إنفاق الملايين على تنمية بيشة والمشاريع متعثرة

المواطنون يتساءلون عن الخلل

عبدالله آل قمشة ـ بيشة

تعثر مشاريع بيشة مشكلة قديمة ومتجددة، والأهالي يعانون منها بشكل يومي، مشاريع عديدة أصبحت صداعاً للسكان ومستخدمي الطريق، مشاريع للمياه والصرف الصحي، وأخرى للبلدية وازدواجية وتوسعة الشوارع توقفت منذ أعوام.
وأينما تذهب في بيشة هناك حفريات، وعمليات ترقيع للأسفلت، وغرف تفتيش بارزة في الشوارع بلا لوحات تحذيرية من حفرة أو انهيار طبقة إسفلتية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أين الخلل، ومن المسؤول، وهل المشكلة مالية أم إدارية أو فنية، أم تكمن في عدم كفاءة شركات ومؤسسات المقاولات ونقص الكوادر البشرية المؤهلة للإشراف ومتابعة التنفيذ، وإلى متى يستمر هذا الوضع؟
الوضع كما يصفه كل من علي بن محمد البيشي وسعيد بن مفلح الشهراني وخالد علي الغامدي ما زال يسير بسلحفائية مزعجة في كثير من مشاريع السفلتة والتوسعة وازدواجية بعض الشوارع كما هو الحال في الحمة والحريرة والحرف وصوفان والتي بقيت على حالها قبل بدء العمل في تنفيذها، «سمعنا عن تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ المشاريع، لكن لم نر أثرا لتلك اللجنة على أرض الواقع، وللأسف أن مدينة بيشة أصبحت لا تطاق بسبب تلك المشاريع التي شوهت الأحياء، وأثارت الغبار، وعطلت الحركة، وتربصت بالسيارات والأطفال وضعيفي البصر، فأصبحت تهدد السكان بأمراض العيون والربو والحساسية، مناشدين الجهات المعنية والمجلسين المحلي والبلدي بالتنسيق في ما بينهما وتشكيل لجنة تضم كفاءات لمتابعة تنفيذ المشاريع وحل هذه المشكلة».
جوازات السعوديين
وجوازات بيشة تفتقر لقسم يختص بجوازات السعوديين رغم وجود هذه الخدمة في محافظات أصغر وأقل سكاناً من محافظة بحجم وفئة بيشة، ولهذا يتكبد المواطنون عناء السفر إلى المناطق الأخرى لاستصدار جواز سفر جديد أو تجديد آخر، فيما يأملون من المديرية العامة للجوازات سرعة افتتاح هذا القسم في بيشة تسهيلا على المواطنين المضطرين للسفر وقطع مئات الكيلو مترات من أجل جواز سفر، فكثيراً ما يضطر الشخص المسن والكفيف والمعاق للسفر إلى أبها أو الباحة أو غيرهما لأجل هذا الغرض، ما يستوجب رفع المعاناة عنهم.
آثار مهملة
تضم محافظة بيشة عشرات المواقع الأثرية، ما يدل على تعاقب الحضارات على هذه المحافظة العريقة حيث يعود بعض هذه الآثار إلى عصور ما قبل الإسلام، وتنوعت مساحة المحافظة وتعدد المراكز والقرى التابعة لها، ما أفرز تنوعا في هذه الآثار وعددها، الأمر الذي أعطى لبيشة أهمية تاريخية حدت بالكثيرين من الباحثين وطلاب الآثار أن تكون آثار بيشة عناوين لبحوثهم العلمية ودراساتهم الأكاديمية في وقت تحتاج فيه هذه الآثار إلى مزيد من البحث والتدقيق، فيما تعتبر مراكز تبالة والعبلاء ووادي ترج وصمخ والحازمي والنقيع والجنينة والقوباء من أهم المراكز في بيشة احتضانا لهذه الآثار.
وكشفت الجولة في المحافظة ومراكزها عن كنوز أثرية في بيشة لا تقدر بثمن فأينما اتجهت في مراكزها وقراها القديمة تجد قرية تاريخية أو قلعة من القلاع أو حصنا في قمة جبل أو مسجدا أو بئرا رصفت جوانبها بالحجارة، وغير ذلك من الرسوم والنقوش المحفورة على صخور جبال الصايرة والعبلاء والبدور بلعون وهضبة الكليات وأم وقر وأم المحاجر وتبالة الأثرية، وقلعة بن شكبان الأثرية وقصر بن شعلان، فيما تواجه هذه الآثار تهديداً بالاندثار نتيجة الهدم أو بعوامل التعرية، وذلك رغم دعوات المختصين بضرورة الاهتمام بهذه الكنوز الأثرية وتفعيلها سياحياً.
عشرات الأحياء والقرى في بيشة يسكنها ما يقارب ربع مليون نسمة، لا يوجد من يخدمهم إسعافياً سوى مركز متواضع للهلال الأحمر، ورغم الجهود التي يقدمها، إلا أن عدد أفراده لا يتجاوز الثمانية، فضلا عن إمكانياته الضعيفة للوصول للحالات في الوقت المطلوب، علما بأن وقوع محافظة بيشة على ملتقى الكثير من الطرق العامة ذات الكثافة المرورية، يجعل مهمة الهلال الأحمر أكثر تعقيداً، ويندهش المتصل بهاتف الهلال الأحمر في بيشة لطلب الإسعاف أن الفرقة انتقلت لحادث مروري أو لتلبية نداء آخر بينما لا يوجد في المركز من يلبي النداء الآخر لقلة منسوبي المركز من المسعفين وسيارات الإسعاف، ولهذا يناشد أهالي بيشة سمو رئيس الهيئة بزيادة كادر المسعفين وسيارات الإسعاف، وافتتاح مراكز جديدة على الطرق العامة وفي المراكز البعيدة مثل صمخ ووادي ترج وتبالة والثنية والنقيع والجنينة.
الرد على طوارئ بيشة من أبها
ويستغرب أهالي محافظة بيشة أن هاتف طوارئ مركز هيئة الهلال الأحمر في بيشة يتم الرد عليه من أبها التي تبعد 250 كم، حيث اتصل عدد من المواطنين خلال الفترة الماضية بطوارئ الهلال الأحمر في بيشة للحصول على بعض الخدمات الإسعافية إلا أنهم فوجئوا بأن الرد على مكالماتهم من مدينة أبها وليس من بيشة، وعندما سألوا عن السر في عدم توفر خدمة هذا الرقم في بيشة، كانت إجابة المسؤول في أبها أن هذه الخدمة تم سحبها من المحافظات وأصبح التحكم فيها مركزياً، وفي أحيان أخرى يتم تزويد طالب الخدمة بأرقام هواتف ثابتة لمركز بيشة ليتولى هو الاتصال بالهلال الأحمر، في حين كان بالإمكان استثمار ذلك الزمن المهدر لإنقاذ حياة إنسان.
مشاريع للآثار
حول ما أثير حول إهمال آثار بيشة وعدم الاهتمام بها، أكد مدير مكتب هيئة السياحة والآثار في بيشة عبدالله سعيد الأكلبي اهتمام الهيئة بآثار بيشة، كاشفا عن مشروع لترميمها وتسويرها في القريب العاجل لمنع الاعتداء عليها، مشيراً إلى أن لدى الهيئة آلية جديدة لربط مكاتب الآثار بفروع الهيئة لتحديد المواقع القابلة للتطوير السياحي، مثل طريق الحج والقصور التاريخية، كما تتجه النية لإقامة متحف للآثار في بيشة سوف يرى النور في ميزانيات الهيئة في الأعوام القادمة.
بلدية بيشة لا تتجاوب
إلى ذلك رفض رئيس بلدية بيشة التعاون مع «عكاظ» متجاهلا الاتصالات والخطابات التي وجهت له، في حين علمت «عكاظ» من مصادرها أن فرع المياه أوقع عددا من العقوبات بحق مقاولين فشلوا في تنفيذ مشاريع المياه والصرف الصحي، بينما ظل مقاولو البلدية بلا عقوبات.
طوارئ الهلال الأحمر في بيشة من جانبها أكدت صحة الرد على مكالمات الطوارئ من أبها، ما يؤكد غياب هذه الخدمة عن محافظة كبيرة يسكنها ما يقارب ربع المليون نسمة