المغتربون والمشاركة

فيصل مبارك

اشراك المغتربين في عملية الاقتراع السري في العملية الانتخابية يعطي مؤشرا حيويا وهاما يندرج في اطار السعي الحثيث لربط المغترب بوطنه من خلال عدة قنوات. وقد يرى البعض ان هذا الحق الذي يعطى للمغترب منقوص اذا ما قورن بما نص عليه القانون المنظم للعملية الانتخابية وبما تفرعت عنه تصريحات وتأكيدات عدد من المسؤولين سواء في الحكومة او اللجنة العليا للانتخابات -كأعلى هيئة مسؤولة عن الانتخابات- من منطلق ان المغترب اينما حل وارتحل في بلاد الله الواسعة بحثا عن لقمة عيش وعن مصدر لتحسين ظروف حياته يظل يمنيا يحظى بكافة الحقوق.ولعل اقتصار هذا الحق في مشاركة الناخب المغترب على الانتخابات الرئاسية دون الانتخابات المحلية باعتبار ان عملية الانتخابات الرئاسية تعد دائرة انتخابية واحدة على مستوى عموم مناطق اليمن مما يسهل عملية تصويت المغتربين في اصقاع الارض بعكس المحليات التي يكون فيها الامر مختلفا كليا ومتشابكا من حيث تعدد المراكز الانتخابية الى اكثر من ثلاثمائة مركز انتخابي لمجالس المحافظات واكثر من ستة الاف مركز انتخابي لمجالس المديريات وبالتالي يتعذر امر مشاركة المغترب من حيث صعوبة حصر ومعرفة موقع كل ناخب مغترب نظرا لما يترتب على العملية وما تتطلبه من امكانيات.
وعلى العموم -لاحبتنا المغتربين- فان الاشياء الكبيرة هكذا ما تبدأ في أولها.. و «ماكل ما يتمناه المرء يدركه».. فالمؤكد ان الغد يحمل بشارات أخرى اكثر اشراقا بما يعمق رابطة التواصل بين المغترب والوطن في كافة جوانب الحياة وبكل تفاصيلها ومعطياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.