الربيع الأدبي
الثلاثاء / 25 / جمادى الأولى / 1433 هـ الثلاثاء 17 أبريل 2012 22:37
زياد الحارثي
تهب الرياح لتعصف بالنوادي الأدبية، لتبحر سفينة الأندية إلى مرسى يكسر لها قواعدها وتعاليمها، مرسى يدعو إلى التبرج والسفور، هل هذه هي الأندية التي تدعو إلى نشر الثقافة بين النخبة من أبناء بلادنا الغالية؟! أم أنها أصبحت مرتعا لضعاف النفوس حتى يتمكنوا من نفث سمومهم بصورة الثقافة والفكر والدعوة إلى التحرر من القيود، والثورة على العادات والقيم لتحطيمها، فلا عجب إذا كانت السفينة يتصارع على قيادتها ربان كثر، فمن سيرسو بها في بر الأمان، ليعيد لها أمنها واستقرارها، ويظن البعض أن هذه السفينة تبحر لرحلة صيد ممتعة للترفيه عن النفس من هموم الحياة وضغوطها، فتتلذذ الأعين بزرقة الأمواج، وتشبع النفوس بملذاتها، وتتلذذ على حساب غيرها، لذا نشأ صراع الأندية الأدبية، كل يريد أن يبحر في هذه السفينة، بل ويريد أن يمسك بزمامها ليكون ربانها !، مع أنه لا يدرك خطورة الأمواج العاتية، ولم يعلم بظلمات البحر وويلاته، وقروشه وحيتانه، ولكنها العاصفة التي ثار بها النخبة والمثقفون، لقيادة سفن تسبح في بحور الفكر والعقل والأدب لدفع حركة الثقافة في بلادنا الغالية، ليخرج النشء محافظا على ثقافته وعروبته، دون إشارات تذبذب تعكر صفوه، وتزلزل كيانه.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز.