أحلام لمكة والمشاعر

سعد عطية الغامدي

الأحـلام نعمة لا ينغصها إلا استيقاظ مفاجئ أو واقع مجاف، ومن أجمل إنجازات البشرية ما كان من نتائج الخيال العلمي الذي يسرف أحياناً في تجاوز حدود العقل إلى ما وراءه ثم يصبح ذلك حين يتحقق شيئاً من العبث الطفولي أمام إنجازات أكبر وأحلام جديدة أبعد.
مكة المكرمة هي أم القرى وهي المدينة الخالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وتستحق أن يحلم لها الحالمون وأن يعمل لأجلها العاملون، وأن تنال ما هي جديرة به من بنيان وعمران وقداسة في القلوب والوجدان وعرفان عميق لمكانة الزمان والمكان.
يحتاج المسجد الحرام إلى أن يكون له حرم يحيط به من كل الجهات لا يقل في أية نقطة منه عن مسافة (1000م) من الكعبة التي ترى من أي مكان في هذا الحرم المحيط، وأن يقتصر دور المطاف والرواقين الأول والثاني على الطواف فقط في أوقات الذروة خلال العام.
تحتاج منى إلى أن تقام على سفوحها شمالا وجنوباً عمارات فندقية بمستويات تشمل جميع الفئات، وتخرج من الوادي جميع المنشآت والمباني والمخيمات الحكومية إلى خارج منى ويتم التواصل معها بأنفاق عبر الجبال إن اقتضى الأمر، ويتم التوسع في المخيمات والمسارات المتوازية في هذه المساحة بحيث تستوعب أكبر قدر من الحجاج.
تحتاج مزدلفة إلى إخراج مواقف السيارات التي تحتل ما يزيد عن (35%) من مساحتها إلى جانبها من الخارج وترتيب أمور دورات المياه بحيث تستوعب احتياجات ثلاثة: الوضوء فقط أو إراقة الماء فقط أو استخدام دورة المياه وتكون منفصلة عن بعضها ويتم التخلص من مياه الوضوء على أساس لا يؤذي الذين يبيتون في منى.
تحتاج عرفات إلى أن تكون حدودها الخارجية مناطق سياحة ونزهة وفنادق بمستويات مختلفة وتخرج من صعيدها المرافق التي تختزل جزءاً من المساحة المخصصة لشعيرة الوقوف بعرفات.
تنقل الفنادق التي حول المسجد الحرام الآن خارج الحرم المقدر بألف متر أو تعوض باستثمارات في سفوح منى أو خارج حدود عرفات، ويحقق التوسع في خدمات قطار المشاعر نقلا آمناً وسريعاً على مدار الأربع والعشرين ساعة بحيث تكون مسارات القطارات عاملة خلال العام كله وليس ليوم أو يومين فقط.
يكون هناك تطوير لشبكة قطارات أنفاق وقطارات خفيفة لخدمة مداخل مكة المختلفة، وكذلك أحيائها بحيث يقل استخدام السيارات، مع توظيف السلالم والجسور المتحركة والعربات الخفيفة ذات المسارات المحددة وفقاً لهندسة مدروسة بعناية أخذاً في الحسبان ما وصلت إليه هذه الخدمات من مستوى متقدم.
خارج حدود الحرم في عرفات أو غرب الشميسي تقام مدن على غرار «تركيا الصغيرة» في إسطنبول أو المدن العالمية في «ديزني» تمثل الراغبين في تقديم عوالم بلدانهم إلى مكة عاصمة العالم، بحيث تغدو حاضنة العالم كله، كما هي قبلة العالم الإسلامي، والمسلم في أي مكان من العالم.
شعار هذا الحلم «مكة لــ 500 سنة مقبلة» ويكون العمل على تنفيذه على مدى عشرين سنة مقبلة يخصص في كل سنة مبلغ لا يقل عن (10) بلايين ريال، أو بحسب ما يحتاج إليه، من أجل مكة نموذج لحضارة تجسد تطلعات المسلمين، وربما كان بعض هذا مما يدخل في استثمارات تحقق للمدينة ولأصحاب الاستثمارات المنافع المرتقبة.


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة