«مطوع متشدد»
الثلاثاء / 03 / ربيع الثاني / 1432 هـ الثلاثاء 08 مارس 2011 23:08
هادي الفقيه
شباب يتوسط أتراب لحاهم وشواربهم ما زالت نيئة، يربطون بين الدين والغلظة بطريقة لا تليق، بين التدخل في شؤون الآخرين وحرياتهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأسلوب سمج لا يقبله العقل والمنطق.
أرجعتني الأحداث الأخيرة التي وقعت في معرض الكتاب إلى ذكريات مع زملاء، منهم من أكد عليه شيخه ــ مطلع التسعينيات الميلادية ــ أن يأخذ السيجارة من يد أي شخص يدخن ويطفئها ويوبخه، وآخر أن ينظر باشمئزاز لأي رجل ثوبه طويل، وآخر أن يكسر أشرطة الأغاني التي يسمعها شقيقه، ورابع أن يحطم تلفزيون أسرته عندما يخلدون إلى النوم.
هكذا وأكثر، في فترة زمنية مهمة اختزل فيها الدين في أمور سطحية مختلف عليها، واليوم، نحن أمام مفترق طرق صعب، وفي مرحلة أصعب وأكثر تعقيدا من السابقة، في ظل وجود تنظيمات خفية تدعي الحسبة، وتقود جيوشا من الشباب، بزعم رفع لواء الفضيلة، وبحج واهية، والاتكاء على جهات يعتقدون أنهم يملكون مفاتيح الدنيا والآخرة.
إن هذه التصرفات ستقود إلى احتقان الطرف الآخر وتأجج المجتمع، ويضيع المعتدلون في المنتصف، والأهم من ذلك تقديم الدين بصورة لا تمت إلى واقعه، وتقدم الإنسان السعودي بصورة تختلف عن واقعه وعمقه الداخلي.
المشكلة في تفاقم واتساع، اليوم معرض الكتاب، وغدا نرى ما هو أكبر، في ظل ازدياد مؤيدي هذه الفئة التي وإن أرادت الإصلاح فعليها أن تتبع طرقا أكثر تحضرا مستمدة من تعاليم الدين الحقيقية، فالدين ــ كما قلت، وأكرر في هذه المساحة: أخلاقيات ثم أخلاقيات ثم أخلاقيات. وليس مجرد ممارسة بدنية بعيدة عن العقل والروح والقلب.
كنا نعتقد أن ثقافة «المطوع المتشدد» ولت بلا رجعة، مع التوسع في القراءة وظهور علماء أكثر عقلانية وهدوءا في التعاطي مع الشأن العام والاختلاف الذي وضعه الله سنة كونية في كل شيء، إلا أننا اليوم نشاهد ونلمس ونعيش توسعا في هذه الثقافة، التي تريد أن تغير واقعا هو من سنن الكون العظيم.
إن على هيئة كبار العلماء، خصوصا، والعقلاء والحكماء من رجال الدين وغيرهم مسؤولية كبيرة في هذا الوقت بالذات، وأن لا نكتفي بحوارات وطاولات طعام وصور في الصحف، بل بجدول عمل حقيقي يشخص واقع المشكلة ويضع حلولا حقيقية؛ لأن هذا مرتبط بأمن الوطن واستقراره وحفظ حقوق الناس وكراماتهم وخصوصيتهم، وما حدث مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة أخيرا، وتهديده عبر رسائل الجوال، أنموذج سنراه كثيرا إن لم توقف هذه الفئة وتتخذ معها إجراءات صارمة وحقيقية.. حفظ الله بلادي.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة
أرجعتني الأحداث الأخيرة التي وقعت في معرض الكتاب إلى ذكريات مع زملاء، منهم من أكد عليه شيخه ــ مطلع التسعينيات الميلادية ــ أن يأخذ السيجارة من يد أي شخص يدخن ويطفئها ويوبخه، وآخر أن ينظر باشمئزاز لأي رجل ثوبه طويل، وآخر أن يكسر أشرطة الأغاني التي يسمعها شقيقه، ورابع أن يحطم تلفزيون أسرته عندما يخلدون إلى النوم.
هكذا وأكثر، في فترة زمنية مهمة اختزل فيها الدين في أمور سطحية مختلف عليها، واليوم، نحن أمام مفترق طرق صعب، وفي مرحلة أصعب وأكثر تعقيدا من السابقة، في ظل وجود تنظيمات خفية تدعي الحسبة، وتقود جيوشا من الشباب، بزعم رفع لواء الفضيلة، وبحج واهية، والاتكاء على جهات يعتقدون أنهم يملكون مفاتيح الدنيا والآخرة.
إن هذه التصرفات ستقود إلى احتقان الطرف الآخر وتأجج المجتمع، ويضيع المعتدلون في المنتصف، والأهم من ذلك تقديم الدين بصورة لا تمت إلى واقعه، وتقدم الإنسان السعودي بصورة تختلف عن واقعه وعمقه الداخلي.
المشكلة في تفاقم واتساع، اليوم معرض الكتاب، وغدا نرى ما هو أكبر، في ظل ازدياد مؤيدي هذه الفئة التي وإن أرادت الإصلاح فعليها أن تتبع طرقا أكثر تحضرا مستمدة من تعاليم الدين الحقيقية، فالدين ــ كما قلت، وأكرر في هذه المساحة: أخلاقيات ثم أخلاقيات ثم أخلاقيات. وليس مجرد ممارسة بدنية بعيدة عن العقل والروح والقلب.
كنا نعتقد أن ثقافة «المطوع المتشدد» ولت بلا رجعة، مع التوسع في القراءة وظهور علماء أكثر عقلانية وهدوءا في التعاطي مع الشأن العام والاختلاف الذي وضعه الله سنة كونية في كل شيء، إلا أننا اليوم نشاهد ونلمس ونعيش توسعا في هذه الثقافة، التي تريد أن تغير واقعا هو من سنن الكون العظيم.
إن على هيئة كبار العلماء، خصوصا، والعقلاء والحكماء من رجال الدين وغيرهم مسؤولية كبيرة في هذا الوقت بالذات، وأن لا نكتفي بحوارات وطاولات طعام وصور في الصحف، بل بجدول عمل حقيقي يشخص واقع المشكلة ويضع حلولا حقيقية؛ لأن هذا مرتبط بأمن الوطن واستقراره وحفظ حقوق الناس وكراماتهم وخصوصيتهم، وما حدث مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة أخيرا، وتهديده عبر رسائل الجوال، أنموذج سنراه كثيرا إن لم توقف هذه الفئة وتتخذ معها إجراءات صارمة وحقيقية.. حفظ الله بلادي.
Hhf261@gmail.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة