المبتعثون بين المفجر والسفير

هادي الفقيه

بودي أن أقول للشاب السعودي الذي قبض عليه بادعاء أنه يخطط لتفجير محطة للطاقة النووية، وسدود كهرومائية، واستهداف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، «يا الله يا قوي»، على قدر الضحك يأتي الاستغراب والألم من هذا الادعاء على شاب حمله وطنه إلى أقصى الأرض لينهل من موارد العلم والمعرفة.
السؤال الأهم يجب أن نعرف من وراء هذا الشاب وما هي دوافعه، إذا كانت هناك مخططات فعلا.
متألمون بحق خصوصا أن في دواخلنا جرحا كبيرا من العمل الإجرامي الذي حول العالم فترة زمنية طويلة من الاهتمام بسماحة الإسلام إلى السؤال عن الجانب الدموي في هذا الدين الذي جوهره يرتكز على المحبة وبث الأخلاقيات بين الناس في الأرض. وظل المسلم والعربي منذ أحداث 11 سبمتبر 2001، مثارا للشكوك والمخاوف في أي أرض يحل فيها، حتى أصبحنا نعيش فترة الإسلاموفوبيا.
ما حدث حدث، والمهم أن لا تكون الساعات المقبلة محملة بزيادة الحنق والتعقيد في التعاطي مع السعوديين أمنيا في بيوتهم وفي الشوارع والمطارات في أمريكا خصوصا أنها اليوم تحتضن 40 ألف مبتعثة ومبتعث، وتستعد لاستقبال المئات منذ اليوم وحتى خمسة أشهر مقبلة تباعا وبشكل يومي.
إن تاريخ ردة الفعل الأمريكية مع أي حادثة يرد فيها اسم سعودي، يثير المخاوف من جديد، وتبقى النظرة الأمريكية للأسف للجزء الفارغ من الكوب، متناسيا البعد الاستراتيجي للعلاقات السعودية الأمريكية، وأن هذه الحوادث فردية ولا تنسحب على شعب بأكمله وهذا حديث العقل والمنطق.
إن العمل الذي نحتاجه اليوم تحرك قوي من وزارة خارجية وطننا، للحديث بشكل صارم في مسألة التعاطي مع السعوديين، خصوصا في هذا الوقت الذي تعرف فيها أمريكا أن المملكة من أكثر بلدان العالم استهدافا من قبل الظلاميين، ومن أكثر الدول أيضا تطورا في محاربة الإرهاب وحتى أمريكا بعظمتها استفادت من المعلومات السعودية في حادثة الطرود الشهيرة.
إن على السفير السعودي في أمريكا عادل الجبير مهمة كبيرة في التعاطي مع المسؤولين الأمريكيين وإفهامهم الوضع اليوم، وإلزامهم بعدم التمييز في التعامل مع السعوديين أو الأخذ بجريرة مجرم آلافا من طالبي العلم والمعرفة.
إن الجبير من أكثر الدبلوماسيين حنكة وقوة وحضورا في الإدارة الأمريكية وأوساط صناع القرار الأمريكي، لذا فإن آمالا كبيرة معلقة عليه في التحرك سريعا لإحباط أي مشروع أو توجه إلى التشديد أو التمييز ضد السعوديين وهذا هو الدور الحقيقي لمن يمثل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والجبير بشهادة المراقبين يعد واحدا من أبرع الدبلوماسيين في العالم ويمتلك خبرة كبيرة في هذا الحقل.
أعان الله المبتعثين على تبعات هذه الحادثة وأملي ومواطنين كثر في أن تخمد الفتنة في مهدها.

Hhf261@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة