لبنانية حزب الله !

خالد السليمان

في كل القضايا حزب الله منفتح على العالم ولكن عندما يتعلق الأمر بنزع سلاحه فإنه يعتبرها قضية داخلية يناقشها اللبنانيون وحدهم، وهذا الاتجاه نحو الداخل في مسألة السلاح ليس هدفه لبنانية القرار ولكن لأن حزب الله يدرك جيدا أن أحدا في لبنان لا يملك اجباره على نزع سلاحه وأن القضية ما دامت تدور على طاولات السياسيين اللبنانيين فان سلاح الحزب سيبشر بطول سلامة!!
واللبنانيون يدركون أيضا أن نزع سلاح حزب الله بالقوة غير ممكن وأن حربا أهلية قد تنشب قبل أن يرضخ حزب الله للغة الواقع ويتنازل عن سلاحه ولكنه ثمن باهظ جداً ولا أحد في لبنان مستعد لدفعه!!
والوضع اليوم مع قبول حزب الله لانتشار الجيش اللبناني في الجنوب وتوسيع مهام وحجم القوة الدولية لن يسمح بعودة الأوضاع كما كانت عليه قبل اندلاع حرب الثلاثين يوما ، كما أن سلاح حزب الله لم يردع اسرائيل من شن حرب مدمرة على لبنان وخسائرها المادية والبشرية في هذه الحرب كلها خسائر طفيفة مقارنة بخسائر لبنان أما معنويا فربما كانت خسائرها أفدح لأنها ضُربت في صميم عمق تفوقها العسكري كما أصابت صواريخ حزب الله صميم عمقها الجغرافي !!
والحرب تتوقف اليوم ولبنان مدمر في بناه التحتية واقتصاده وخسائره البشرية تعدت الألف قتيل وآلالاف الجرحى بينما الجيش الاسرائيلي عاد ليحتل أجزاء من جنوبه ، فهل كان لبنان وحزب الله بحال أفضل قبل شهر من الآن أم اليوم؟! الاجابة سهلة ولكن من المهم ألا تطلبوها عند أصحاب دكاكين الشعارات!!