إنهم يرونه بعيدا

فهيم الحامد

في بابا عمرو أو مايعرف «بباب عمرو» الحمصية الصامدة معركة تحد، معركة غير متكافئة يخوضها جزء من شعب وليس شعبا كاملا، معركة أشبه بالملحمة البطولية، إذ تقف فئة قليلة عزلاء في مواجهة فئة كبيرة مدججة بالسلاح.
في بابا عمرو معركة مواجهة رصاص ودبابات البعث. حمص المحاصرة استقبلت أمس بعثة المراقبين العربية، بعد طول انتظار لكي يرى العرب، مشاهد القمع والقتل والتنكيل على الطبيعة. البعثة التي بدأت مهمتها على الأرض كانت على أول موعد مع كذب نظام بشار الدموي، لأن دباباته والتي قصفت أبناء حمص عاصمة الثورة السورية، تورات عن الأنظار، لكن قواته النازية استمرت في حصارها وتجويعها حتى اختلطت رائحة شهداء حمص مع رائحة قذائف الحقد والظلم الأسدي.
لم يعد مبررا لأي جهة كانت، أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في سورية عموما . العالم كله يتعاطف مع حمص ومع ما يجري في بابا عمرو، لكن هذا التعاطف لم يوقف آلة القتل السورية، ولا بد من تحرك دولي أكثر جدية وفاعلية لإنقاذ المدنيين، لأن ما يحدث هو انتكاسة حقيقية لجهود المجتمع الدولى، فليس من المعقول السكوت على استهتار النظام السوري بكل الجهود الدولية، وكأن النظام اختطف ورهن شعبه ويفاوض العالم عليه.
النظام السوري يكذب على العالم وعلى العرب، واستقبل البعثة بالكذب في تفجير مفبرك لم نعرف ملابساته حتى الآن، وربما هناك المزيد من المراوغات وحيل أخرى على البعثة لم يستخدمها النظام بعد. والحيلة الجديدة التي يتحدث عنها الناشطون، هي تغيير النظام لأسماء أحياء مدينة حمص، لتصبح بابا عمرو في مكان آخر، وربما تنتقل حمص كلها إلى مكان آخر.
إن ما يجري في سورية هو انتقام من الشعب المطالب بالحرية، ولذلك على العالم التحرك الفوري لإنقاذ حمص «خالد بن الوليد". وليس أمام أهالي حمص الشرفاء، إلا الصمود أمام القمع والقتل .
حمص صامدة أيها المرتزقة، والنظام ساقط لامحالة، والنظام السوري يراه بعيدا، و لكننا نراه قريبا.