ثمن الخصوصية

سعد عطية الغامدي

إن عدمنا مسرحا فلدينا من التلاسن الصحفي والمهاترات في الشبكة العنكبوتية ما يغنينا عن كل مسارح الأرض، مما يشرح الصدر ويجعلك أحيانا تضحك حتى الثمالة.
وإن عدمنا السينما فلدينا من أفلام القبلية والخصوصية والرعب الأسري وغير الأسري ما يغني عن كل أفلام الرعب والكوميديا والدراما إلى آخر قائمة ما تحفل به الشاشة الكبيرة أو الصغيرة.
أهي الخصوصية التي تجعل من بعض الموروث الذي حذر منه الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله «دعوها فإنها منتنة» ملاذا آمنا يعمد إليه الراغبون إما في الانتقام أو الشهرة بأنهم ذوو دم أزرق ؟! أم الجهل المركب الذي لا تجدي فيه أعلى مؤسسات العالم رقيا واستنارة ؟ أم هو التقليد لأولئك القاطنين في أبراج الوهم والغفلة؟
اليوم تطل قضية تطليق على مزاج القاضي وعنترية العديل، ميدانها ساحة القضاء وضحاياها زوجة في الثانية والأربعين وطفلتها وزوج يثني أقارب الزوجة عليه سلوكا وملاءة، وولي أمر المرأة وشقيقها ووكيلها الشرعي الذي طلب منه القاضي عدم حضور الجلسات.
العديل زوج الأخت الكبرى لم يكتف برفع قضية وهو من القبيلة فحسب وبعيد عن الأسرة بل بادر بتطليق زوجته ذات الأطفال الأربعة بعد عشرة دامت سنوات طوالا.
إن لم تكن الأخوة الإسلامية وهي أوثق العرى وألزمها من كل نسب مزعوم، فلتكن أخوة إنسانية في زمن عولمة لا تدع زاوية من الأرض إلا غمرتها أو لتكن اللحمة الوطنية التي تستوجب تعميق الانتماء ونبذ التنابز وإغلاق ملف خصوصيات لا تليق بوطن الوحدة والتوحيد، وأين يحدث هذا؟ في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام التي شهدت إخاء بين المسلمين لم يحصل من قبل ومن بعد.
القصة الدامية في جريدة الوطن عدد الثلاثاء غرة محرم 1432هـ، وكل عام والطيبون بخير.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 241 مسافة ثم الرسالة