الزوج المتسلط.. يأخذ حكم «الناشز»
المشايخ لافتين الى أن الوصف لاينطبق على المرأة وحدها:
الأربعاء / 06 / شعبان / 1427 هـ الأربعاء 30 أغسطس 2006 20:15
طالب بن محفوظ (جدة)
قد يستخدم بعض الأزواج بشكل خاطئ الآية الكريمة: }واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا|،إما لأنه لايتبع تسلسل العلاج الرباني في «النشوز»,المكون من المراحل الثلاث وهي:الوعظ ثم الهجر في المضجع ثم الضرب غير المبرح،أو أنه يستخدمه بشكل لايليق بكرامة الزوجة الناشز.
هناك العديد من الاستفهامات قد ترد إلى أذهان الزوجين منها:هل كل امرأة لم تطع زوجها تعد «ناشزاً» في كل الأحوال؟! وهل للزوج أن يستخدم «قوامته» ضد زوجته «الناشز»؟! وهل هناك نشوز للرجل؟!
قبل الإجابة على هذه التساؤلات لابد من تحديد مفهوم «النشوز» الذي عرّفه علماء اللغة بأنه: «الارتفاع» فكأنها ارتفعت وتعالت عما أوجب الله عليها من طاعة للزوج،أو بمعنى الخروج عن الاعتدال،ونشوز الزوجة شرعاً قد يشمل خروجها من منزل الزوجية بغير إذن الزوج ودون حاجة ماسة وغير ذلك من مظاهر النشوز،و«نشوز الزوج» هو مبالغته في تأديب زوجته بما لا يحتاج إليه،وكل من الزوجين إذا نشز عد آثماً ومستحقاً للعقوبة وعرّفه الفقهاء بأنه:معصية الزوجة زوجها فيما يجب عليها.
و«النشوز» هو كراهة أحد الزوجين صاحبه وسوء عشرته له،ويكون من الزوجة إذا عصت زوجها وخرجت عن طاعته قال تعالى: }واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيراً|،ويكون من الزوج بأن يجفو زوجته ويرغب عنها قال الله تعالى: }وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا|.
الفرق بين النشوزين
الكاتبة والباحثة صفية محمد الجفري فرّقت بين نشوز الزوجة ونشوز الزوج مبينة أن القرآن ذكر هذين النشوزين في السورة ذاتها(النساء)،لكن اللافت أن الآية التي تحدثت عن نشوز الزوجة وضعت تدابير للإصلاح ،أما الآية التي تحدثت عن نشوز الزوج لم تضع تدابير مكافئة،مضيفة بقولها: «يجيب عن ذلك النظر إلى سياق الآية التي ورد فيها ذكر نشوز المرأة،وهي آية القوامة،فالقرآن قابل بين الصالحات القانتات الحافظات للغيب وبين الناشزات، وهذه المقابلة تدلنا على أن المراد نوع خاص من النشوز،وهو نشوز الزوجة التي لا تحفظ زوجها بالغيب،وترتكب الفاحشة المبينة أي الزنا، يؤكد هذا الفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع،ونص الحديث:»..ألا واستوصوا بالنساء خيرا،فإنما هن عندكم عوانٍ ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك،إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا،إن لكم من نسائكم حقا،ولنسائكم عليكم حقا،فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون،ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون...»رواه الترمذي وصححه.
المرأة الناشز
يتحدث الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التخيفي عن مراحل علاج المرأة الناشز موضحاً أن أول مراحل العلاج الثلاثة وهي:
ـ «الوعظ» وذلك بأن تذّكر المرأة بكتاب الله ومافيه من وجوب الصحبة بين الزوجين وجميل العشرة وتذكر بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحقوق التي أوجبها على المرأة لزوجها يقول صلى الله علية وسلم: «أيما امرأة باتت هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح».
«الهجر» وذلك حين لاينفع الوعظ،ويكون الهجر بترك المضجع بأن لايبيت معها في فراشها ومدة الهجر عند أكثر أهل العلم شهر.فإن كانت محبة للزوج فستقدم عليه،وإلا تبين نشوزها وإعراضها.
- «الضرب» وهو ضرب تأديب ويكون غير مبرح قال ابن عباس بالسواك ونحوه.
ثم تطرق إلى شرح الآية موضحاً أن «تخافون» أي تعلمون وتتيقنون ،كما قال ابن عباس ، «فإن أطعنكم» أي تركن النشوز وعدن إلى الطاعة }فلا تبغوا عليهن سبيلاً| أي لا تجفوا عليهن فإنهن بطاعتكم لم يدعن لكم سبيلا لظلمهن،ولذا ختم سبحانه الآية بقوله }إن الله كان عليا كبيرا| تذكيراً للأزواج بقدرته عليهم ،مشيراً إلى أن الإمام القرطبي قال : إن الله عز وجل لم يأمر في شيء من كتابه بالضرب صراحاً إلا هنا وفي الحدود العظام فساوى معصيتهن بأزواجهن بمعصية الكبائر. وإن تعذر الوفاق بين الزوجين يوضح الدكتور التخيفي أنه يكون بأن يبعثا حكماً من أهله وحكماً من أهلها للنظر في شأنهما،وكونهما من أهل الزوجين يكون أمكن لمعرفة شؤونهما فيبذلان جهدهما في النصح فإن قبل الزوجان تركاهما وإن رأيا الفرقة فرقا بينهما.
البخيل وجارات السوء
قد يكون هناك أسباب لنشوز الزوجة،منها كما قال الكاتب عبدالله بن محمد زُقَـيْـل أن المرأة قد تخرج من بيت ثري مدلل مرفه إلى بيت الزوج غير الثري، فتريد العيش مع زوجها بنفس المستوى،وهنا تقع المشكلة! تبدأ تنظر إلى زوجها نظرة استعلاء واستكبار،فلا تقيم له وزنا، وربما يجتمع أمر آخر فيها وهو الجمال مما يدفعها إلى الغرور والترفع والتمرد على أوامر الزوج،وتكون المصيبة أعظم إذا اجتمع مع ذلك كله رقةُ وضعفُ دينها، ولذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك بطريق غير مباشر فقال «تنكحُ المرأةُ لأربع:لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» (رواه مسلم)،وسبب آخر ذكره زُقَـيْـل أن سبب نشوزها من زوجها أنه قد يكون بخيلاً شحيحاً لا يفي بضروريات البيت،وقد يكون عكس ذلك مسرفاً مبذراً مما يضيع حقوق البيت والأولاد،وربما يكون ضعيف الشخصية في بيته لا قيمة له فتنشأ الكراهية في قلب الزوجة فيكون ذلك هو المؤدي إلى نشوزها واستعلائها عليه مضيفاً أنه ربما تستعلي المرأة وتنشز لأنها تختلط بجاراتِ سوء يفسدنها على زوجها،ويتدخلن في كلّ كبيرة وصغيرة فيكن سبباً لنشوز المرأة على زوجها.
الخروج من البيت
وأخيراً هناك سؤال يطرحه البعض من الأزواج هو :هل يعد خروج المرأة من بيتها «نشوزاً ؟! يتحدث عن هذا الدكتور خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم بقوله:هذا لا يخلو من أمرين:
الأول: أن يكون برضى الزوج، فإن هذا جائز ولا بأس به،لأن الزوج هو الذي له القوامة، والله عز وجل وعلا يقول: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ| وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُم يعني النساء،يعني أسيرات، والأسير في حكم مَن أسره،وأيضًا أمهات المؤمنين لما أردن الاعتكاف استأذنَّ النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنه لابد من إذن الزوج. الثاني: أن يكون خروج المرأة بغير إذن الزوج، أوهو مكره لهذا،فهذا لا يجوز ويعتبر نوعًا من النشوز،لما تقدم من إذن الزوج بالرضى،فلا يجوز لها أن تخرج حتى يأذن لها زوجها،وتتفق معه على ذلك،وألا تطيل الخروج،فهذه المدة طويلة وإنما تكون المدة مناسبة للزوج كيوم أو نصف يوم ونحو ذلك.
هناك العديد من الاستفهامات قد ترد إلى أذهان الزوجين منها:هل كل امرأة لم تطع زوجها تعد «ناشزاً» في كل الأحوال؟! وهل للزوج أن يستخدم «قوامته» ضد زوجته «الناشز»؟! وهل هناك نشوز للرجل؟!
قبل الإجابة على هذه التساؤلات لابد من تحديد مفهوم «النشوز» الذي عرّفه علماء اللغة بأنه: «الارتفاع» فكأنها ارتفعت وتعالت عما أوجب الله عليها من طاعة للزوج،أو بمعنى الخروج عن الاعتدال،ونشوز الزوجة شرعاً قد يشمل خروجها من منزل الزوجية بغير إذن الزوج ودون حاجة ماسة وغير ذلك من مظاهر النشوز،و«نشوز الزوج» هو مبالغته في تأديب زوجته بما لا يحتاج إليه،وكل من الزوجين إذا نشز عد آثماً ومستحقاً للعقوبة وعرّفه الفقهاء بأنه:معصية الزوجة زوجها فيما يجب عليها.
و«النشوز» هو كراهة أحد الزوجين صاحبه وسوء عشرته له،ويكون من الزوجة إذا عصت زوجها وخرجت عن طاعته قال تعالى: }واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيراً|،ويكون من الزوج بأن يجفو زوجته ويرغب عنها قال الله تعالى: }وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا|.
الفرق بين النشوزين
الكاتبة والباحثة صفية محمد الجفري فرّقت بين نشوز الزوجة ونشوز الزوج مبينة أن القرآن ذكر هذين النشوزين في السورة ذاتها(النساء)،لكن اللافت أن الآية التي تحدثت عن نشوز الزوجة وضعت تدابير للإصلاح ،أما الآية التي تحدثت عن نشوز الزوج لم تضع تدابير مكافئة،مضيفة بقولها: «يجيب عن ذلك النظر إلى سياق الآية التي ورد فيها ذكر نشوز المرأة،وهي آية القوامة،فالقرآن قابل بين الصالحات القانتات الحافظات للغيب وبين الناشزات، وهذه المقابلة تدلنا على أن المراد نوع خاص من النشوز،وهو نشوز الزوجة التي لا تحفظ زوجها بالغيب،وترتكب الفاحشة المبينة أي الزنا، يؤكد هذا الفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع،ونص الحديث:»..ألا واستوصوا بالنساء خيرا،فإنما هن عندكم عوانٍ ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك،إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا،إن لكم من نسائكم حقا،ولنسائكم عليكم حقا،فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون،ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون...»رواه الترمذي وصححه.
المرأة الناشز
يتحدث الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التخيفي عن مراحل علاج المرأة الناشز موضحاً أن أول مراحل العلاج الثلاثة وهي:
ـ «الوعظ» وذلك بأن تذّكر المرأة بكتاب الله ومافيه من وجوب الصحبة بين الزوجين وجميل العشرة وتذكر بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الحقوق التي أوجبها على المرأة لزوجها يقول صلى الله علية وسلم: «أيما امرأة باتت هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح».
«الهجر» وذلك حين لاينفع الوعظ،ويكون الهجر بترك المضجع بأن لايبيت معها في فراشها ومدة الهجر عند أكثر أهل العلم شهر.فإن كانت محبة للزوج فستقدم عليه،وإلا تبين نشوزها وإعراضها.
- «الضرب» وهو ضرب تأديب ويكون غير مبرح قال ابن عباس بالسواك ونحوه.
ثم تطرق إلى شرح الآية موضحاً أن «تخافون» أي تعلمون وتتيقنون ،كما قال ابن عباس ، «فإن أطعنكم» أي تركن النشوز وعدن إلى الطاعة }فلا تبغوا عليهن سبيلاً| أي لا تجفوا عليهن فإنهن بطاعتكم لم يدعن لكم سبيلا لظلمهن،ولذا ختم سبحانه الآية بقوله }إن الله كان عليا كبيرا| تذكيراً للأزواج بقدرته عليهم ،مشيراً إلى أن الإمام القرطبي قال : إن الله عز وجل لم يأمر في شيء من كتابه بالضرب صراحاً إلا هنا وفي الحدود العظام فساوى معصيتهن بأزواجهن بمعصية الكبائر. وإن تعذر الوفاق بين الزوجين يوضح الدكتور التخيفي أنه يكون بأن يبعثا حكماً من أهله وحكماً من أهلها للنظر في شأنهما،وكونهما من أهل الزوجين يكون أمكن لمعرفة شؤونهما فيبذلان جهدهما في النصح فإن قبل الزوجان تركاهما وإن رأيا الفرقة فرقا بينهما.
البخيل وجارات السوء
قد يكون هناك أسباب لنشوز الزوجة،منها كما قال الكاتب عبدالله بن محمد زُقَـيْـل أن المرأة قد تخرج من بيت ثري مدلل مرفه إلى بيت الزوج غير الثري، فتريد العيش مع زوجها بنفس المستوى،وهنا تقع المشكلة! تبدأ تنظر إلى زوجها نظرة استعلاء واستكبار،فلا تقيم له وزنا، وربما يجتمع أمر آخر فيها وهو الجمال مما يدفعها إلى الغرور والترفع والتمرد على أوامر الزوج،وتكون المصيبة أعظم إذا اجتمع مع ذلك كله رقةُ وضعفُ دينها، ولذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى ذلك بطريق غير مباشر فقال «تنكحُ المرأةُ لأربع:لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» (رواه مسلم)،وسبب آخر ذكره زُقَـيْـل أن سبب نشوزها من زوجها أنه قد يكون بخيلاً شحيحاً لا يفي بضروريات البيت،وقد يكون عكس ذلك مسرفاً مبذراً مما يضيع حقوق البيت والأولاد،وربما يكون ضعيف الشخصية في بيته لا قيمة له فتنشأ الكراهية في قلب الزوجة فيكون ذلك هو المؤدي إلى نشوزها واستعلائها عليه مضيفاً أنه ربما تستعلي المرأة وتنشز لأنها تختلط بجاراتِ سوء يفسدنها على زوجها،ويتدخلن في كلّ كبيرة وصغيرة فيكن سبباً لنشوز المرأة على زوجها.
الخروج من البيت
وأخيراً هناك سؤال يطرحه البعض من الأزواج هو :هل يعد خروج المرأة من بيتها «نشوزاً ؟! يتحدث عن هذا الدكتور خالد بن علي المشيقح عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم بقوله:هذا لا يخلو من أمرين:
الأول: أن يكون برضى الزوج، فإن هذا جائز ولا بأس به،لأن الزوج هو الذي له القوامة، والله عز وجل وعلا يقول: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ| وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُم يعني النساء،يعني أسيرات، والأسير في حكم مَن أسره،وأيضًا أمهات المؤمنين لما أردن الاعتكاف استأذنَّ النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنه لابد من إذن الزوج. الثاني: أن يكون خروج المرأة بغير إذن الزوج، أوهو مكره لهذا،فهذا لا يجوز ويعتبر نوعًا من النشوز،لما تقدم من إذن الزوج بالرضى،فلا يجوز لها أن تخرج حتى يأذن لها زوجها،وتتفق معه على ذلك،وألا تطيل الخروج،فهذه المدة طويلة وإنما تكون المدة مناسبة للزوج كيوم أو نصف يوم ونحو ذلك.