من «احتجاجية الأرز » إلى «جمعة الغضب» .. ماذا ينتاب الشعوب
الأربعاء / 29 / صفر / 1432 هـ الأربعاء 02 فبراير 2011 19:54
تيرنر بيرو ـ واشنطن
من «احتجاجية الأرز» في لبنان، إلى «جمعة الغضب» في مصر، مرورا بـ «الياسمين» في تونس، يحبس العالم أنفاسه منتظرا ما ستسفر عنه هذه الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالديمقراطية والحرية.
في مصر، تدفق الشعب بأعداد غير مسبوقة إلى الشوارع وسط دعوات لأيام غضب، مطالبا رئيسه حسني مبارك بالإصلاحات، ولكن ما هي القرائن التي تقدمها المظاهرات التي اندلعت في وقت سابق في المنطقة بشأن ما سيحدث في القاهرة؟ إن النتائج على الأرجح تبدو متفاوتة.
لقد حفزت تونس، تلك الدولة الصغيرة نسبيا والمستقرة المطلة على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، الموجة الحالية من الاحتجاجات المناهضة للحكومات في منطقة الشرق الأوسط.
الرئيس السابق زين العابدين بن عابدين، ظل يحكم تونس طوال 23 عاما، وكان ينظر إليها بوصفها دولة بوليسية راسخة.
ولكن في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2010، أشعل بائع فاكهة يدعى محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة عربة الفاكهة التي كان يبيع بواسطتها في الشارع للحصول على لقمة عيشه، وأيقظ هذا التصرف الرمزي غضبا مكبوتا لدى سكان البلاد، فيما بات يعرف لاحقا بين التونسيين بـ «ثورة الياسمين».
وعمد زين العابدين بن علي إلى زيارة البوعزيزي في المستشفى. وعاش خريج الكلية لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يقضي متأثرا بالحروق التي أصيب بها، وذلك في الرابع من يناير (كانون الثاني)، بيد أن هذه الزيارة لم تتمكن من تهدئة الغضب في البلاد بعد عقود من تدني مستويات المعيشة والبطالة في أوساط الشباب.
وبعد أسابيع من الاحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 شخص وفقا للأمم المتحدة، غادر زين العابدين بن علي البلاد في الرابع عشر من يناير (كانون الثاني) الجاري.
على الأثر، تولى رئيس الوزراء محمد الغنوشي مقاليد السلطة وشكل حكومة وحدة وطنية ضمت أعضاء من الحرس القديم والمعارضة، غير أن هذه الإجراءات لم تهدئ الشعب، حين واصل المطالبة بالإصلاح الكامل، بينما واصل الغنوشي تشكيل حكومة وطنية في محاولة لتهدئة الجماهير الغاضبة. وأخيرا، وعد بإجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما من مغادرة زين العابدين بن علي.
وهذه النتيجة تختلف جذريا عما حدث في إيران قبل عام ونصف العام، عندما اندلعت احتجاجات ضخمة بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) عام 2009، حيث توقع كثير من الإيرانيين هزيمة الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، غير أن النتائج الرسمية أظهرت فوزه. وفق ذلك، خرج الإيرانيون إلى الشوارع، التي تحولت إلى «بحر أخضر»، حيث اتشحت الجماهير باللون الأخضر، وتحدت سلطة أحمدي نجاد محاولة الإطاحة به من السلطة.
وفي لبنان عام 2005، أدت حادثة عنيفة إلى هبة سلمية، بعد أن قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي يحظى بشعبية واسعة، في عملية تفجير ضخمة بينما كان يمر بسيارته في بيروت، أسفرت كذلك عن مقتل 22 شخصا آخرين إلى جانبه. وعلى الفور، اعتقد كثير من اللبنانيين، وكذلك محققون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، أن جهات محددة هي المسؤولة عن عملية التفجير.
أثار مقتل الحريري احتجاجات واسعة النطاق، وعرفت تلك الاحتجاجات باسم «ثورة الأرز»، وأدت في نهاية المطاف إلى انسحاب القوات السورية من لبنان، وانتخاب برلمان جديد، ليصبح سعد الحريري، نجل رفيق، رئيسا للوزراء. ولكن حتى في لبنان، التي لديها خبرة كبيرة بالديمقراطية تفوق معظم البلدان الأخرى في المنطقة، تظل النتائج غير واضحة. وتنحى سعد الحريري عن السلطة أخيرا بعد أن انسحب وزراء الحكومة من التكتل المتحالف مع حزب الله من الحكومة. وتم تكليف نجيب ميقاتي، الذي نال ثقة حزب الله، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في الأسبوع الماضي. وفي اليوم نفسه، توجه أنصار الحريري إلى الشوارع معلنين «يوم غضب».
وصادف يوم الغضب اللبناني تسريع الشعب المصري لاحتجاجاته المستمرة ضد النظام، فيما تتوالى التظاهرات بصورة أخرى في اليمن، وكما تتوالى مظاهرات من نوع آخر في الأردن مطالبة بسقوط حكومة رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي، وكذا الحال في السودان.
وهنا، تتجه أعين العالم إلى منطقة الشرق الأوسط لمتابعة التطورات التي كانت غائبة طوال نحو 30 عاما، لمعرفة ماذا سيحدث؟.
في مصر، تدفق الشعب بأعداد غير مسبوقة إلى الشوارع وسط دعوات لأيام غضب، مطالبا رئيسه حسني مبارك بالإصلاحات، ولكن ما هي القرائن التي تقدمها المظاهرات التي اندلعت في وقت سابق في المنطقة بشأن ما سيحدث في القاهرة؟ إن النتائج على الأرجح تبدو متفاوتة.
لقد حفزت تونس، تلك الدولة الصغيرة نسبيا والمستقرة المطلة على الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، الموجة الحالية من الاحتجاجات المناهضة للحكومات في منطقة الشرق الأوسط.
الرئيس السابق زين العابدين بن عابدين، ظل يحكم تونس طوال 23 عاما، وكان ينظر إليها بوصفها دولة بوليسية راسخة.
ولكن في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2010، أشعل بائع فاكهة يدعى محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه احتجاجا على مصادرة الشرطة عربة الفاكهة التي كان يبيع بواسطتها في الشارع للحصول على لقمة عيشه، وأيقظ هذا التصرف الرمزي غضبا مكبوتا لدى سكان البلاد، فيما بات يعرف لاحقا بين التونسيين بـ «ثورة الياسمين».
وعمد زين العابدين بن علي إلى زيارة البوعزيزي في المستشفى. وعاش خريج الكلية لمدة ثلاثة أسابيع قبل أن يقضي متأثرا بالحروق التي أصيب بها، وذلك في الرابع من يناير (كانون الثاني)، بيد أن هذه الزيارة لم تتمكن من تهدئة الغضب في البلاد بعد عقود من تدني مستويات المعيشة والبطالة في أوساط الشباب.
وبعد أسابيع من الاحتجاجات، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 شخص وفقا للأمم المتحدة، غادر زين العابدين بن علي البلاد في الرابع عشر من يناير (كانون الثاني) الجاري.
على الأثر، تولى رئيس الوزراء محمد الغنوشي مقاليد السلطة وشكل حكومة وحدة وطنية ضمت أعضاء من الحرس القديم والمعارضة، غير أن هذه الإجراءات لم تهدئ الشعب، حين واصل المطالبة بالإصلاح الكامل، بينما واصل الغنوشي تشكيل حكومة وطنية في محاولة لتهدئة الجماهير الغاضبة. وأخيرا، وعد بإجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما من مغادرة زين العابدين بن علي.
وهذه النتيجة تختلف جذريا عما حدث في إيران قبل عام ونصف العام، عندما اندلعت احتجاجات ضخمة بعد الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران) عام 2009، حيث توقع كثير من الإيرانيين هزيمة الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، غير أن النتائج الرسمية أظهرت فوزه. وفق ذلك، خرج الإيرانيون إلى الشوارع، التي تحولت إلى «بحر أخضر»، حيث اتشحت الجماهير باللون الأخضر، وتحدت سلطة أحمدي نجاد محاولة الإطاحة به من السلطة.
وفي لبنان عام 2005، أدت حادثة عنيفة إلى هبة سلمية، بعد أن قتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، الذي يحظى بشعبية واسعة، في عملية تفجير ضخمة بينما كان يمر بسيارته في بيروت، أسفرت كذلك عن مقتل 22 شخصا آخرين إلى جانبه. وعلى الفور، اعتقد كثير من اللبنانيين، وكذلك محققون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، أن جهات محددة هي المسؤولة عن عملية التفجير.
أثار مقتل الحريري احتجاجات واسعة النطاق، وعرفت تلك الاحتجاجات باسم «ثورة الأرز»، وأدت في نهاية المطاف إلى انسحاب القوات السورية من لبنان، وانتخاب برلمان جديد، ليصبح سعد الحريري، نجل رفيق، رئيسا للوزراء. ولكن حتى في لبنان، التي لديها خبرة كبيرة بالديمقراطية تفوق معظم البلدان الأخرى في المنطقة، تظل النتائج غير واضحة. وتنحى سعد الحريري عن السلطة أخيرا بعد أن انسحب وزراء الحكومة من التكتل المتحالف مع حزب الله من الحكومة. وتم تكليف نجيب ميقاتي، الذي نال ثقة حزب الله، بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في الأسبوع الماضي. وفي اليوم نفسه، توجه أنصار الحريري إلى الشوارع معلنين «يوم غضب».
وصادف يوم الغضب اللبناني تسريع الشعب المصري لاحتجاجاته المستمرة ضد النظام، فيما تتوالى التظاهرات بصورة أخرى في اليمن، وكما تتوالى مظاهرات من نوع آخر في الأردن مطالبة بسقوط حكومة رئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي، وكذا الحال في السودان.
وهنا، تتجه أعين العالم إلى منطقة الشرق الأوسط لمتابعة التطورات التي كانت غائبة طوال نحو 30 عاما، لمعرفة ماذا سيحدث؟.