العزيزية 9: شوارع الأودية تعاني عطش الخدمات

ماذا يحدث خلف المقبرة

العزيزية 9: شوارع الأودية تعاني عطش الخدمات

عدنان الشبراوي ـ جدة

الأحياء الشعبية كما يسميها معظم الناس أو الأحياء العفوية كما أرادت الأمانة أن تجامل في تسميتها، أو الأحياء المنسية كما يسميها سكانها من المواطنين المغلوبين على أمرهم، تمثل ظاهرة مقلقة ومشوهة للشكل العمراني في جدة، لأن هذه الأحياء أنشئت دون تخطيط وبشكل عشوائي وعلى فترات متباعدة، حتى أصبحت إحدى الظواهر التي تتطلب علاجاً سريعاً وعاجلا لمعالجة أوضاعها المتردية. الأكثر غرابة ودهشة أن حياً مثل حي العزيزية 9، يعتبر من الأحياء الجديدة في شمالي جدة، إلا أن بؤراً عشوائية نمت فيها وتحولت أزقتها الضيقة إلى عشوائيات وبؤر تنتظر العلاج.
الزائر للحي الواقع شمالي مقبرة الفيصلية في محافظة جدة، وغرب شارع الأمير ماجد وتحديداً خلف إدارة تعليم البنات، لا بد أن يتبادر إلى ذهنه سؤال عن تاريخ الحي، وكيف ومتى نشأ وأين كانت الأمانة، ولماذا غابت عن التخطيط؟

من يتجول في الحي يلاحظ الفوضى والعشوائية، التي تعكس ثقافة الحي الاجتماعية والاقتصادية، والمشاهدة في الأزقة ذات الممرات الضيقة، التي تقف حائلا في طريق آليات الدفاع المدني عند مباشرتها للحوادث وتحديداً الحرائق، وأيضا تعيق أي مشاريع تنموية تصب في صالح السكان.
تحول الحي الذي يحتل موقعاً استراتيجيا في قلب جدة وبالقرب من شارع التحلية الأشهر على مستوى المحافظة إلى التخلف والعشوائية، يعاني من أوضاع المساكن التي تعتمد على ألواح الخشب في البناء، بالاضافة إلى ظاهرة (تجفيف الخبز) في الشوارع والأزقة تمهيدا لبيعه بعد طحنه.
يطلق على 95 في المائة من شوارع العزيزية 9 أسماء أودية ومنها: شارع وادي رابغ، وادي الهب، وادي الحول، وادي غمرة، وادي الجبل، وادي السد، وادي مكة، وادي الهول، وادي فاطمة، ووادي حنيفة وغيرها من الشوارع التي تحمل مسميات الأودية.
الراصد المتجول في الشوارع (الأودية) يجد أن القاسم المشترك بينها يتمثل في البيوت الشعبية والأزقة الضيقة، التي يصل عرض بعضها إلى أقل من نصف متر، تعيق المارين عبرها مكيفات الهواء المركبة قريبا من سطح الأرض، إلى درجة أن هذه المكيفات تغلق بعض هذه الأزقة، ويشترك سكان الحي في تنشيف الملابس خارج المنازل.
ويجمع سكان الحي على تدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي لعدد كبير من الأسر، الأمر الذي أجبر البعض على البحث عن أحياء أخرى، لتستوطن جاليات أجنبية حي العزيزية، وتزداد أعدادهم مع إتاحة الساكن منهم نظاما، فرصة إسكان أبناء جلدته المخالفين لنظام الإقامة معه دون علم مالك المبنى.
يستغرب أحمد الجابري، ومحسن الخنبشي، وجود مثل هذا الحي في جدة التي يطلق عليها عروس البحر الأحمر، ويشير خالد إسماعيل إلى أن الحي لا يمكن أن يستفيد من الخدمات العشوائية التي تنفذ بين الحين والآخر، ويقترح عبدالله الأسمري تشكيل لجنة من الجهات المختصة لدراسة أوضاع الحي ميدانيا، واتخاذ ما يلزم تجاه المعالجة، مطالبا بسرعة التجاوب مع مطالب السكان المتعلقة بتفاقم انتشار النفايات، وعشوائية المباني.
أمانة جدة أعلنت أن جزءا من حي العزيزية يصنف ضمن المناطق العفوية، وأدرج في قائمة الأحياء المزمع تحسينها وإعادة تنظيمها وفق خطة تنفذها الأمانة، وأكدت الأمانة أنها مهتمة بشكاوي الأهالي لتحديد مواقع المخالفات والعمل على معالجتها.
من جانبه أوضح المهندس حسن الزهراني، نائب رئيس المجلس البلدي في جدة، أن المجلس يحرص على رصد ملاحظات سكان جميع أحياء جدة، وتنظيم زيارات ميدانية للوقوف على شكاوى الأهالي، والعمل على حلها بالتنسيق مع الجهات المختصة، مرحبا باستقبال شكاوى وملاحظات الأهالي، لمناقشتها وعرضها في اجتماعات المجلس.