المجتمع يرفض قبول 300 مريض مؤهل في الصحة النفسية

عبد الله المقاطي ـ ظلم

يحتضن مستشفى الصحة النفسية في الطائف حوالي 690 نزيلا من المرضى النفسيين من رجال ونساء، وجد المرضى المستشفى سكنا لهم وموقع علاج ومركزا ترفيهيا، والعديد منهم تستقر حالته وبعد مغادرته للمستشفى مع ذويه لا يلبث ان يعود مجددا، حالات إنسانية كثيرة تختلف تفاصيلها من نزيل إلى آخر وتجتمع في المرض النفسي الذي تتفاوت درجاته بين النزلاء.
بعض نزلاء المستشفى تتجاذب معه الحديث لوقت طويل حتى تيقن بأنه لا يعاني من أي مرض، وفجأة تتبدل حالته في لحظات وتتأكد بأنه من الصعب مغادرته للمستشفى، يقول عاملون في المستشفى إن بعض النزلاء يتابعون الصحف ويمتلكون معلومات واسعة محلية وفنية وسياسية ويكونون صداقات مع بعضهم البعض ومع العاملين في المستشفى فيما يعيش البعض منهم حالات نفسية صعبة حيث لا يتكلمون إلا نادراً.
وتكشف المصادر أن بعض نزلاء المستشفى وما إن يفيقوا في الصباح الباكر إلا ويقومون بالدوران في الأقسام والغرف دون أي هدف أو مبرر.
المحزن وحسب مصادر الشؤون الصحية أن المجتمع رفض أكثر من 300 نزيل استقرت حالاتهم ولم يعودوا في حاجة للعلاج حيث تعذر الوصول لأقارب البعض فيما رفض آخرون قبولهم.
الناطق الإعلامي بصحة الطائف سعيد الزهراني أشار إلى أن مستشفى الصحة النفسية بالطائف يعد أكبر مستشفى متخصص على مستوى المملكة حيث يتسع لـ690 سريرا ، وقد أنشئ المستشفى في عام 1380 من أجل استقبال النزلاء من كافة أنحاء المملكة، وقد تم اختيار الطائف لهذا المستشفى نظرا للاجواء المتميزة والطبيعة الخلابة في هذه المحافظة والتي لها دور كبير في التقدم العلاجي للنزلاء والمراجعين، موضحا أن المستشفى يضم كافة التخصصات في مجال الصحة النفسية ويعمل بالمستشفى حوالي 1400 موظف وموظفة في كافة التخصصات الطبية والفنية والإدارية من أجل تقديم أفضل الخدمات للنزلاء والمراجعين، كما أن المستشفى لا يقتصر دوره على العلاج فقط بل تجاوزه إلى أساليب أخرى لها دور في تحسن حالات النزلاء من خلال مراكز العلاج بالعمل، فالمستشفى يضم بين جوانبه مراكز للعلاج بالعمل منها للرجال وأخرى للنساء، فمركز العلاج بالعمل الرجالي يضم العديد من المهن التي يتدرب عليها النزلاء بشكل خفيف من أجل إكسابهم المهارات المختلفة وإشغال أوقات فراغهم مثل الإلكترونيات، النجارة، الخياطة، الكهرباء، الرسم على الزجاج، الرسم العادي. فيما يضم مركز العلاج بالنسبة للسيدات التطريز، والخياطة، والتحف والهدايا المختلفة. كما أن هناك ملاعب رياضية لممارسة كرة الطائرة، القدم، السلة من قبل النزلاء، إضافة إلى ناد ترفيهي متكامل يضم تنس الطاولة، البلياردو، الفرفيرا، وكذلك صالات للعرض التلفزيوني وإقامة الاحتفالات اليومية والأسبوعية. كما قامت الشؤون الصحية مؤخرا باستئجار بستان ضخم في أحد المواقع المتميزة من أجل الترويح عن النزلاء وإخراجهم من أجنحة المستشفى إلى البستان بشكل متتابع من خلال تخصيص أيام للرجال وأخرى للنساء، حيث يتم نقل النزلاء والنزيلات بواسطة حافلات إلى البستان بمرافقة فريق طبي متكامل. وأكد أنه وفي إطار حرص الدولة على خدمة هذه الفئة فقد تم مؤخرا دعم المستشفى بـ120 وظيفة للتمريض على بند التشغيل الذاتي من أجل الارتقاء بالخدمات التمريضية المختلفة، وتم دعم المستشفى بالعديد من التجهيزات الحديثة.
وأضاف أن الإشكالية التي تواجه المستشفى هي وجود أكثر من 300 نزيل ونزيلة لا يحتاجون إلى العلاج، واستقرت حالاتهم من زمن طويل إلا أنه تعذر الوصول إلى أقاربهم أو رفض استقبالهم من قبل البعض، مطالبا ذوي النزلاء إلى ضرورة المساهمة في استلام أقاربهم حتى يكونون عاملا مساعدا في الوصول بحالتهم الصحية إلى المبتغى كون الاندماج مع المجتمع مهما جدا في تحسن الحالة الصحية لأي مريض نفسي، كما ان ما يزعجنا استمرار البعض في إطلاق كلمة «شهار» على المستشفى بالرغم من أن اسمه مستشفى الصحة النفسية واسم «شهار» يطلق على الحي الذي يقع المستشفى في نطاقه ليس إلا. وحول إنشاء مبنى جديد لمستشفى الصحة النفسية قال الزهراني: إن المستشفى تم اعتماده منذ فترة ولا زلنا في انتظار استلام الأرض وإن شاء الله يتم ذلك قريبا كون أمانة الطائف تقوم بجهود كبيرة في هذا الاطار، وسيتم إنشاء المستشفى على أحدث المستويات التي تتوافق مع الحالة العامة لنزلاء المستشفيات النفسية.
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى الصحة النفسية بالطائف يعد من المستشفيات التدريبة للعديد من التخصصات الطبية والفنية وبالذات دورات الطب الشرعي والتمريض وغيرها من التخصصات المختلفة، كما أن المستشفى هو المرجع الوحيد لجميع مستشفيات الصحة النفسية في المملكة.