناها لمن لا يعرف العفش هو ما يحمله الإنسان في سفره من أمتعة وهدايا وغيرها، أما البنط فهو الميناء البحري لأن السفر الجوي كان محدودا ومكلفا في الوقت نفسه. أما عبدالله رواس فقد أضاف أن ما يذكره من نداءات الباعة: يا غريب بلادك (تتكرر بنغمات حنونة) وذلك لا يعني ضيق أهل مكة بالغرباء وإنما تذكيرهم بحنين العودة. وهكذا ترى التوازن العادل مع ضيوف الرحمن في الاستضافة وفي الحث على المغادرة بأدب بعد انتهاء الغرض من الحضور إلى الأراضي المقدسة، وهي الروح الوطنية التي نحتاجها في كل حين للقضاء على ظاهرة التخلف سواء بعد أداء العمرة أو بعد أداء فريضة الحج. فهل نقتدي بالفاروق ــ رضي الله عنه ــ عندما كان يأمر الحجاج بالمغادرة بمقولته المشهورة. وبما فعله المكيون في الماضي القريب جدا؟!
رحم الله محمد عبده يماني الأستاذ والدكتور والإنسان المسؤول السابق الذي لم يغيره المنصب الكبير لا قبل ولا بعد، وظل هو الإنسان الاجتماعي الذي لا يكاد يتغيب عن مناسبة فرح أو حزن ويقوم بالواجب ويفعل الخير بكل ما يستطيع وربما فوق ما يستطيع، نسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا وينزله منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
مستشار إعلامي
ص.ب 13237 جدة 21493
فاكس: 6653126
Hamid_abbas@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسـافة ثم الرسـالة