ذبذبات الكلمة الطيبة
الأربعاء / 13 / رجب / 1432 هـ الأربعاء 15 يونيو 2011 22:20
ميسرة طاهر
لا يزال العلماء يوما بعد يوم يقدمون للبشرية نتائج أبحاثهم التي توسع من دائرة معرفتنا بأنفسنا وبما يحيط بنا، إضافة إلى أنها تؤكد لنا أن ما نجهله أكثر بكثير مما نعلمه، فقد اكتشف الباحثون في جامعة مانشستر ببريطانيا أن للبشر كتلة من البلورات المغناطيسية أمام الغدة الصنوبرية في الدماغ، وظيفتها إصدار ترددات متناغمة مع المجال المغناطيسي للأرض، الذي يلعب دورا كبيرا في هجرة الطيور، وكذلك في حركة الحيتان في البحار، وحين يضطرب هذا المجال بفعل العواصف يؤثر فينا فنصاب بالانزعاج والاضطراب نتيجة عدم قدرة البعض منا على التوافق مع هذا التغير، واكتشف علماء الفضاء في وكالة ناسا أن غياب المجال المغناطيسي في الفضاء يجعل رواد الفضاء يشعرون أنهم ليسوا على ما يرام عند عودتهم إلى الأرض، لذا فقد زودوا سفن الفضاء بجهاز يولد مجالا مغناطيسيا بذبذبة مقدارها 7.8 هرتز، مما يوفر لهم بيئة مغناطيسية مشابهة لما هو عليه الحال على الأرض مما جعلهم يشعرون بحال طيبة عند عودتهم، ويبدو أن هذه الذبذبات تصدر عن جميع المخلوقات حية كانت أم جامدة بما فيها الكلمات التي تتمتع هي الأخرى بمثل هذه الذبذبات، ولكن العجيب أن ذبذبات الكلمات ترتبط بنوعيتها، ففي اليابان قام أحد العلماء بملء مجموعة من الزجاجات المتشابهة بالماء، ثم ألصق على كل منها ورقة مكتوبا عليها كلمة طيبة أو سيئة، ثم وضع جميع الزجاجات في فريزر الثلاجة حتى تجمد الماء، وأخرجها وفحص الماء المتجمد تحت المجهر فوجد أن الزجاجات التي ألصق بها كلمات سيئة تكون في مائها بقع غريبة، بينما وجد في الماء المتجمد في الزجاجات التي كتبت عليها كلما إيجابية بلورات ثلجية جميلة، ويبدو أن الأمر نفسه تحدثه الكلمات التي نتفوه بها، وكذلك الكلمات المكتوبة، فكثيرون منا يطربون حين يسمعون أو يقرؤون كلمات جميلة، ولطالما تمنينا أن يعيد شخص ما قاله، ولطالما أعدنا قراءة بعض الكلمات أو الجمل الجميلة التي تنشط لدينا مشاعر طيبة، فهي تتذبذب بتردد معين ينشط هذه المشاعر، وربما كان هذا هو السبب الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام يؤكد علينا: «قل خيرا أو اصمت»، لأن كلمة الخير قادرة على إحداث مثل هذه الذبذبات التي تنشط المشاعر الطيبة في نفوس السامعين، في حين أن الكلمة السيئة تحدث ذبذبات تنشط مشاعر سيئة، فمن لم يستطع أن يقول كلمة طيبة فصمته أولى بكثير، وتبقى القاعدة صحيحة من يريد أن ينشط مشاعر طيبة لديه ولدى من يتعاملون معه فعليه أن يفكر ويتحدث بطريقة إيجابية، فالأفكار هي الأخرى تتذبذب بداخلنا وتحقق لنا الصحة الجسمية والسعادة، وقد وضع عليه الصلاة والسلام قاعدة تقول: تفاءلوا بالخير تجدوه، ومن الحكمة لكل من يريد أن يحيا بقدر معقول من السعادة أن لا يسمح للأفكار السوداوية بالسيطرة عليه لأنها ستولد إن بدأت بالعمل في نفسه كمية من الذبذبات التي لا تتناغم مع المجال المغناطيسي المحيط به وتلعب دورا رئيسيا في جعله أميل إلى العزلة والانطواء.