المبالغة في رفع مكبرات صوت المساجد عبادة أم أذى
الخميس / 25 / رمضان / 1432 هـ الخميس 25 أغسطس 2011 20:40
الحسن آل سيد ـ أبها
مع إطلالة شهر رمضان وقبل قدومه بعدة أيام تبدأ مباريات من نوع آخر أبطالها أئمة المساجد حيث يحرص كل إمام على جعل مسجده الأفضل من حيث أجهزة الصوت والفرش وتوفير المياه والمناديل الورقية داخل المساجد ورغم توجيه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد منذ نحو العام جميع فروعها في المملكة بخفض عدد مكبرات الصوت في المآذن والاكتفاء بواحد أو اثنين في الخارج حسب موقع المسجد أو الجامع ودرجة احتوائه الصوت بداخله، إلا أن القرار لم يفعل بالشكل المطلوب ولم تلتزم به المساجد ولا أئمتها.
وتعج مدينة أبها ذات التضاريس الجبلية والمساحة الصغيرة نسبياً، بالعديد من المساجد القريبة من بعضها البعض، ورغم كثرتها وقربها من بعضها، إلا أن أسطح المساجد لا يخلو في العادة من مكبرات الصوت التي يتفاوت عددها في المتوسط من أربعة ـ ثمانية وينتج عنه تداخل أصوات المؤذنين عند رفع الأذان وخاصة في شهر رمضان حيث يدخل بعض أئمة المساجد في تنافس محموم مع غيرهم من المساجد عبر رفع مكبرات الصوت أثناء التلاوة، بل هناك من أئمة المساجد من يحرص على صيانة أجهزة الصوت داخل مساجدهم وإصلاح المتضرر منها وتوجيه المصلين إلى التبرع لشراء أنواع حديثة منها.
ومن خلال جولة على عدد من المساجد في مدينتي أبها وخميس مشيط رصدت «عكـاظ» مدى التنافس المحموم بين بيوت الله في اقتناء المزيد من مكبرات الصوت، بل شرع بعض الأئمة في توزيع مكبرات الصوت على زوايا المسجد، حيث وصل العدد في بعضها ما بين 8 ـ 10 مكبرات، أو حتى إلى 16 في بعض الجوامع، واستطلعت أيضاً آراء عدد من الأئمة حول الظاهرة ومدى فاعلية قرار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد القاضي بخفض عدد مكبرات الصوت في المآذن والاكتفاء بواحد أو اثنين في الخارج حسب موقع المسجد أو الجامع.
تحقيق المصلحة العامة
وكانت البداية مع إمام وخطيب جامع المحافظة في خميس مشيط الشيخ علي بن عبد الله الأحمري، الذي يرى أن قرار خفض مكبرات الصوت في المساجد من شأنه تحقيق المصلحة العامة ويراعي المجاورين من أطفال ومرضى، وقال لـ «عكـاظ»: يبالغ بعض الأئمة بتثبيت ما بين 9ـ10 مكبرات صوت فوق المآذن وجوانب المساجد وهذا فيه مبالغة كبيرة والله تعالى يقول في كتابه العزيز (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) فالواجب عدم زيادتها عن أربعة مكبرات بل أن أربعة مكبرات تفي بالغرض وأكثر خاصة في الأذان وخطب الجمع، وأضاف: فرع الوزارة في منطقة عسير دائما ما يزودنا بالتعاميم الصادرة من الوزارة باستمرار ومنها كافة التعليمات الصادرة خلال شهر رمضان المبارك.
مغالاة في رفع الصوت
من جهته، ذكر إمام جامع زينه الحسنية في خميس مشيط الشيخ سعيد بن علي: أن بعض العامة يحبون رفع الصوت خصوصا إذا كان الإمام يتمتع بصوت شجي، وأضاف: لست مع إغلاق مكبرات الصوت بالخارج حتى ولو كان مسجدا وليس جامعا، ولست أيضاً مع إطلاق الوضع بحيث تزيد المكبرات الصوتية الخارجية عن أربعة مكبرات، خصوصاً وأن أوقات الصلوات الجهرية ليس وقت نوم، وزاد: «بعض المرضى يرتاحون على صوت قراءة الإمام خصوصا إذا كان صوته جميلا وشجيا»، ولكنه استدرك بالقول: «يوجد من الأئمة من يغالي في مكبرات الصوت وتراه قد حشد مكبرات الصوت فوق منارة المسجد وعلى جوانب وأطراف الجامع وهذا تجاوز صريح».
وتابع: «قرار وزير الشؤون الإسلامية هدفه تحقيق المصلحة العامة، ومع هذا فإن بعض المجاورين للمساجد والجوامع يفضلون سماع صوت الإمام وهو يجهر بالقراءة وهذا يجب عدم إغفاله أيضاً».
متابعة ورقابة
من جهته، أوضح لـ «عكـاظ» مدير عام فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير محمد بن سعيد القطاني، أن مكبرات الصوت الخارجية وضعت لإعلام الناس بموعد الصلاة وإقامتها، أو في حالة إلقاء الدروس والمحاضرات داخل المسجد، وهناك من يرفع صوت المكبر الخارجي بقصد إيصال صوت الأذان إلى الناس داخل المنازل المجاورة، ويحاول بعض الأئمة أيضاً إشعار المتغافلين عن الصلاة، وأضاف: هذا الإجراء قد يتحول إلى إزعاج في حال زاد عن حده، وهناك متابعة مستمرة من خلال جهاز رقابي خاص بالفرع ورفع تقارير دورية ويومية ويتم تطبيق العقوبات على المخالفين تبدأ بلفت نظر وتصل إلى طي القيد للذين لا يلتزمون بتعليمات الوزارة.
تنظيم المكبرات
وكان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإشارد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أوضح في أكثر من مناسبة، أن تنظيم استخدام مكبرات الصوت يحتم عدم تسببها في إزعاج الناس خصوصا المرضى وصغار السن والمجاورين الملاصقين للمساجد، وبالتالي فإن مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح ستقتصر على الجوامع أما المساجد العادية فيتوجب عليها غلق مكبراتها الخارجية لأن الغرض هو سماع الصوت لمن بداخل المسجد فقط.
صيانة مكثفة
وأوضح لـ «عكـاظ» مدير الشركة الوحيدة لمكبرات الصوت في المنطقة الجنوبية، أن المساجد تنفذ عمليات صيانة مكثفة لمكبرات الصوت قبل دخول شهر رمضان المبارك واستبدال القديم منها، فضلاً عن أن عددا من فاعلي الخير يتكفلون بتغيير عدد من مكبرات الصوت في المساجد ابتغاء الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل، وقال: نسجل دخلنا خلال شهر رمضان أكبر من أي شهر آخر، رافضا الإفصاح عن مقدار حجم المبيعات أو نسبتها مقارنة بالأشهر الأخرى، وخلص إلى القول: «هناك من يجهز مسجده بأكبر المكبرات وأغلاها والبعض الآخر يأخذ بالمتوسط من حيث الجودة والحجم، خصوصاً وأن تجهيز المساجد بمكبرات الصوت يبدأ من ألفين ويصل إلى 30 ألف ريال».
تأذي الجيران
وروى لـ «عكـاظ» شخص تأذى كثيرا من مكبر الصوت والموجه من المسجد القريب نحو منزله ورفض الكشف عن هويته، أنه حاول مع إمام المسجد لتغيير موقع مكبر الصوت أو إغلاقه دون فائدة، فأمر ابنه بقطع سلك المكبر غير أن إمام المسجد تتبع السلك وقام بتوصيله، وأضاف: حاولت عدة مرات مع الإمام وأخيرا ضقت ذرعاً، وبعد طول صبر، أخرست المكبر برشقه بوابل من الرصاص.
وتعج مدينة أبها ذات التضاريس الجبلية والمساحة الصغيرة نسبياً، بالعديد من المساجد القريبة من بعضها البعض، ورغم كثرتها وقربها من بعضها، إلا أن أسطح المساجد لا يخلو في العادة من مكبرات الصوت التي يتفاوت عددها في المتوسط من أربعة ـ ثمانية وينتج عنه تداخل أصوات المؤذنين عند رفع الأذان وخاصة في شهر رمضان حيث يدخل بعض أئمة المساجد في تنافس محموم مع غيرهم من المساجد عبر رفع مكبرات الصوت أثناء التلاوة، بل هناك من أئمة المساجد من يحرص على صيانة أجهزة الصوت داخل مساجدهم وإصلاح المتضرر منها وتوجيه المصلين إلى التبرع لشراء أنواع حديثة منها.
ومن خلال جولة على عدد من المساجد في مدينتي أبها وخميس مشيط رصدت «عكـاظ» مدى التنافس المحموم بين بيوت الله في اقتناء المزيد من مكبرات الصوت، بل شرع بعض الأئمة في توزيع مكبرات الصوت على زوايا المسجد، حيث وصل العدد في بعضها ما بين 8 ـ 10 مكبرات، أو حتى إلى 16 في بعض الجوامع، واستطلعت أيضاً آراء عدد من الأئمة حول الظاهرة ومدى فاعلية قرار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد القاضي بخفض عدد مكبرات الصوت في المآذن والاكتفاء بواحد أو اثنين في الخارج حسب موقع المسجد أو الجامع.
تحقيق المصلحة العامة
وكانت البداية مع إمام وخطيب جامع المحافظة في خميس مشيط الشيخ علي بن عبد الله الأحمري، الذي يرى أن قرار خفض مكبرات الصوت في المساجد من شأنه تحقيق المصلحة العامة ويراعي المجاورين من أطفال ومرضى، وقال لـ «عكـاظ»: يبالغ بعض الأئمة بتثبيت ما بين 9ـ10 مكبرات صوت فوق المآذن وجوانب المساجد وهذا فيه مبالغة كبيرة والله تعالى يقول في كتابه العزيز (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) فالواجب عدم زيادتها عن أربعة مكبرات بل أن أربعة مكبرات تفي بالغرض وأكثر خاصة في الأذان وخطب الجمع، وأضاف: فرع الوزارة في منطقة عسير دائما ما يزودنا بالتعاميم الصادرة من الوزارة باستمرار ومنها كافة التعليمات الصادرة خلال شهر رمضان المبارك.
مغالاة في رفع الصوت
من جهته، ذكر إمام جامع زينه الحسنية في خميس مشيط الشيخ سعيد بن علي: أن بعض العامة يحبون رفع الصوت خصوصا إذا كان الإمام يتمتع بصوت شجي، وأضاف: لست مع إغلاق مكبرات الصوت بالخارج حتى ولو كان مسجدا وليس جامعا، ولست أيضاً مع إطلاق الوضع بحيث تزيد المكبرات الصوتية الخارجية عن أربعة مكبرات، خصوصاً وأن أوقات الصلوات الجهرية ليس وقت نوم، وزاد: «بعض المرضى يرتاحون على صوت قراءة الإمام خصوصا إذا كان صوته جميلا وشجيا»، ولكنه استدرك بالقول: «يوجد من الأئمة من يغالي في مكبرات الصوت وتراه قد حشد مكبرات الصوت فوق منارة المسجد وعلى جوانب وأطراف الجامع وهذا تجاوز صريح».
وتابع: «قرار وزير الشؤون الإسلامية هدفه تحقيق المصلحة العامة، ومع هذا فإن بعض المجاورين للمساجد والجوامع يفضلون سماع صوت الإمام وهو يجهر بالقراءة وهذا يجب عدم إغفاله أيضاً».
متابعة ورقابة
من جهته، أوضح لـ «عكـاظ» مدير عام فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة عسير محمد بن سعيد القطاني، أن مكبرات الصوت الخارجية وضعت لإعلام الناس بموعد الصلاة وإقامتها، أو في حالة إلقاء الدروس والمحاضرات داخل المسجد، وهناك من يرفع صوت المكبر الخارجي بقصد إيصال صوت الأذان إلى الناس داخل المنازل المجاورة، ويحاول بعض الأئمة أيضاً إشعار المتغافلين عن الصلاة، وأضاف: هذا الإجراء قد يتحول إلى إزعاج في حال زاد عن حده، وهناك متابعة مستمرة من خلال جهاز رقابي خاص بالفرع ورفع تقارير دورية ويومية ويتم تطبيق العقوبات على المخالفين تبدأ بلفت نظر وتصل إلى طي القيد للذين لا يلتزمون بتعليمات الوزارة.
تنظيم المكبرات
وكان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإشارد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أوضح في أكثر من مناسبة، أن تنظيم استخدام مكبرات الصوت يحتم عدم تسببها في إزعاج الناس خصوصا المرضى وصغار السن والمجاورين الملاصقين للمساجد، وبالتالي فإن مكبرات الصوت الخارجية في صلاة التراويح ستقتصر على الجوامع أما المساجد العادية فيتوجب عليها غلق مكبراتها الخارجية لأن الغرض هو سماع الصوت لمن بداخل المسجد فقط.
صيانة مكثفة
وأوضح لـ «عكـاظ» مدير الشركة الوحيدة لمكبرات الصوت في المنطقة الجنوبية، أن المساجد تنفذ عمليات صيانة مكثفة لمكبرات الصوت قبل دخول شهر رمضان المبارك واستبدال القديم منها، فضلاً عن أن عددا من فاعلي الخير يتكفلون بتغيير عدد من مكبرات الصوت في المساجد ابتغاء الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل، وقال: نسجل دخلنا خلال شهر رمضان أكبر من أي شهر آخر، رافضا الإفصاح عن مقدار حجم المبيعات أو نسبتها مقارنة بالأشهر الأخرى، وخلص إلى القول: «هناك من يجهز مسجده بأكبر المكبرات وأغلاها والبعض الآخر يأخذ بالمتوسط من حيث الجودة والحجم، خصوصاً وأن تجهيز المساجد بمكبرات الصوت يبدأ من ألفين ويصل إلى 30 ألف ريال».
تأذي الجيران
وروى لـ «عكـاظ» شخص تأذى كثيرا من مكبر الصوت والموجه من المسجد القريب نحو منزله ورفض الكشف عن هويته، أنه حاول مع إمام المسجد لتغيير موقع مكبر الصوت أو إغلاقه دون فائدة، فأمر ابنه بقطع سلك المكبر غير أن إمام المسجد تتبع السلك وقام بتوصيله، وأضاف: حاولت عدة مرات مع الإمام وأخيرا ضقت ذرعاً، وبعد طول صبر، أخرست المكبر برشقه بوابل من الرصاص.