غرق الغرقان أكثر

هادي الفقيه

أغرق المدونون والصحافيون العاملون في الصحف الإلكترونية الإنترنت بصور الأمطار. ثوان بسيطة وطارت الصور إلى كل الدنيا، والعنوان «جدة تغرق من جديد» أو «غرق الغرقان أكثر».
ولن تتوقف تعرية الخلل ما دام هناك إنسان يبتكر ويتعلم ويقدم ما يدور حوله ويمس حياته. جدة تئن. تبكي. أهلها حائرون، ماذا يحدث. ألم يستفد المسؤولون في الإدارات المرتبطة مما حدث.
لا أعرف أين كان المسؤولون طوال الفترة الماضية على الرغم من علم كل إنسان في منطقة مكة حرص الأمير خالد الفيصل على أن لا يتكرر ما حدث وتصريحاته غير مرة بضرورة وضع حلول حقيقية.
لا يتمنى إنسان منطقة مكة أكثر من أن يكون القياديون بحجم المسؤولية التي يتمتع بها أمير المنطقة، للأسف لم نسمع غير وعود ودراسات وأبحاث ومشاريع ستنفذ... وفي النهاية لا شيء.
المشكلة لا تحتاج إلى شرح طويل أو تفاصيل مملة، يكفي ما كتبه الناس على جدران آلمها وما تناقلوه بالرسائل وعبر تقنية البلاك بيري وفي الفيس بوك، حتى بلغوا درجة الإحباط والتندر حتى غدت جدة في نظرهم حديقة مائية ضخمة لا ينقصها غير شباك تذاكر لدخولها.
مسكينة أنت يا جدة وأهلك معك أيضا، مر عام على كارثة حصدت أرواحا بريئة وكشفت عن ساقي الفساد، والجرح مازال غائرا، وباختصار نحتاج إلى مكاشفة حقيقية أطلعوا الناس على المشكلة وأسبابها وما هي الحلول، افتحوا المجال للجميع كي يساعدوا في وضع مقترحات تسهم في وقف أي فاجعة قد تحدث مستقبلا.
من ناحية أخرى كان من المفترض على الدفاع المدني الذي بث رسائل مبكرة عن توقعات هطول الأمطار أن يحدد مواقع بعينها وفق الخرائط الجوية بالمواقع الأكثر خطورة لتحذير الناس.
والغريب من جهة أخرى ما حدث في مجمع الفلل الذي تعرض للغرق العام الماضي وتكرر ما حدث الخميس الماضي، لماذا لم تتعامل الجهات ذات الاختصاص مع هذا المجمع مثل ما تصرفت مع المواطنين الذين طالبتهم بالخروج من بيوتهم كي تهدمها قبل أسابيع.
إن جدة اليوم في وضع حرج وحساس إلى الغاية، وبهذه الطريقة التي تعيشها ستتحول إلى مدينة غير صالحة للعيش، وتدريجيا ستتلاشى أهميتها السياحية والاقتصادية والخوف أن يرتبط اسمها بالفواجع والمآسي وحوادث الغرق.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة