دنبوشي العمدة

علي القحطاني

قبل ما يربو على خمسة عشر عاما وقبل ظهور الثورة المعلوماتية كنا نسمع كثيرا عن السحر في الكرة أو ما يسمى بـ(الدنبوشي) بل إنه المبرر الأول لجمهور الفريق الخاسر. الآن بعد توفر المعلومة نضجت العقول وأصبحت هذه الخرافة من الماضي إلا من قبل بعض المغردين خارج السرب. سأتطرق هنا بعض الشواهد التي تدحض مثل هذه القناعات الساذجة:
# الغالب منا سمع عن مباراة البرازيل والهند في مونديال 1950 وعن نتيجتها الساحقة التي حققها المنتخب الهندي في البرازيل وأنها كانت السبب في إبعاد المنتخب الهندي من البطولة وعن أنشطة الفيفا لعشرين عاما. هذه المعلومة غير دقيقة فقد أوقف المنتخب الهندي بسبب إصرار لاعبيه على النزول لأرضية الملعب دون ارتداء الأحذية الرياضية بحجة أنهم لا يجيدون اللعب بها.
# في مونديال 1974 والذي أقيم في ألمانيا الغربية شارك المنتخب الأفريقي زائير المسمى حاليا بالكونقو الديمقراطية لأول مرة في تاريخه. كان من ضمن الوفد المرافق للبعثة أكبر السحرة في البلاد لضمان نتائج إيجابية في المسابقة وبعد كل هذا خسر المنتخب جميع مبارياته الثلاث في الدور الأول أحدها كان قوامها 0/9 من منتخب يوغسلافيا كأكبر النتائج المدونة في سجلات الفيفا. وقتل الساحر غير مأسوف عليه.
# كأس العالم 1998 والتي أقيمت في فرنسا. لم ينكر مدرب المنتخب الإنجليزي (جلين هودل) عندما واجهته الصحافة الإنجليزية بسؤال عن مدى صحة ذهابه إلى بعض الكهنة بمبرر إعادة المنتخب الإنجليزي إلى طريق الإنجازات وأتذكر مقولة شهيرة لأحد عتاولة الصحافة الرياضية الإنجليزية آنذاك (أمازال من يفكرون بهذه الطريقة يعيشون بيننا اليوم). في النهاية خرج المنتخب الإنجليزي على يد الأرجنتين في دور الستة بركلات الترجيح وانقلب هودل على أعقابه خاسراً وأقصي من تدريب المنتخب.
أعود للعنوان (دنبوشي العمدة) والمقصود هنا عماد الحوسني. هذا العماني الرشيق يمارس مع عقولنا السحر الحلال والإبهار لكل عشاق السلطنة الكروية. سجل العمدة أهدافا أقل من فيكتور والشمراني صحيح ولكن قيمة أهدافه وإعجازها تقول بأنه نجم الموسم بلا منازع.
أخيراً للمعنيين بالتصويت لجائزة الموسم بالمنطق صوتوا للحوسني وإلا فاقتلوا الحياد وادفنوه مع ذائقتكم.