العقيدة خط أحمر

أحمد محمد الطويـان

الكتابة الصحافية تختلف عن الكتابة الإبداعية الأدبية ولا تحتمل الاستعراض الفكري المبالغ فيه. ويتوجب أن لا يبتعد الكاتب كثيرا عن احتياجات القارئ وهمومه وآماله في الشأن الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.
أما الحديث في الشأن الديني ففيه جوانب متاحة لجميع أصحاب الرأي، وفيه جوانب لا يمكن التطرق لها من قبل غير المتخصصين، والخوض فيها يثير المشاعر ويعتبر تعديا على المعتقد الذي يتوجب على المسلم وغير المسلم احترامه.
ولذلك فإن استفزاز الناس بمقالات تكتب بلغة مقعرة لن يخدم المجال الذي ينتمي له موضوعها ولا يضيف شيئا إلى فن الكتابة، فالرموز والتلميحات والهمز واللمز، تؤكد لنا أن الكاتب الصحافي يجب ألا يكتب في المجال الذي لا يشعر بأنه سيضيف فيه شيئا جديدا وفكرا مفيدا، وليس من الضروري أن يكون الكاتب عارفا بكل المجالات.
ما يكتب في صحافتنا ينظر له بشكل مختلف، ويتم تأويله في الخارج ويفسر حسب الرغبات لاعتبارات تتعلق بالمكانة الدينية والسياسية للمملكة، لذا يتسبب البعض بجهل، أو عن غير جهل، في إحراج المملكة التي لا يرضى نظامها ولا أخلاقها التعدي على أي ثابت من ثوابت الدين التي هي ثوابت الدولة.
حرية الرأي والتعبير مكفولة ولم يحجر على أي كاتب في المملكة عندما يتناول المسائل الخلافية بين التيارات، والمسائل الفقهية القابلة للنقاش، بل على العكس كانت الآراء المختلفة تثري ساحات الشأن العام في المملكة.
نحارب التطرف الديني والحركي المسيس ونتطلع إلى مجتمع متدين متطور، ولكن التعدي، بأيدينا وأقلامنا، على معتقداتنا وإيماننا أمر مرفوض تماما، وأي انحراف يجب أن يحارب بحزم وصرامة.


Towa55@hotmail.com