«الفيتو» ليس نهاية المطاف والأزمة السورية ستحسم دوليا

المتحدثة باسم أمين عام الأمم المتحدة لـ «عكاظ» :

«الفيتو» ليس نهاية المطاف والأزمة السورية ستحسم دوليا

محمد المداح (واشنطن)

اعتبرت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة فانينا ماستيرليكي، الفيتو الروسي ــ الصيني ضد إصدار قرار يدين قمع نظام الأسد للشعب السوري في الرابع من فبراير الجاري ليس نهاية المطاف، مؤكدة أن بان كي مون يأمل أن يقف المجتمع الدولي بقوة من أجل نقل السلطة في سورية سلميا، وتحقيق ما يصبو إليه الشعب هناك. وأفادت في حوارها لـ «عكاظ» أن الأمين العام للأمم المتحدة ليس معنيا بنقل القضية السورية إلى «الجمعية العامة» التي بإمكانها تبني قرار ملزم بثلثي الأعضاء؛ لأن القرار في هذا الشأن من سلطة المجتمع الدولي بكامله. وهنا نص الحوار:

• ما موقف الأمم المتحدة من الفيتو الروسي الصيني الذي وقف ضد إدانة قمع نظام الأسد للشعب السوري؟
• الأمين العام شعر بصدمة وإحباط، وأعرب حينها عن أسفه الشديد بأن مجلس الأمن الدولي لم يكن قادرا على الموافقة على القرار الذى كان من شأنه أن يوقف نزيف حمامات الدم فى سورية، والموقف حاليا فى يد أعضاء مجلس الأمن الدولي للاتفاق من جديد على قرار آخر؛ إذا ما رأوا أن ذلك مناسبا، وعليه يمكن القول إن المجتمع الدولي بكامله يستطيع أن يفعل شيئا لسورية فى هذا الشأن، كما أن الفيتو الروسي الصيني ليس نهاية المطاف.
• كم تستغرق المدة المتوقعة ليصدر مجلس الأمن قرارا يوقف به نزيف الدماء في سورية؟
• قد يكون من الصعب على مجلس الأمن التفكير في قرار جديد اليوم، خشية من أن تتبنى الصين وروسيا أو إحداهما قرارا آخر يعطل أي بادرة لوقف العنف، كما حدث في الرابع من فبراير الجاري، لكن هذا لا يمنع مجلس الأمن من التحرك للوصول إلى مشروع يوافق عليه كل الأعضاء بما في ذلك بكين وموسكو، لهذا نجد أن بان كي مون بعد استخدام روسيا والصين للفيتو، يكرر مرارا أنه لايزال يأمل أن يتوصل مجلس الأمن إلى اتفاق مقبول لكل الأعضاء فى الشأن السورى، ويتمنى أمين الأمم المتحدة أن يقف المجتمع الدولي بجهد كامل من أجل أن تنقل السلطة في سورية سلميا، حتى يتحقق ما يصبو إليه الشعب هناك.
• هل يؤيد مون فكرة نقل القضية برمتها إلى الجمعية العامة التي بإمكانها تبني قرارا بثلثي الأعضاء، ويكون له قوة الإلزام؟
• الأمين العام ينظر فى هذه القضية إلى دور المجتمع الدولي بكامله، ولهذا أشار إلى ضرورة تضافر أفراد المجتمع الدولي سواء أكان ذلك من خلال مجلس الأمن، أو من خلال الجمعية العامة أو من خلال أفراد آخرين فى المجتمع الدولي، ومون ليس معنيا بتوجيه هذه القضية إلى جهة بعينها، لأن القرار في هذا الشأن هو من سلطة المجتمع الدولي بكامله، وهو يؤكد أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الجامعة العربية فى هذا الصدد، أو للعمل مع آخرين من أفراد المجتمع الدولى للتوصل إلى حل سلمى لما يحدث فى سورية، ومن أجل وقف أعمال القتل هناك، ومون يؤكد دائما أن أفراد المجتمع الدولى هم المعنيون باتخاذ القرار المناسب لمعالجة هذه القضية، ويتمنى منهم أن يقفوا للتحدث بصوت واحد فى هذه القضية آملا أن يتم ذلك على أرض الواقع ليدفع بالتغيير السلمى للسلطة فى سورية وفى أقرب وقت ممكن.
• وما الدور الذي يستطيع أن يلعبه الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء الأزمة السورية؟
• بان كي مون يعمل بشكل واضح لدفع أطراف المجتمع الدولي كافة للتحدث بصوت واحد، ولكنه لا يستطيع أن يحل بنفسه محل أفراد المجتمع الدولي لتنفيذ هذه المهمة، لأنها مسؤوليتهم وعليهم العمل بإخلاص لوقف أعمال القتل للشعب السوري.
• ألا يعتزم الأمين العام زيارة موسكو أو بكين أو حتى دمشق للتشاور مع القيادات فيها حول إمكانية جمع الصوت الواحد للتغلب على انقسامات المجتمع الدولي بشأن سورية؟
• ليس هناك أي خطط فى هذا الشأن من قبل مون في هذا التوقيت على الأقل الآن، على الرغم من أنه أصدر أخيرا بيانا أدان فيه بشدة تصاعد أعمال العنف في سورية، واستمرار الهجوم على مدينة حمص بما في ذلك استخدام المدفعية الثقيلة وقصف المناطق المدنية، واعتبر عدم توصل مجلس الأمن الدولي إلى اتفاق لا يمنح السلطات السورية تصريحا بتصعيد هجماتها ضد السكان المدنيين، ورأى مون أنه لا يمكن لأية حكومة ارتكاب مثل تلك الأفعال ضد شعبها دون أن يقوض ذلك شرعيتها، ودعا مون جميع الأطراف المعنية في سورية والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الهادفة إلى وقف العنف، وإلى السعي إلى بدء عملية سياسية جامعة بقيادة سورية بما يتوافق مع القانون الدولي.