النار في الواقع والأساطير
السبت / 05 / محرم / 1432 هـ السبت 11 ديسمبر 2010 21:23
عبدالله الحكيم
توجد رائحة دخان ثقيل تلوح في الأفق .. إننا نمر بنفس الظروف تقريبا التي واكبت العام ألفين وما يليه. إنها مرحلة بدأت بسقوط البرجين في أمريكا .. وفي غضون سنوات قلائل قادت حادثة البرجين إلى سقوط حزب البعث في العراق، ولا زال العمل جاريا. في أواخر الثمانينيات الميلادية تعهد صدام حسين بحرق نصف إسرائيل .. وقالت الصحافة إنه يمتلك أكبر رابع قوة عسكرية في العالم .. وفي التسعينيات دخل صدام حسين الكويت. لقد صنع الأمريكيون تمثالا آخر من نوعه للرئيس صدام حسين بعد أن اشتروا النفط بثمن بخس جدا في أيام الحرب العراقية الإيرانية. هبط سعر البرميل إلى نحو سبعة دولارات فقط لا غير ـــ وهذا كلام صحيح ـــ ومارست إيران تهديدا بضرب ناقلات النفط ولكن الأمريكيين عادوا من تلقاء أنفسهم بعد تفخيخ عبارات السفيرة الأمريكية لدى العراق أبريل جلاسبي وأسقطو تمثال شرطي الخليج .. وقادت الأحداث إلى شنق صدام حسين، فيما أضاءت كاميرات الصحافة صورة تمثاله الذي سقط وسط الشارع العام.
تلك هي دراما السياسة وبعض من أدبيات التاريخ الذي يعيد نفسه باستمرار .. الآن إيران تتهيأ لنفس الدور .. لقد ضربوا العراق بدعوى أن صدام حسين وقتئذ يمتلك أسلحة دمار شامل، ولكن إيران منذ سنوات تقدم نفسها من خلال نسخة حديثة لأسطورة سارق النار من قدماء الأغريق، فقد سرق أحدهم النار (المعرفة)، ولعله سيزيف، وكسر باب احتكار حيازة النار على الرموز الرسمية.
لقد كانت القصة ذات مرة من وحي الخيال وصناعة الأساطير إذ يهرب السارق بالنار، فلا يطاله الغضب، ومع ذلك تزعم الأساطير أنه لا يمكن ترك سيزيف من غير محاكمة، فحيازة النار فيها خطر عليه ونهاية لهم أيضا. النار في الأساطير القديمة أغريقيا تقابل استنساخ السلاح النووي في واقع علاقة الكبار. وعقوبة سارق النار في العصر الحديث تبدأ بالحصار الاقتصادي وتنتهي بضرب يثير معه الكثير من رواسب الغبار والدخان .. الأسطورة أعادت نتاج نفسها في العراق وهي في الطريق لإنتاج نسخة أخرى .. ربما في كوريا .. لا أحد يدري على وجه التحديد.
والقصة وما فيها أنهم يسمحون لمن يمتلك الجرأة على سرقة النار التي تمثل في الأساطير المعرفة ولكنهم لا يسمحون مطلقا باستخدام النار. يمكنك أن تعرف نعم ولكن من غير المعقول ـــ حفاظا على سلامتنا وسلامتك ـــ أن نترك حضرتك هكذا تستخدم استنساخ النار على حساب العالم.
تلك هي الأسطورة .. وهذه هي القصة من الآخر .. ولكن لا أحد يدري متى ولا كيف نشم رائحة دخان من العيار الثقيل هذه المرة.
hakeam@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة
تلك هي دراما السياسة وبعض من أدبيات التاريخ الذي يعيد نفسه باستمرار .. الآن إيران تتهيأ لنفس الدور .. لقد ضربوا العراق بدعوى أن صدام حسين وقتئذ يمتلك أسلحة دمار شامل، ولكن إيران منذ سنوات تقدم نفسها من خلال نسخة حديثة لأسطورة سارق النار من قدماء الأغريق، فقد سرق أحدهم النار (المعرفة)، ولعله سيزيف، وكسر باب احتكار حيازة النار على الرموز الرسمية.
لقد كانت القصة ذات مرة من وحي الخيال وصناعة الأساطير إذ يهرب السارق بالنار، فلا يطاله الغضب، ومع ذلك تزعم الأساطير أنه لا يمكن ترك سيزيف من غير محاكمة، فحيازة النار فيها خطر عليه ونهاية لهم أيضا. النار في الأساطير القديمة أغريقيا تقابل استنساخ السلاح النووي في واقع علاقة الكبار. وعقوبة سارق النار في العصر الحديث تبدأ بالحصار الاقتصادي وتنتهي بضرب يثير معه الكثير من رواسب الغبار والدخان .. الأسطورة أعادت نتاج نفسها في العراق وهي في الطريق لإنتاج نسخة أخرى .. ربما في كوريا .. لا أحد يدري على وجه التحديد.
والقصة وما فيها أنهم يسمحون لمن يمتلك الجرأة على سرقة النار التي تمثل في الأساطير المعرفة ولكنهم لا يسمحون مطلقا باستخدام النار. يمكنك أن تعرف نعم ولكن من غير المعقول ـــ حفاظا على سلامتنا وسلامتك ـــ أن نترك حضرتك هكذا تستخدم استنساخ النار على حساب العالم.
تلك هي الأسطورة .. وهذه هي القصة من الآخر .. ولكن لا أحد يدري متى ولا كيف نشم رائحة دخان من العيار الثقيل هذه المرة.
hakeam@hotmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة