من أين تأتي فكرتك القادمة ؟
الثلاثاء / 06 / ربيع الثاني / 1433 هـ الثلاثاء 28 فبراير 2012 20:54
محمد با حميشان
من أصعب الأمور على المبدع، هو أنه لا يعرف تحديدا من أين تأتي فكرته القادمة. إن له عينا ترى، وأذنا تسمع وقلبا يشعر بالكون من حوله في كل نبضة من نبضاته، ورغم ذلك لا يعرف على وجه التحديد ما الذي سيلهمه هذه المرة.
الناس يعتقدون أن الأشياء الجميلة وحدها هي التي تلهم الإنسان: فالزهور تلهم الحب، والموسيقى تلهم الرقص، والوجه الحسن كان ولا يزال يلهم الآلاف من الشعراء ويغريهم بكتابة قصائد الغزل. ولكن المفكر الحر يرى في كل زاوية من زوايا هذا الوجود فكرة يبلورها عقله بطريقته الخاصة، ربما تكون هذه الزاوية محطة بنزين، حشرة، مسمارا صدئا ملقى على الأرض أو أي شيء آخر. والأغرب من ذلك أنه في كثير من الأحيان تأتي الفكرة من الصفحة البيضاء. لأن الفراغ يغضب المبدع ويضجره.
فالصفحة البيضاء تغيظ الكاتب وتدفعه لملئها بالقصة أو الرواية أو المسرحية أو المقال. وإن الصمت حالة من الفراغ تجبر الموسيقار على تأليف معزوفته أو سمفونيته. وإن اللوحة الجديدة تستفز الرسام ليعبئها بالألوان والخطوط والأشكال. وينطبق الحال على كل مبدع في مجاله سواء في التصميم أو النحت أو التمثيل أو أي فن آخر.
المبدع كالطفل، ينظر بعيونه للعالم وكأنه في كل مره، يكتشفه لأول مرة. فيرى الأشياء جديدة ويبصر فيها مالا يبصره الكبار الذين سرقتهم هموم الحياة الصغيرة وروتينها اليومي. المبدع دائم العطش، يبحث عن الفكرة في كل مكان، حتى في صندوق القمامة. وأنت … من أين ستأتي فكرتك القادمة؟
Bahmishan@gmail.com
الناس يعتقدون أن الأشياء الجميلة وحدها هي التي تلهم الإنسان: فالزهور تلهم الحب، والموسيقى تلهم الرقص، والوجه الحسن كان ولا يزال يلهم الآلاف من الشعراء ويغريهم بكتابة قصائد الغزل. ولكن المفكر الحر يرى في كل زاوية من زوايا هذا الوجود فكرة يبلورها عقله بطريقته الخاصة، ربما تكون هذه الزاوية محطة بنزين، حشرة، مسمارا صدئا ملقى على الأرض أو أي شيء آخر. والأغرب من ذلك أنه في كثير من الأحيان تأتي الفكرة من الصفحة البيضاء. لأن الفراغ يغضب المبدع ويضجره.
فالصفحة البيضاء تغيظ الكاتب وتدفعه لملئها بالقصة أو الرواية أو المسرحية أو المقال. وإن الصمت حالة من الفراغ تجبر الموسيقار على تأليف معزوفته أو سمفونيته. وإن اللوحة الجديدة تستفز الرسام ليعبئها بالألوان والخطوط والأشكال. وينطبق الحال على كل مبدع في مجاله سواء في التصميم أو النحت أو التمثيل أو أي فن آخر.
المبدع كالطفل، ينظر بعيونه للعالم وكأنه في كل مره، يكتشفه لأول مرة. فيرى الأشياء جديدة ويبصر فيها مالا يبصره الكبار الذين سرقتهم هموم الحياة الصغيرة وروتينها اليومي. المبدع دائم العطش، يبحث عن الفكرة في كل مكان، حتى في صندوق القمامة. وأنت … من أين ستأتي فكرتك القادمة؟
Bahmishan@gmail.com