بـيـــوت شـــبـابلا يعرف عـنـــها الشـــباب
خـدمــاتهــا مجــانيـة عاليـة المستـوى
الأربعاء / 05 / شعبان / 1432 هـ الأربعاء 06 يوليو 2011 21:09
هاني باحسن، صالح العلياني ــ جدة، الدمام
200 ريال فقط هي الرسم السنوي الذي يدفعه الشاب للاشتراك في خدمات بيت الشباب التي تجمع السكن والملاعب والمسابح، هذا ما لا يعرفه كثيرون منهم، والجمعية العربية السعودية لبيوت الشباب لمن لا يعرف عنها شيئا، هي جمعية ذات نفع عام يشرف عليها مجلس إدارة وليس لها الطابع السياسي أو التجاري، وهي المسؤولة الوحيدة عن حركة بيوت الشباب بالمملكة بحكم عضويتها في الاتحادين الدولي والعربي لبيوت الشباب من خلال لوائحها الصادرة بتنظيم مسؤولياتها وفي حدود الاتجاهات العامة التي تقرها الجهة المختصة، ومن أهدافها تنمية ودعم حركة بيوت الشباب بالمملكة وتنمية المعارف لديهم في جميع المدن وتشجيعهم على الترحال والسفر لزيادة معلوماتهم عن بلادهم والبلاد العربية والإسلامية والصديقة.
وليد عبدالله راجح، المشرف العام على بيت الشباب في جدة، قال لـ «عكـاظ»: الأمر بسيط جدا لمن أراد الاشتراك في بيت الشباب، فنحن نرحب بأي شخص من عمر عشرة أعوام إلى ما لا نهاية وكل ما يلزم الشخص الراغب في الاشتراك التوجه لأي بيت شبابي في المملكة التي يتجاوز عددها الـ20 بيتا موزعة في جميع أنحاء المملكة تقريبا، إضافة لفرع جديد في فرسان جنوبي المملكة، وما عليك سوى تعبئة نموذج طلب العضوية وتعبئة إقرار من العضو ببيان مكان إقامته وصورة للبطاقة الشخصية أو حفيظة النفوس أو الإقامة أو جواز السفر وأربع صور لطالب العضوية مقاس 2×3 ذات خلفية داكنة وهذا كل شيء، بعدها يستطيع العضو أخذ كامل الحرية في استخدام جميع مرافق بيت الشباب، ما عدا المسبح فعليه رسوم سنوية 200 ريال ويستطيع استخدام المسبح كل يوم.
ويضيف راجح «بالنسبة للسكن يدفع العضو مقابل المبيت 30 ريالا لليلة الواحدة وبإمكانه الإقامة لمدة عشرة أيام متواصلة وبعدها لا بد له أن يغادر لكي يعطي فرصة لغيره، وبإمكانه الرجوع لنفس المكان بعد مرور خمسة أيام، أضف إلى ذلك أن بيوت الشباب في المملكة تعتبر الأقل تكلفة حول العالم مقارنة بالأسعار، فهناك تقريبا أربعة آلاف بيت شبابي موزعة حول العالم يستطيع أي عضو لديه بطاقة عضوية الاستفادة من بيت الشباب الموجود في محل إقامته أو المكان الذي يسافر إليه».
ويوضح خليل الجهني، المسؤول عن النشاط الثقافي في بيت الشباب في جدة أيضا، أن بيت الشباب ليس حكرا فقط على المبيت واستخدام الملاعب من تنس واسكواتش وسلة وطائرة وغيرها من الألعاب «فنحن نهتم أيضا بنشاطات ثقافية أخرى مثل المسرح والمكتبة، ولدينا قاعات ذات قدرة استيعابية كبيرة من ناحية العدد وهي مجهزة بكامل التجهيزات اللازمة لتنظيم الحفلات والمنتديات والنشاطات المسرحية، وبالفعل فهي نشيطة ولدينا كفاءات جيدة أيضا تدير هذه النشاطات وجميعهم من فئة الشباب، والكل يستفيد وكل ذلك مجانا بدعم من الحكومة ممثلة برعاية الشباب وتحت مظلته»، كذلك يؤكد حسن نور ولي، مشرف المكتبة ونائب رئيس النشاط الثقافي في بيت الشباب، أن هناك أقبالا كبيرا بالفعل من الشباب على جميع النشاطات، خصوصا المكتبة لاحتوائها على كتب تثقيقية، ذلك غير أن المكان مهيأ بشكل جيد؛ ما يتيح الفرصة للجميع للاستمتاع بالقراءة فيه دون مقابل فقط بطاقة العضوية التي تخوله الدخول لبيت الشباب.
لايعلمون عن الخدمات
عبدالرحمن الغامدي وصالح الغامدي، شابان من أعضاء بيت الشباب في جدة منذ فترة طويلة، أبديا استغرابهما أولا من أن كثيرا من الشباب لا يعلمون عن الخدمات التي يوفرها بيت الشباب، وأرجعا السبب في قلة المعرفة هذه إلى «إما لعدم وجود إعلانات أو حملات تعريفية كافية بها أو لأسباب أخرى قد تعود إلى الشباب أنفسهم، ورغم ذلك، فإن الأعداد التي نراها يوميا من زوار وساكنين وأعضاء كثيرة، لأن المكان هنا مهيأ بكل الإمكانات التي يحتاجها الشاب، من ملاعب وإضاءة وكافتيريا ومطاعم ومقاهي ومسبح، وكل ذلك يقدم بأسعار رمزية وفي متناول الجميع؛ لأن مبلغ مائتي ريال في السنة ليس بكثير مقابل كل تلك الخدمات، إذ إننا نصرف أكثر من ذلك بكثير في أشياء تافهة جدة ولا تعود علينا بالنفع».
وزاد عبدالرحمن «نحن الآن في بداية إجازة صيفية طويلة جدا، وليست لدينا أماكن كثيرة نذهب إليها، فبيت الشباب هو الملاذ الوحيد لتفريغ طاقاتنا وهو يوفر أشياء كثيرة جدا من ملاعب ومسرح وملاعب مغلقة لتنس طاولة والتنس الأرضي وملاعب كرة قدم ومسبح ومكتبة مغلقة وأضف إلى جميع ذلك السكن».
ولا يبتعد عن وجهة نظر عبدالرحمن وصالح بقية من الشباب، فحمود وبشير البركاتي أخوان ليسا من سكان جدة، قالا لنا «جئنا من مدينتنا لمدينة جدة بعد فراغنا من الاختبارات النهائية وتوجهنا مباشرة لبيت الشباب لعلمنا المسبق بما يقدمه من خدمات ممتازة لنا نحن معشر الشباب، فالمكان نظيف ومرتب ومجهز بشكل جميل ويحوي جميع الخدمات التي نحتاجها كشباب من مغاسل للملابس مرورا ببوفيه مفتوح في أوقات مناسبة للجميع، وصولا لوجود كافتيريا صغيرة للأكلات الخفيفة ومسجد ومكتبة ومسرح وملاعب، وكل ما يحتاجه أي شاب يجده في مكان واحد، وكل ذلك مقابل سعر رمزي بسيط جدا وهو مبلغ 30 ريالا للمبيت لليلة الواحدة، طبعا كل ذلك لا يحتاج منك إلا وجود بطاقة العضوية التي تستطيع استخراجها من أي بيت شبابي برسم سنوي بسيط».
الانترنت مجانا
أحمد الخيري، قال لنا أيضا إن بيت الشباب قدم لنا الكثير ولا يزال يقدم، وأن هذه المنشأة لها طابع خاص واهتمام كبير بنا كشباب «ولكن ما نعانيه أحيانا هو سوء التكييف داخل الغرف وربما كانت هذه المشكلة بسبب الحرارة الخارجية الزائدة، خصوصا أننا مقبلون على صيف حار جدا ومع وجود هجوم كاسح على بيت الشباب جدة من جميع أنحاء المملكة في هذه الفترة، فنحن كشباب نستغل دخول موسم الصيف والإجازة ونتوجه مباشرة إلى جدة دون تردد وبعد أن نستمتع نذهب لأي منطقة أخرى في المملكة ولأي بيت شبابي دون تردد، وأنا من الأشخاص المحبين جدا للإنترنت، ومؤخرا توفرت هذه الخدمة داخل بيت الشباب في جدة ومجانا أيضا، وما عليك سوى إحضار جهازك اللاب توب والاستمتاع فقط.
فهد الكعبي وهو من شباب النادي الأهلي في ألعاب القوى، بين أنه يقيم وزملاؤه في بيت الشباب منذ سبعة أشهر متواصلة «فنحن نستعد لموسم رياضي حافل بعد فترة ونقيم في بيت الشباب معسكرا نتدرب فيه يوميا»، ويؤكد «للأمانة بيت شباب جدة يعتبر من أفضل بيوت الشباب في المملكة، فأنا بحكم أنني شخص رياضي وتنقلت كثيرا في بيوت الشباب في أنحاء المملكة لم أجد اهتماما أكثر مثل بيت شباب جدة من حيث السكن ونظافته وتجهيزات الملاعب وإضافات ممتازة ومطاعم على أعلى مستوى من ناحية النظافة والجودة والخدمة السريعة، أضف على ذلك الأمان الذي نشعر به موجود، ودون مجاملة فبيت شباب جدة يعتبر الأفضل لنا نحن كشباب من جميع النواحي».
ويضيف الكعبي، تعتبر الأسعار في بيت الشباب شيئا لايذكر مقارنة بالنوادي الأخرى حيث إن الأسعار في بيوت أخرى ربما تعد خيالية تثقل كاهل أي شاب موظف، فما بالك لو كان طالبا، وهذه بحد ذاتها خدمة كبيرة يقدمها بيت الشباب في المملكة والعالم أجمع»، مشيرا «صحيح أن بيت الشباب ليس بناد كما يفهم ذلك البعض، لكنه جهة أعتبرها من وجهة نظري مكانا لتفريغ طاقات الشباب فهو ليس بنادي يضم صالات حديد ومدربين، ولكن لو تم تطويره بشكل أفضل فأنا متأكد من أنه سيضم كل الألعاب وبمدربين أيضا، وبذلك سوف يسحب البساط من تحت جميع النوادي وببساطة».
المركز الثاني عالمياً
ويعود وليد راجح مشرف بيت شباب جدة، قائلا «حصل بيت شباب جدة مؤخرا على المركز الثاني على مستوى العالم من ضمن أكثر من أربعة آلاف بيت شباب في مسابقة الترويج أفضل للعلامة التجارية».
ويضيف: تمت إضافة مائة سرير في سكن بيت الشباب في جدة لاستيعاب أكبر عدد من الأعضاء فأصبح العدد 300 سرير مقسمة في كل غرفة من 2 إلى 3 أسرة، والآن أضفنا خدمة جديدة حيث يستطيع أي عضو الحجز عن طريق الانترنت لسهولة التواصل وإعطاء أولوية للحجز المبكر ونحن في تطور دائم، فالحكومة لم تقصر معنا وهي الداعم الرئيسي لنا أولا وأخيرا، ولكنني بصراحة أحب وأتمنى مشاركة القطاع الخاص لكي ننهض أكثر ببيت الشباب في جدة، وجميع أنحاء المملكة لنكون في المصاف الأولى على مستوى العالم فكلما زاد الدعم تحسن الأداء وهذا شيء مفروغ منه».
ثقافة متواضعة
وفي الدمام، أوضح مدير بيت الشباب في المنطقة الشرقية فهد البابطين، أن بيوت الشباب تعتبر من المؤسسات التي تعمل على استثمار وقت الشباب وتعمل جنبا إلى جنب مع بقية فروع الرئاسة العامة لرعاية الشباب للاهتمام بالشباب من خلال تلبية متطلباتهم واحتياجاتهم من تفعيل للبرامج الثقافية والرياضية والاجتماعية والرحلات الداخلية والدولية التي تقوم بها الجمعية لصالح الشباب، وكذلك الخطة التي تعد لفصل الصيف من خلال تكثيف البرامج والرحلات والزيارات التي نقوم بها إلى كثير من بلدان العالم مثل اليابان ومصر والأردن وكوريا وغيرها.
وأشار البابطين إلى أن «ثقافة المجتمع عن بيوت الشباب ما زالت متواضعه جدا وغير ملمين بأهمية بيوت الشباب وما تقدمه من خدمات تضاهي ما يقدم في مواقع أخرى، فالبعض يعتقد أن بيوت الشباب مجرد معسكرات طلابية أو رياضية فقط أو مجرد استقبال للوفود ناسين دورها وبرامجها المستمرة طوال العام»، مؤكدا «خلال العام الماضي تم عقد الكثير من البرامج والأنشطة من خلال تردد الأعضاء على البيت العام بما يزيد على 28000 سعودي وأكثر من 7000 أجنبي في المقابل، وانضموا في البرامج والخطة التي طرحها النشاط وممارسة كافة الألعاب الرياضية والاستفادة من خدمة الإنترنت المجانية وغيرها»، لافتا إلى أنه تم عقد أكثر من 20 برنامجا متنوعا ما بين رياضي وثقافي وكشفي واجتماعي وغيرها خلال الأشهر الستة الماضية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز التي تقدم للمتسابقين.
وبين البابطين، أن شروط الاستفادة من الخدمات التي تقدمها جمعية بيوت الشباب شروط بسيطة وفي متناول الجميع وأن بإمكان أي شخص أن يستفيد من بيوت الشباب؛ سواء كان مواطنا أو أجنبيا إذا تجاوز السنوات العشر من العمر، وكذلك دفع الرسوم المقررة، ويستطيع العضو أن يستفيد من كافة فروع بيوت الشباب في المملكة التي يصل عددها إلى 20 بيتا بالإضافة إلى فروع بيوت الشباب في الكثير من دول العالم، لأن بطاقة العضوية تعد بطاقة دولية، وذلك من خلال الدليل الدولي الذي يحصل عليه العضو من بيت الشباب ليتمتع بالرحلات الدولية إذا كان عضوا متميزا بأخلاقه وسلوكه ومشاركاته المستمرة في البيت.
وعن الشراكات المؤسسية مع البيوت، أوضح البابطين «نخطط لأن تكون هناك شراكة مع القطاع الخاص ليتم إسناد تنظيم بعض البرامج والأنشطة بالتعاون معهم والاستثمار في بيوت الشباب بما يعود على الأعضاء بالنفع والفائدة»، مشيرا «لا نمنع أحدا من الاستفادة من بيوت الشباب؛ سواء كانوا طلاب مدارس أو وفودا أو مراكز أحياء أو مراكز صيفية». وأكد على أن «بإمكان الفتيات أيضا الاستفادة من بطاقة العضوية في مجال السكن فقط، حيث يسعى العضو إلى أن يستفيد من تلك العضوية في بيوت الشباب الدولية في أي فرع من فروع بيت الشباب».
وعن الإشكاليات التي تحصل في بيوت الشباب قال البابطين «أي تجمع للشباب في أي موقع عادة ما تحصل فيه بعض المشاكل والتي والحمد لله ليست مشاكل كبيرة تخل بالنظام أو بالأخلاق الصحيحة»، نافيا حصول أية مشاكل سلوكية أو منحرفة في بيت الشباب «وفي حال وقوعها فإنه يتم سحب العضوية من العضو تماما ويتم الرفع فيه وتجميد عضويته المحلية والدولية ولا يمكن أن يتمتع مرة أخرى بالعضوية».
وأشار البابطين إلى أن بيت الشباب يستوعب أكثر من 200 شخص في وقت واحد باختلاف الوفود وفق تنظيم وتخطيط مسبق مع تلك الوفود، لافتا إلى أن هناك تطورا ملحوظا ومستمرا في الخطط السنوية التي تطرح لبيوت الشباب، يختلف عن سابقه في كل عام، شاكرا في الوقت نفسه عبدالله السهلي مدير عام بيوت الشباب، الذي يبذل قصارى جهده في كل ما يعود بالنفع على الشباب وأعضاء البيت من خلال تطوير البرامج السنوية.
وليد عبدالله راجح، المشرف العام على بيت الشباب في جدة، قال لـ «عكـاظ»: الأمر بسيط جدا لمن أراد الاشتراك في بيت الشباب، فنحن نرحب بأي شخص من عمر عشرة أعوام إلى ما لا نهاية وكل ما يلزم الشخص الراغب في الاشتراك التوجه لأي بيت شبابي في المملكة التي يتجاوز عددها الـ20 بيتا موزعة في جميع أنحاء المملكة تقريبا، إضافة لفرع جديد في فرسان جنوبي المملكة، وما عليك سوى تعبئة نموذج طلب العضوية وتعبئة إقرار من العضو ببيان مكان إقامته وصورة للبطاقة الشخصية أو حفيظة النفوس أو الإقامة أو جواز السفر وأربع صور لطالب العضوية مقاس 2×3 ذات خلفية داكنة وهذا كل شيء، بعدها يستطيع العضو أخذ كامل الحرية في استخدام جميع مرافق بيت الشباب، ما عدا المسبح فعليه رسوم سنوية 200 ريال ويستطيع استخدام المسبح كل يوم.
ويضيف راجح «بالنسبة للسكن يدفع العضو مقابل المبيت 30 ريالا لليلة الواحدة وبإمكانه الإقامة لمدة عشرة أيام متواصلة وبعدها لا بد له أن يغادر لكي يعطي فرصة لغيره، وبإمكانه الرجوع لنفس المكان بعد مرور خمسة أيام، أضف إلى ذلك أن بيوت الشباب في المملكة تعتبر الأقل تكلفة حول العالم مقارنة بالأسعار، فهناك تقريبا أربعة آلاف بيت شبابي موزعة حول العالم يستطيع أي عضو لديه بطاقة عضوية الاستفادة من بيت الشباب الموجود في محل إقامته أو المكان الذي يسافر إليه».
ويوضح خليل الجهني، المسؤول عن النشاط الثقافي في بيت الشباب في جدة أيضا، أن بيت الشباب ليس حكرا فقط على المبيت واستخدام الملاعب من تنس واسكواتش وسلة وطائرة وغيرها من الألعاب «فنحن نهتم أيضا بنشاطات ثقافية أخرى مثل المسرح والمكتبة، ولدينا قاعات ذات قدرة استيعابية كبيرة من ناحية العدد وهي مجهزة بكامل التجهيزات اللازمة لتنظيم الحفلات والمنتديات والنشاطات المسرحية، وبالفعل فهي نشيطة ولدينا كفاءات جيدة أيضا تدير هذه النشاطات وجميعهم من فئة الشباب، والكل يستفيد وكل ذلك مجانا بدعم من الحكومة ممثلة برعاية الشباب وتحت مظلته»، كذلك يؤكد حسن نور ولي، مشرف المكتبة ونائب رئيس النشاط الثقافي في بيت الشباب، أن هناك أقبالا كبيرا بالفعل من الشباب على جميع النشاطات، خصوصا المكتبة لاحتوائها على كتب تثقيقية، ذلك غير أن المكان مهيأ بشكل جيد؛ ما يتيح الفرصة للجميع للاستمتاع بالقراءة فيه دون مقابل فقط بطاقة العضوية التي تخوله الدخول لبيت الشباب.
لايعلمون عن الخدمات
عبدالرحمن الغامدي وصالح الغامدي، شابان من أعضاء بيت الشباب في جدة منذ فترة طويلة، أبديا استغرابهما أولا من أن كثيرا من الشباب لا يعلمون عن الخدمات التي يوفرها بيت الشباب، وأرجعا السبب في قلة المعرفة هذه إلى «إما لعدم وجود إعلانات أو حملات تعريفية كافية بها أو لأسباب أخرى قد تعود إلى الشباب أنفسهم، ورغم ذلك، فإن الأعداد التي نراها يوميا من زوار وساكنين وأعضاء كثيرة، لأن المكان هنا مهيأ بكل الإمكانات التي يحتاجها الشاب، من ملاعب وإضاءة وكافتيريا ومطاعم ومقاهي ومسبح، وكل ذلك يقدم بأسعار رمزية وفي متناول الجميع؛ لأن مبلغ مائتي ريال في السنة ليس بكثير مقابل كل تلك الخدمات، إذ إننا نصرف أكثر من ذلك بكثير في أشياء تافهة جدة ولا تعود علينا بالنفع».
وزاد عبدالرحمن «نحن الآن في بداية إجازة صيفية طويلة جدا، وليست لدينا أماكن كثيرة نذهب إليها، فبيت الشباب هو الملاذ الوحيد لتفريغ طاقاتنا وهو يوفر أشياء كثيرة جدا من ملاعب ومسرح وملاعب مغلقة لتنس طاولة والتنس الأرضي وملاعب كرة قدم ومسبح ومكتبة مغلقة وأضف إلى جميع ذلك السكن».
ولا يبتعد عن وجهة نظر عبدالرحمن وصالح بقية من الشباب، فحمود وبشير البركاتي أخوان ليسا من سكان جدة، قالا لنا «جئنا من مدينتنا لمدينة جدة بعد فراغنا من الاختبارات النهائية وتوجهنا مباشرة لبيت الشباب لعلمنا المسبق بما يقدمه من خدمات ممتازة لنا نحن معشر الشباب، فالمكان نظيف ومرتب ومجهز بشكل جميل ويحوي جميع الخدمات التي نحتاجها كشباب من مغاسل للملابس مرورا ببوفيه مفتوح في أوقات مناسبة للجميع، وصولا لوجود كافتيريا صغيرة للأكلات الخفيفة ومسجد ومكتبة ومسرح وملاعب، وكل ما يحتاجه أي شاب يجده في مكان واحد، وكل ذلك مقابل سعر رمزي بسيط جدا وهو مبلغ 30 ريالا للمبيت لليلة الواحدة، طبعا كل ذلك لا يحتاج منك إلا وجود بطاقة العضوية التي تستطيع استخراجها من أي بيت شبابي برسم سنوي بسيط».
الانترنت مجانا
أحمد الخيري، قال لنا أيضا إن بيت الشباب قدم لنا الكثير ولا يزال يقدم، وأن هذه المنشأة لها طابع خاص واهتمام كبير بنا كشباب «ولكن ما نعانيه أحيانا هو سوء التكييف داخل الغرف وربما كانت هذه المشكلة بسبب الحرارة الخارجية الزائدة، خصوصا أننا مقبلون على صيف حار جدا ومع وجود هجوم كاسح على بيت الشباب جدة من جميع أنحاء المملكة في هذه الفترة، فنحن كشباب نستغل دخول موسم الصيف والإجازة ونتوجه مباشرة إلى جدة دون تردد وبعد أن نستمتع نذهب لأي منطقة أخرى في المملكة ولأي بيت شبابي دون تردد، وأنا من الأشخاص المحبين جدا للإنترنت، ومؤخرا توفرت هذه الخدمة داخل بيت الشباب في جدة ومجانا أيضا، وما عليك سوى إحضار جهازك اللاب توب والاستمتاع فقط.
فهد الكعبي وهو من شباب النادي الأهلي في ألعاب القوى، بين أنه يقيم وزملاؤه في بيت الشباب منذ سبعة أشهر متواصلة «فنحن نستعد لموسم رياضي حافل بعد فترة ونقيم في بيت الشباب معسكرا نتدرب فيه يوميا»، ويؤكد «للأمانة بيت شباب جدة يعتبر من أفضل بيوت الشباب في المملكة، فأنا بحكم أنني شخص رياضي وتنقلت كثيرا في بيوت الشباب في أنحاء المملكة لم أجد اهتماما أكثر مثل بيت شباب جدة من حيث السكن ونظافته وتجهيزات الملاعب وإضافات ممتازة ومطاعم على أعلى مستوى من ناحية النظافة والجودة والخدمة السريعة، أضف على ذلك الأمان الذي نشعر به موجود، ودون مجاملة فبيت شباب جدة يعتبر الأفضل لنا نحن كشباب من جميع النواحي».
ويضيف الكعبي، تعتبر الأسعار في بيت الشباب شيئا لايذكر مقارنة بالنوادي الأخرى حيث إن الأسعار في بيوت أخرى ربما تعد خيالية تثقل كاهل أي شاب موظف، فما بالك لو كان طالبا، وهذه بحد ذاتها خدمة كبيرة يقدمها بيت الشباب في المملكة والعالم أجمع»، مشيرا «صحيح أن بيت الشباب ليس بناد كما يفهم ذلك البعض، لكنه جهة أعتبرها من وجهة نظري مكانا لتفريغ طاقات الشباب فهو ليس بنادي يضم صالات حديد ومدربين، ولكن لو تم تطويره بشكل أفضل فأنا متأكد من أنه سيضم كل الألعاب وبمدربين أيضا، وبذلك سوف يسحب البساط من تحت جميع النوادي وببساطة».
المركز الثاني عالمياً
ويعود وليد راجح مشرف بيت شباب جدة، قائلا «حصل بيت شباب جدة مؤخرا على المركز الثاني على مستوى العالم من ضمن أكثر من أربعة آلاف بيت شباب في مسابقة الترويج أفضل للعلامة التجارية».
ويضيف: تمت إضافة مائة سرير في سكن بيت الشباب في جدة لاستيعاب أكبر عدد من الأعضاء فأصبح العدد 300 سرير مقسمة في كل غرفة من 2 إلى 3 أسرة، والآن أضفنا خدمة جديدة حيث يستطيع أي عضو الحجز عن طريق الانترنت لسهولة التواصل وإعطاء أولوية للحجز المبكر ونحن في تطور دائم، فالحكومة لم تقصر معنا وهي الداعم الرئيسي لنا أولا وأخيرا، ولكنني بصراحة أحب وأتمنى مشاركة القطاع الخاص لكي ننهض أكثر ببيت الشباب في جدة، وجميع أنحاء المملكة لنكون في المصاف الأولى على مستوى العالم فكلما زاد الدعم تحسن الأداء وهذا شيء مفروغ منه».
ثقافة متواضعة
وفي الدمام، أوضح مدير بيت الشباب في المنطقة الشرقية فهد البابطين، أن بيوت الشباب تعتبر من المؤسسات التي تعمل على استثمار وقت الشباب وتعمل جنبا إلى جنب مع بقية فروع الرئاسة العامة لرعاية الشباب للاهتمام بالشباب من خلال تلبية متطلباتهم واحتياجاتهم من تفعيل للبرامج الثقافية والرياضية والاجتماعية والرحلات الداخلية والدولية التي تقوم بها الجمعية لصالح الشباب، وكذلك الخطة التي تعد لفصل الصيف من خلال تكثيف البرامج والرحلات والزيارات التي نقوم بها إلى كثير من بلدان العالم مثل اليابان ومصر والأردن وكوريا وغيرها.
وأشار البابطين إلى أن «ثقافة المجتمع عن بيوت الشباب ما زالت متواضعه جدا وغير ملمين بأهمية بيوت الشباب وما تقدمه من خدمات تضاهي ما يقدم في مواقع أخرى، فالبعض يعتقد أن بيوت الشباب مجرد معسكرات طلابية أو رياضية فقط أو مجرد استقبال للوفود ناسين دورها وبرامجها المستمرة طوال العام»، مؤكدا «خلال العام الماضي تم عقد الكثير من البرامج والأنشطة من خلال تردد الأعضاء على البيت العام بما يزيد على 28000 سعودي وأكثر من 7000 أجنبي في المقابل، وانضموا في البرامج والخطة التي طرحها النشاط وممارسة كافة الألعاب الرياضية والاستفادة من خدمة الإنترنت المجانية وغيرها»، لافتا إلى أنه تم عقد أكثر من 20 برنامجا متنوعا ما بين رياضي وثقافي وكشفي واجتماعي وغيرها خلال الأشهر الستة الماضية، بالإضافة إلى العديد من الجوائز التي تقدم للمتسابقين.
وبين البابطين، أن شروط الاستفادة من الخدمات التي تقدمها جمعية بيوت الشباب شروط بسيطة وفي متناول الجميع وأن بإمكان أي شخص أن يستفيد من بيوت الشباب؛ سواء كان مواطنا أو أجنبيا إذا تجاوز السنوات العشر من العمر، وكذلك دفع الرسوم المقررة، ويستطيع العضو أن يستفيد من كافة فروع بيوت الشباب في المملكة التي يصل عددها إلى 20 بيتا بالإضافة إلى فروع بيوت الشباب في الكثير من دول العالم، لأن بطاقة العضوية تعد بطاقة دولية، وذلك من خلال الدليل الدولي الذي يحصل عليه العضو من بيت الشباب ليتمتع بالرحلات الدولية إذا كان عضوا متميزا بأخلاقه وسلوكه ومشاركاته المستمرة في البيت.
وعن الشراكات المؤسسية مع البيوت، أوضح البابطين «نخطط لأن تكون هناك شراكة مع القطاع الخاص ليتم إسناد تنظيم بعض البرامج والأنشطة بالتعاون معهم والاستثمار في بيوت الشباب بما يعود على الأعضاء بالنفع والفائدة»، مشيرا «لا نمنع أحدا من الاستفادة من بيوت الشباب؛ سواء كانوا طلاب مدارس أو وفودا أو مراكز أحياء أو مراكز صيفية». وأكد على أن «بإمكان الفتيات أيضا الاستفادة من بطاقة العضوية في مجال السكن فقط، حيث يسعى العضو إلى أن يستفيد من تلك العضوية في بيوت الشباب الدولية في أي فرع من فروع بيت الشباب».
وعن الإشكاليات التي تحصل في بيوت الشباب قال البابطين «أي تجمع للشباب في أي موقع عادة ما تحصل فيه بعض المشاكل والتي والحمد لله ليست مشاكل كبيرة تخل بالنظام أو بالأخلاق الصحيحة»، نافيا حصول أية مشاكل سلوكية أو منحرفة في بيت الشباب «وفي حال وقوعها فإنه يتم سحب العضوية من العضو تماما ويتم الرفع فيه وتجميد عضويته المحلية والدولية ولا يمكن أن يتمتع مرة أخرى بالعضوية».
وأشار البابطين إلى أن بيت الشباب يستوعب أكثر من 200 شخص في وقت واحد باختلاف الوفود وفق تنظيم وتخطيط مسبق مع تلك الوفود، لافتا إلى أن هناك تطورا ملحوظا ومستمرا في الخطط السنوية التي تطرح لبيوت الشباب، يختلف عن سابقه في كل عام، شاكرا في الوقت نفسه عبدالله السهلي مدير عام بيوت الشباب، الذي يبذل قصارى جهده في كل ما يعود بالنفع على الشباب وأعضاء البيت من خلال تطوير البرامج السنوية.