البصمة تسقط المطلوبين وتكشف غموض الجرائم

800 متسلل ومهرب يتم تبصيمهم يومياً

البصمة تسقط المطلوبين وتكشف غموض الجرائم

عبدالعزيز الربيعي ــ الشريط الحدودي

800 متسلل ومهرب يتم أخذ بصماتهم يوميا من قبل رجال حرس الحدود في منطقة جازان، لمعرفة مدى تورط المتسلل أو المهرب من عدمه في القضايا المختلفة، وقد ساهم نظام البصمة في القبض على العديد من المطلوبين للجهات الأمنية، وساعد في كشف الغموض عن العديد من الجرائم، ولعل أبرزها القبض على وافد أقدم على قتل آخر في منطقة المدينة المنورة قبل أن تتجاوز قدماه الحدود بأمتار. ويتذكر العاملون في وحدة التبصيم المتنقلة في مركز المهدف محاولة طبيبين الهروب إلى اليمن بعد سرقتهما مبالغ مالية كبيرة، وعند عرضهما على البصمة تم اكتشاف جريمتهما وجرى تسليمهما إلى الجهات الأمنية.

يتم إدخال المتسلل إلى عربة التبصيم التي تضم أربعة أجهزة، حيث يتم أخذ اسمه وعمره، ومن ثم تؤخذ بصماته وتلتقط صورته لتظهر سوابقه أو المطالبات التي عليه حتى وإن حاول تغيير الاسم والعمر، ويأتي الرد من قبل مركز المعلومات في وزارة الداخلية في غضون 5 إلى 15 دقيقة، وإذا لم يكن لدى المتسلل أو المهرب مشكلة يحال إلى الجهات ذات الاختصاص لترحيله وتسليمه إلى مركز حرض، وفي حالة وجود مطالبات على الشخص يتم التحفظ عليه وتحويله إلى الجهة المطلوب لديها سواء المخدرات أو الشرطة أو الحقوق المدنية أو الجوازات.
وأوضح اللواء عبدالعزيز الصبحي، أنه إذا اتضح أن المتسلل عليه سوابق جنائية أو خلافه بعد أخذ بصمته يتم اتخاذ اللازم ضده حسب النظام، وبالنسبة للمتجاوزين يتم تطبيق لائحة عقوبات نظام أمن الحدود عليهم، ولا شك أن هذه التقنية الحديثة المرتبطة بالجهات الأمنية في الرياض، سهلت كثيرا العمل وقللت من فرص هروب المتسللين أو أصحاب القضايا.
مضبوطات الداير
وقفت «عكاظ» على عدد من المقبوضات في حرس الحدود في قطاع الداير الجبلي، وتضمنت أكثر من 28 مسدسا مختلفة الحجم، 75 بلاطة حشيش، بالإضافة إلى كميات كبيرة من القات.
وقال العقيد عواجي يحيى حكمي، إن هذه الكميات تتم مصادرتها بشكل يومي من خلال القبض عليها وحصرها، مشيرا إلى أن المناطق الجبلية تشكل عبئا كبيرا على أفراد حرس الحدود حيث إن المنطقة بتضاريسها المختلفة تجعل عمليات المطاردة والقبض على المهربين والمتسللين صعبة، إذا علمنا أن المهرب أمامه خيارين إما الدخول بأية طريقة أو الموت من أجل إيصال هذه الحمولات التي يتم وضعها وتثبيتها على الظهر حتى لا تسقط عند السير أو التخفي.
حذاء الحشيش
كما استطاع رجال حرس الحدود في قطاع الداير إحباط محاولة أحد الأشخاص بتهريب الحشيش في داخل حذاء، قام بخياطتها بطريقة محكمة ومن ثم حملها لمسافات وعند مشاهدة رجال الحرس قام بوضعها والسير عليها أمام الجميع لإبعاد الشبهة عنه، ولكن ملاحظة أحد الأفراد بارتفاع الحذاء عن الوضع الطبيعي كانت كفيلة بكشف تهريب بلاطة حشيش مقسومه إلى نصفين لوضعها في الرجلين.
جانب إنساني
وبالرغم من أن المهربين والمتسللين يعمدون إلى إدخال المخدرات والأسلحة بأنواعها إلى داخل الوطن، إلا أن التعليمات المبلغة لأفراد وضباط حرس الحدود تنص على تقديم العلاج والمساعدة للحالات التي تحتاج ذلك.
ويؤكد العقيد عبدالله بن محفوظ أن هناك حالات عديدة من المتسللين يتم إرسالهم للمستشفى ويتم علاجهم على نفقة الدولة والكثير من الحالات يتم تنويمها أو تقديم العلاج لها، وكذلك عند وجود حالات طارئة مثل الولادة لبعض النساء أو الحوادث الخطيرة التي تكون بالقرب من الحدود ويطلبون المساعدة يتم نقلهم وعلاجهم في المستشفيات، كما أن هناك إعاشة تقدم للمتسللين عند توقيفهم داخل المراكز، ويتناولون الوجبات حتى ترحيلهم.
تفتيش احترافي
عمليات التفتيش التي يقوم بها رجال حرس الحدود احترافية بمعنى الكلمة، بعد أن كشفوا العديد من حيل ومخابئ المهربين والمتسللين حيث يتم التفتيش بطرق مختلفة وفي مواقع سرية يعتمد عليها المهربون كثيرا، كأبواب السيارات والمراتب المفرغة من القطن والمحشوة بالمخدرات وخاصة الحشيش والقات، بينما البعض يقوم بإخفاء المهربات بعمل «سياج حديدي في صندوق السيارة بطريقة محكمة تتم كذلك في ورش الحدادة للتمويه عند الخضوع لعمليات التفتيش».