في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة «المزمل»: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) . كما يقول عز من قائل بسورة «الحج»: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون). وفي ما رواه الامام البخاري عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر».
ومن هذا المنطلق أنشأ الشيخ عبدالكريم بكر ــ رحمه الله ــ مركزا غير ربحي لغسل الكلى وتكفل بكامل التجهيزات الطبية ويعمل فيه نخبة من الأطباء الاستشاريين والاخصائيين بأمراض الكلى بجانب طاقم تمريض ذي خبرة وكفاءة عالية في مجال الغسل الكلوي.
وفي صباح يوم من الاسبوع الماضي حرصت على زيارة المركز بعدما سمعت عنه من المشرف عليه الدكتور توفيق محمد نور رحيمي، الذي تفضل بمرافقتي في جولة على أقسام المركز للاطلاع على مستوى الاستعدادات التي كانت مكتملة لاستقبال الحالات المريضة بالفشل الكلوي.. وفيما حدثني به الدكتور توفيق رحيمي: أن أعداد المصابين بالفشل الكلوي في تصاعد وأن جميع المراكز المماثلة في عموم المستشفيات العامة والخاصة لم تعد كافية، لذا فإن مركز عبدالكريم بكر الطبي قرر العمل ثلاثة «شفتات» يوميا بدلا من «شفتين» لاستيعاب الحالات بالقدر الممكن.
وبسؤال الدكتور رحيمي عن الموارد المالية والكيفية التي تتم بها تغطية المنصرفات قال: «يعمل المركز على أسس اقتصادية لا تنشد الربح، وإنما تغطي إيراداته مصروفات تشغيله بشكل يحافظ على مستوى عال من الخدمة، وتعد الروافد التالية أهم موارده:
1 ــ تبرعات المحسنين بكفالة مريض أو أكثر من مرضى الفشل الكلوي.
2 ــ الرسوم التي يدفعها القادرون ماديا من المستفيدين من خدمات المركز.
3 ــ دخل ما قد يوقفه المحسنون لصالح تشغيل المركز.
4 ــ تأجير مساحات من مبنى المركز.
5 ــ التزام جمعية البر بجدة بسداد أي عجز قد يطرأ على ميزانية المركز».
وعدت أسأل عن الطريقة التي يتم بها قبول الحالات المرضية؟ فقال بعضهم يأتي مباشرة، وبعض عن طريق المستشفيات العامة والخاصة، ويتم عرضهم على إدارة جمعية البر والحصول منها على الموافقة بمباشرة علاجه بعد دراسة وضعه وحالته المادية لتأمين كلفة جلسات الغسل التي تتم في كل اسبوع ثلاث مرات خلال «شفتين».
وأنا هنا وبالصوت العالي أطالب وزارة الصحة بالعرض على المقام السامي لتقديم دعم مالي للمراكز الطبية غير الربحية، فالدولة جزاها الله بالخير تمنح أصحاب المستشفيات الخاصة دعما وتقدم الدعم للكثير مما يحتاج إليه المواطن من غذاء ودواء، ولا شك أن الدعم لمراكز العلاج غير الربحية لن تبخل به الدولة ونحن نعيش عهد ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله.
كما أن المؤمل من البنوك وأصحاب الثراء ألا يتوانوا عن تقديم العون لهذه المراكز وابتغاء مرضاة الله الذي يحب المحسنين.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة