تطوير المبادرة وليس استبدالها

** تظل المبادرة العربية للسلام التي انطلقت من المملكة العربية السعودية.. وتحديداً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. تظل أساساً قوياً ومتيناً وعملياً للبناء عليها وتحقيق السلام بموجبها في منطقة شهدت وما تزال تشهد الكثير من الاجتهادات الخاطئة والمُعطّلة للعملية السلمية الشاملة.
** فالمبادئ الواضحة.. والأسس الموضوعية التي ارتكزت عليها هذه المبادرة توفر أرضية مرنة وقابلة للتطبيق، وفق آليات عملية وفعالة تستجيب لكل المستجدات.. وتستوعب كل الاضافات.. لكنها لا تؤثر من قريب أو بعيد في جوهر المعالجة الأساسية لقضية السلام القائم على الحق والعدل والتوازن.
** إن البناء على هذا الأساس القوي والمتين وإن اضاف جديداً، إلا أنه لا يُمثل بدىلاً.. بقدر ما يتيح ديناميكية مطلوبة لإعادة قطار السلام إلى طريقه في ظل المستجدات الأخيرة التي أعقبت أحداث لبنان. ونحن هنا في المملكة العربية السعودية مع أي عمل يدفع بعملية السلام أماماً ويحقق خطوة جادة في الطريق إليه. وما يتم الآن من مشاورات.. وبحث جاد.. للخروج بالعملية السلمية من مخنقها الحالي، يؤكد تصميم الدول العربية على المضي في خيار السلام العادل والشامل.. الذي يكفل حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة.. ويتجنب كل مسلك مُغاير للعمل المخلص والبناء في هذا الاتجاه.
** ولعل الجهود التي تُبذل الآن بين القيادات الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على التفاعل مع قضية السلام، ومُستوعبة لأهمية الحراك الدولي والدفع المستمر للقضية والاستقطاب العالمي لصالح شعب فلسطين.. لعل هذه الجهود تُكلل بالنجاح حتى نفوّت على اسرائيل مساعيها الرامية إلى تقويض قيام الدولة الفلسطينية، ونثبت للعالم أن الأمة العربية أمة سلام.. وأن هذا السلام غير ممكن التحقيق إلا في ظل الضغط على اسرائيل للتخلي عن سياساتها الرامية إلى الحيلولة دون قيام الدولة الفلسطينية. ولا شك أن الدعم العربي الحالي لجهود الرئيس الفلسطيني أبو مازن.. والعمل العربي المتفاعل لتطوير الجهود العربية في اتجاه السلام، لا شك أنهما يتكاملان لإطباق الخناق على اسرائيل.. والدفع بكامل العملية في الاتجاه الصحيح.