الحج لمن ؟!

حامد عباس

•• النص الصريح يؤكد بشكل قاطع أن الحج لمن استطاع إليه سبيلا. ففي الآية 97 من سورة آل عمران ربط الحق سبحانه وتعالى بين الحج كركن من أركان الإسلام وبين الاستطاعة الجسدية والمادية وغيرهما بحيث لا يكون هناك ثمة شك في أن الشعيرة فقط عند الاستطاعة ولمرة واحدة في العمر كما فعل صلى الله عليه وسلم في سنة نبوية مؤكدة حيث لم يحج سوى حجة الوداع التي أكمل فيها رسالته وبلغ أمته. وكما فعل عليه الصلاة والسلام بالنسبة للصلوات المكتوبة والتراويح وغيرهما رفعا للمشقة عن أمته.
المملكة تقوم بواجبها كاملا وتصرف آلاف المليارات من الريالات على التوسعات وتحسين البنية التحتية والخدمات في الحرمين الشريفين والمدينتين المقدستين والمشاعر وما بينهما وبين بوابة الحرمين (جدة) وفي نفس الوقت لم تمنع حاجا من القدوم من خارج المملكة، ولكن تم توافق بين الدول الإسلامية في مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في عمان عام 1979م عندما قرروا تنظيم أعداد الحجاج باختيار ألف نسمة من كل مليون لتخفيف الضغوط على الحرمين والمشاعر لأن هذا الركن يتم في توقيت واحد وفي أمكنة محددة لا يمكن توسعتها شرعا مع تنامي أعداد المسلمين في دول العالم وسهولة المواصلات حتى أصبح من الضروري الآن إعادة النظر حتى في هذه النسبة لتصبح مثلا خمسمائة نسمة لكل مليون.
ومقابل كل هذا لدينا مواطنون أنانيون يعملون ويتحايلون ويسهلون لأنفسهم ولغيرهم من الجنسيات المقيمة أو القادمة للعمرة وبمقابل بخس يضيف أعدادا ضخمة إلى الحجاج الرسميين من خارج وداخل المملكة فيعسرون ولا ييسرون، وبرغم كل النداءات والرجاءات والتلويح بالعقوبات تظل الرؤوس اليابسة لا تستجيب لواجب المواطنة فيكونون عبئا ثقيلا على الوطن..
أما الأغرب فهي الوجبات المجانية التي توزع على الحجاج في مكة المكرمة وفي المشاعر المقدسة بحجة فعل الخير وكأنها جوائز مغرية تدفع الناس دفعا للصعود ودون تكلفة في تجاهل غريب للتشريع السماوي والهدى النبوي ومتطلبات الحج ومصارف الخير المتعددة وطاعة ولي الأمر التي هي من طاعة الله حسب النص القرآني الكريم. فهل يستيقط ضمير هؤلاء ؟!.
* مستشار إعلامي
ص.ب :13237 جدة: 21493
فاكس: 026653126
Hamid-abbas@yahoo.com

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة