السلام قَدَرُ لبنان
الجمعة / 01 / شعبان / 1427 هـ الجمعة 25 أغسطس 2006 20:29
عبدالله ابو السمح
انتهت الحرب المدمرة التي تسبب فيها حزب الله في لبنان بنتائج إيجابية جيدة لصالح لبنان، ومن أهم هذه النتائج التعاطف العربي والدولي لإيقاف الحرب وتهدئة الجبهة (الحدود مع إسرائيل) بقرار إرسال قوة مراقبة عسكرية قادرة على مراقبة الحدود ومنع الاشتباك، والأهم من ذلك تماسك الجبهة الداخلية اللبنانية رغم تعدد الطوائف فيها، يبدو ان اجتماعات الحوار المطوّلة -والتي سبقت الحرب- بين الفرقاء السياسيين وهم في نفس الوقت يمثلون الطوائف الدينية بشكل أو آخر قد تقاربت وجهات نظرهم في أمور هامة لم تستكمل ولم يتخذ فيها قرارات، ولكن ذلك التقارب عمل على تماسك المجتمع اللبناني الطوائفي، الأمر الذي ساعد على قوة واستمرارية الصمود، ولولا ذلك الترابط لانهارت الدولة وتشتت إلى طوائف وربما إلى احتراب داخلي.في رأيي أن هذه فرصة فريدة سانحة للبنان أن تتخذ موقفاً من الصدام مع إسرائيل، وأنا مع القائلين بأن الفرصة متاحة اليوم لتوقيع اتفاقية سلام لبنانية إسرائيلية، لقد اتضحت حقائق جديدة تعين على هذه المصالحة.. وهي القدرة على الصمود في القتال ولو لفترة غير مسبوقة وعدم قدرة إسرائيل على حسم الخلاف بالقوة العسكرية، والدول العربية غالبيتها تنزع إلى السلام والتفرغ للتنمية الاجتماعية الاقتصادية العامة، وما الذي يجعل لبنان في خندق الحرب حيث لا مصلحة لها في ذلك؟ إن طبيعة تكوينها وثقافتها تجعلها مؤهلة لحياد سلمي تكون فيه واحة للحرية والثقافة والتعليم.لقد تخلصت لبنان من الوجود السوري على أراضيها وعلى الحكومة اللبنانية أن تأخذ القرار الشجاع بالسلام بعيداً عن المزايدات والشعارات الكاذبة، وأن تبعد البلد من أن يكون حلبة صراع لأغراض الآخرين.
السلام هو الذي سيحفظ للبنان وحدته ونموذجه الرائع للتعايش بين طوائف متعددة.
السلام هو الذي سيحفظ للبنان وحدته ونموذجه الرائع للتعايش بين طوائف متعددة.