سورية التي نريد

فهيم الحامد

سورية التي نريد ؟ سؤال سهل ممتنع، وصعب ومعقد، ومتشعب في آن واحد، وكذلك الجواب يكتسب صعوبة من طبيعة هذا التساؤل.
سورية التي نريد هي سورية التي يتمنى كل عربي تجنيبها شبح الحرب الأهلية، والتدخلات الخارجية، وأن لا يصبح الشعب السوري لاجئا على حدود الدول المجاورة، ويواجه نفس المصير الذي واجهه الشعبان التونسي والليبي.
سورية التي نريد، تتجسد فيما يريده الشعب السوري نفسه، أن تكون بلاده مستقرة بلا شبيحة ولاطائفية وبلا قتل وتدمير وسفك لدماء الأبرياء.
سورية التي نريد هي سورية التي كانت يوما عمقا للعرب وداعمة لحقوقه المشروعة وليس سورية التي أصبحث عمقا لطرف إقليمي يحاول فرض أجندته الطائفية على المنطقة.
ما نريده لسورية هو وضع تطلعات الشعب في الاعتبار في أجواء ديموقراطية .إن مايحدث في سورية تجاوز كل الحدود ولايمكن لأي عربي ومسلم أن يقبل به. وبلا مبالغة في أن ماحدث خلال الأيام الماضية ضاعف ليس القلق فقط، بل الخوف على المصير المجهول الذي تتجه إليه سورية من ناحية الغرق في بحر الدماء في نزاع مسلح داخلي دموي، لن تكون عواقبه كارثية على الداخل فقط، وإنما على المنطقة برمتها خاصة مع استمرار تعنت النظام السوري ورفضه للمبادرات العربية.
والذي لانريده لسورية في نفس الوقت أن لا تكون محورا للتدخلات الأجنبية، كما حدث في العراق؛ لأن الدول الغربية لها مصالح وأجندات خاصة.
إن الذي نريده لسورية هو ما تحدث عنه خادم الحرمين الشريفين في بداية اندلاع الأحداث الداخلية عندما قال حفظه الله «إن ما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة ، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، فمستقبل سورية بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة ، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لا سمح الله» .
مانأمله أن يستجيب النظام لهذا النداء الملكي الصادر من حكيم الأمة وهو الحريص على الشعب السوري ووحدته واستقراره. وأن يفضي اجتماع مجلس الأمن إلى نتيجة تقي السوريين حمامات الدم.