كارثة المدرسة المنكوبة

هيثم محمود شاولي

عشنا طوال الأسبوع الماضي سيناريو كارثة المدرسة المنكوبة في جدة، وانتهت تحقيقات الحريق إلى اعتراف خمس طالبات في افتعاله من خلال إشعالهن عبثا كومة من أوراق الصحف والمجلات في قبو المدرسة من أجل (والكلام لهن من خلال الاعترافات) إطلاق رنين جرس الإنذار.
وبالطبع ثمة تساؤلات عديدة وعلامات استفهام تدور في أذهاننا كيف دخلت الطالبات في قبو المدرسة، وماذا يفعلن هناك، وهل هذا الموقع مصرح لهن لأي نشاط مدرسي، والأمر الآخر وجود الصحف والمجلات في الموقع، وكيف حملن ولاعة الحريق أو الكبريت، أمور عديدة تشير إلى وجود خلل أو تساهل أدى إلى حدوث الكارثة.
ولأن مثل هذه الأمور تشكل كارثة كبيرة (كما حدث في براعم الوطن) خصوصا أن معلمتين لقيتا المصير المؤلم ودفعتا ثمن هذا العبث الطفولي بعد اندلاع الحريق وإصابة 56 بينهن طالبات ومعلمات، كل هذه المعطيات تدق جرس الإنذار في إعادة النظر في كثير من الأمور بدءا من المدرسة وانتهاء بتوعية الطالبات والطلاب بعدم العبث بأي أشياء تؤدي لا سمح الله في النهاية إلى كارثة لا تحمد عقباها. بالطبع عشنا على مدى أسبوع في تفاصيل هذه الكارثة، وفي ذات الوقت لمسنا التفاعل من قبل جميع المدارس الحكومية أو الخاصة أو العالمية في تطبيق تجربة الإخلاء عند وقوع الكارثة، كما لمسنا جاهزية الطوارئ في المستشفيات من خلال إعلان النداء الأحمر وهو نداء يستدعي تواجد كل الفرق الطبية وتهيئة كل المستشفيات لاستقبال حالات الإصابات.
أتمنى أن تكون استفادتنا كبيرة من هذه الكارثة، وأن لا تقف جهودنا إلى حدود تقارير (كل شيء تمام) بل تمتد إلى تطبيق التجارب الوهمية في المدارس والقطاعات الحيوية والمصالح الحكومية بشكل مفاجئ للتأكد من جاهزية هذه القطاعات في تلبية صافرة الإنذار، مع ضرورة معالجة وتصحيح أوضاع المدارس التي ما زالت تقبع تحت الخط الأحمر من خلال جدرانها المتهالكة أو الصدوع التي لا تسر العيون.
وأخيرا.. أضم صوتي إلى صوت كل من نادى بتكريم المعلمتين ريم النهاري وغدير كتوعة اللتين ذهبتا ضحية الكارثة، أسوة بالمواطن الباكستاني فرمان الذي انقذ 14 روحا في كارثة سيول جدة في عام 1430هـ، والله من وراء القصد.