سعودي خارج الخدمة!
الثلاثاء / 22 / محرم / 1432 هـ الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 21:18
أحمد محمد الطويـان
أصبت بإحباط وضيق شديد عندما قرأت إعلانا مستفزا لشركة مقاولات يفترض أنها سعودية تعرض فيه حاجتها لشغل وظيفة إدارية في السعودية بامتيازات كبيرة وراتب عالٍ يفوق 40000 ريال واشترطت أن يكون من جنسية عربية محددة، وعرف عن هذه الشركة ومثيلاتها رفع شعار «سعودي خارج الخدمة» كما يقال بالعامية، أي أن السعودي لا يتم استقطابه ولا توظيفه ولا الاهتمام به، لماذا؟ وكيف؟ لا أعرف كل ما أعرفه ويعرفه المتابعون أنها تملأ جيوبها منذ سنوات طويلة من خير هذا البلد ولكنها لم تكلف نفسها في أن تشرك المجتمع في نجاحاتها بالشكل الذي لا يؤثر عليها.
شركة يديرها مجموعة أشخاص من جنسية عربية تعمل في السعودية وتدخل في منافسات المشروعات الكبرى وتحقق النجاحات بفضل اقتصاد هذا البلد وسوقه المتنامية وفي المقابل لا يعمل فيها من السعوديين سوى قلة بسيطة يتوزعون على أعمال هامشية لا تكسبهم الخبرة ولا تمكنهم من إثبات الحضور.
هذه الشركة هي ذاتها التي لا تعطي فرصة للمقاولين السعوديين للحصول على عقود من الباطن ولا تمكنهم من الاستفادة المالية المشروعة في مشروعاتها ويضطر رجل الأعمال السعودي إلى التذلل للأجنبي المسؤول في تلك الشركة للحصول على ما يريد.
السؤال الأهم لماذا لا تدرج هذه الشركات في سوق الأسهم السعودية؟ لماذا لا تكون أكثر قربا منا لتشعرنا على الأقل أنها تحفظ الجميل لسوقنا ومجتمعنا، هل هذا يدخل في باب الحصانة التي يتمتع بها كل أجنبي يتمتع بمقدرات تسويقية تحول «الرمل إلى ذهب» كما يقال؟ لا أعرف، الذي يعرف هو من يفرض الرقابة على الشركات التجارية ويتابع أعمالها ومدى خدمتها للمجتمع.
المشكلة في اعتقادي مردها إلى النظرة الدونية للسعوديين والتعامل معهم على أنهم مجرد أكياس «فلوس» متحركة لا يعرفون كيف يصنع الإنجاز كما أنهم لا يحسنون الاستمتاع بالمنجزات، هذه النظرة القاصرة المخالفة للواقع يضطرنا إلى إيقاظهم من تخيلاتهم التي تنتقص من مقدراتنا وتستهين بعقولنا.
يجب أن يعرف رجال الأعمال السعوديون أنهم مطالبون بضرورة إتاحة الفرصة للسعودي لإثبات حضوره وتأهيله بكل الفنيات المتقدمة التي تحتاجها السوق وفق توجيهات الدولة في هذا المجال. أما هؤلاء الذين أعمتهم التخمة من أموالنا عليهم معرفة أن مشروعات بلادنا يجب أن يكون العنصر السعودي مستفيدا منها سواء بالعمل فيها أو في الحصول على منافعها الخدمية وأن لا يسرفوا في استقدام الخبراء من كوكب زحل للعمل لدينا، وهنا تحية للصديق محمد الرطيان الذي تحدث بإسهاب عن كائنات زحل الفريدة.
للأسف أن أبناء زحل من مكفولينا لديهم مقدرات هائلة في تسويق أنفسهم ومنتجاتهم، ولو عملنا اختبارا بسيطا بأن يقوم سعودي بمحاولة بيع وردة بريال واحد وعرض الكوكبي ذات الوردة بمئة دولار سيبيع الكوكبي مليون وردة وصاحبنا السعودي سيبقى «مفلسا».
Towa55@hotmail.com
شركة يديرها مجموعة أشخاص من جنسية عربية تعمل في السعودية وتدخل في منافسات المشروعات الكبرى وتحقق النجاحات بفضل اقتصاد هذا البلد وسوقه المتنامية وفي المقابل لا يعمل فيها من السعوديين سوى قلة بسيطة يتوزعون على أعمال هامشية لا تكسبهم الخبرة ولا تمكنهم من إثبات الحضور.
هذه الشركة هي ذاتها التي لا تعطي فرصة للمقاولين السعوديين للحصول على عقود من الباطن ولا تمكنهم من الاستفادة المالية المشروعة في مشروعاتها ويضطر رجل الأعمال السعودي إلى التذلل للأجنبي المسؤول في تلك الشركة للحصول على ما يريد.
السؤال الأهم لماذا لا تدرج هذه الشركات في سوق الأسهم السعودية؟ لماذا لا تكون أكثر قربا منا لتشعرنا على الأقل أنها تحفظ الجميل لسوقنا ومجتمعنا، هل هذا يدخل في باب الحصانة التي يتمتع بها كل أجنبي يتمتع بمقدرات تسويقية تحول «الرمل إلى ذهب» كما يقال؟ لا أعرف، الذي يعرف هو من يفرض الرقابة على الشركات التجارية ويتابع أعمالها ومدى خدمتها للمجتمع.
المشكلة في اعتقادي مردها إلى النظرة الدونية للسعوديين والتعامل معهم على أنهم مجرد أكياس «فلوس» متحركة لا يعرفون كيف يصنع الإنجاز كما أنهم لا يحسنون الاستمتاع بالمنجزات، هذه النظرة القاصرة المخالفة للواقع يضطرنا إلى إيقاظهم من تخيلاتهم التي تنتقص من مقدراتنا وتستهين بعقولنا.
يجب أن يعرف رجال الأعمال السعوديون أنهم مطالبون بضرورة إتاحة الفرصة للسعودي لإثبات حضوره وتأهيله بكل الفنيات المتقدمة التي تحتاجها السوق وفق توجيهات الدولة في هذا المجال. أما هؤلاء الذين أعمتهم التخمة من أموالنا عليهم معرفة أن مشروعات بلادنا يجب أن يكون العنصر السعودي مستفيدا منها سواء بالعمل فيها أو في الحصول على منافعها الخدمية وأن لا يسرفوا في استقدام الخبراء من كوكب زحل للعمل لدينا، وهنا تحية للصديق محمد الرطيان الذي تحدث بإسهاب عن كائنات زحل الفريدة.
للأسف أن أبناء زحل من مكفولينا لديهم مقدرات هائلة في تسويق أنفسهم ومنتجاتهم، ولو عملنا اختبارا بسيطا بأن يقوم سعودي بمحاولة بيع وردة بريال واحد وعرض الكوكبي ذات الوردة بمئة دولار سيبيع الكوكبي مليون وردة وصاحبنا السعودي سيبقى «مفلسا».
Towa55@hotmail.com