السمنة تهدد 24 % من السعوديات

مؤتمر جدة يدق ناقوس خطورته غداً .. باواكد لـ«عكـاظ»:

السمنة تهدد 24 % من السعوديات

محمد داوود ـ جدة

يناقش خبراء مختصون في التغذية والسمنة من المملكة والبحرين غدا التحديات الصحية التي تواجه المجتمع السعودي والخليجي في مجال السمنة وزيادة الوزن، وذلك في مؤتمر جدة الأول للتغذية والسمنة التي دعت إليه وزارة الصحة ممثلة في صحة جدة والجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع. وأوضح لـ «عكاظ» رئيس المؤتمر الأمين العام للجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع (سابقا) الدكتور خالد بن عبيد باواكد، أن المؤتمر يهدف إلى تقييم وتعريف حالات السمنة وزيادة الوزن بين البالغين في المجتمع، الطرق الحديثة والعلمية في علاج السمنة والمضاعفات الصحية الناتجة عنها، الاستراتيجيات العلمية في المتابعة طويلة المدى للمحافظة على الوزن السليم، الأساليب العملية في الاستشارة الطبية لتعديل السلوك الغذائي وتفعيل النمط المعيشي السليم، والتعرف على مبادئ المحافظة على الوزن المثالي، دور الطب البديل والطب التكميلي في علاج السمنة وزيادة الوزن، السمنة ومشاكلها الصحية لدى الأطفال وطرق التغلب عليها وعلاجها، والتقييم الغذائي للمصابين بالسمنة وزيادة الوزن.
تحديات صحية
وأشار إلى أن السمنة أصبحت تشكل أبرز التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الخليجية وخصوصا المملكة لاعتبارات عديدة، مسببة بذلك خطورة على المرضى، بجانب الانعكاسات النفسية والاجتماعية والبدنية والاقتصادية المترتبة على ذلك، موضحا أن نسبة زيادة الوزن عند الرجال تصل إلى 29 في المائة بينما عند النساء 27 في المائة، بينما نجد أن نسبة السمنة عند النساء تصل إلى 24 في المائة وفي الرجال 16 في المائة وفقا لعدة دراسات نشرت حول معدل انتشارها وهي لا تختلف كثيرا عن بقية دول الخليج.
6 عوامل
وذكر أن أسباب زيادة السمنة والعوامل المؤدية إلى ذلك تتمثل في ستة عوامل هي: النمط الغذائي، فالغذاء المحتوي على سعرات حرارية عالية يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان وخصوصا مع عدم حرقها وصرفها، والوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية خير مثال على ذلك، والعامل الثاني قلة النشاط والحركة، ولكن هل هذه النسبة كبيرة لدرجة يمكن الاعتماد عليها في إنقاص الوزن؟ الإجابة طبعا لا، حيث إن الدراسات التي أجريت في هذا المجال جاءت متضاربة لدرجة أنه لا يمكن أن نوصي للبدين بالرياضة كأساس لتخفيض وزنه، ولكن يمكنها أن تكون عاملا مساعدا وخاصة لتخفيف الترهلات من جسم البدين الذي أنقص وزنه.
ورأى باواكد أن العامل الثالث ينحصر في العوامل النفسية والبيئية، وهي حالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال، فحين يتعرضن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام، كما أن مشاهدة التلفزيون أو الكمبيوتر لأكثر من ساعتين متواصلتين في اليوم دون حركة يعتبر من عوامل زيادة الوزن.
اختلال الغدد
وألمح إلى أن العامل الرابع يتمثل في اختلال في الغدد الصماء، وهو السبب الملائم دائما في حالات السمنة، حيث إنه من المعتاد والشائع أن نسمع القول: «لقد قال الطبيب لي إنها اختلال بغددي الصماء» والواقع أنها حالة نادرة جدا وليست السبب في معظم الأحوال.
أما الوراثة التي تشكل العامل الخامس فيجب أن نعلم أن هذا العامل بمفرده ليس مسؤولا عن السمنة وقد لا يكون مسؤولا البتة، ولكن تكون احتمالية الإصابة 40 في المائة إذا كان أحد الوالدين مصابا بالسمنة، وتزيد إلى 70 في المائة في حالة أن كلا الوالدين مصاب بالسمنة.
جينات السمنة
وأفاد باواكد أن جينات السمنة تشكل العامل السادس في مسببات السمنة، موضحا «أن عام 1994م شهد اكتشاف أكثر الجينات شهرة وهو المسمى «جين أوب» وهذا الجين يعمل على إنتاج هرمون يسمى ليبتين، وهرمون الليبتين يتم إنتاجه في الخلايا الدهنية بالجسم عندما تبدأ تلك الخلايا في الامتلاء بالدهن بعد تناول وجبة دسمة، وبعدها ينتقل الليبتين في الدم حتى يصل إلى المخ ليحفز مركز الشهية (أو ما يفضل تسميته مركز الشبع) على إيقاف الشعور بالجوع، كما أن الليبتين أيضا يجعل المخ يصدر أمرا للخلايا بأن تحرق قدرا أكبر من الطاقة.
مواجهة المرض
باواكد أكد أن «مواجهة زيادة الوزن والسمنة تكون باتباع العديد من الطرق الوقائية والعلاجية وفق أهداف محددة ومنطقية قصيرة وطويلة المدى، فعلى سبيل المثال عند الرغبة في إنقاص الوزن بمعدل 20 كيلو جراما يجب البدء بإنقاص كيلو واحد من خلال وضع خطة زمنية متوازنة، تحديد نوع النشاط اليومي وعدد السعرات التي يحتاجها الجسم، استشارة الطبيب قبل بداية البرنامج والاستمرار معه من خلال المتابعة المنتظمة لتحقيق الهدف، التركيز على الأغذية الصحية (مثل الفواكه) حتى أثناء تناول الوجبات السريعة، التقليل من استهلاك الدهون وتجنب المقليات والحلويات ذات دهنيات عالية، التنظيم في الأكل وعدم إهمال الوجبات الأساسية وخصوصا الإفطار، الاحتفاظ بسجل خاص للحمية والنشاط البدني للمساعدة على الاستمرار، الإقلال من المشروبات الغازية قدر الإمكان والإكثار من تناول الماء أو العصيرات الطبيعية مع مراعاة السعرات الحرارية فيها، واستخدام الميزان مرة كل أسبوع وعدم المبالغة في الوزن اليومي لأنه سيجعل الفرد يدخل في دوامة القلق».