السحابة السوداء

زياد الحارثي

تمر الأيام والعمالة السائبة تخيم في بلادنا آخذة في الانتشار، فلا تكاد تدخل مكانا أو تخرج منه إلا وتجد لهم فيه وطأة، بل تجدهم عصابات وأحزابا في احتكار الأسواق والسلع، فلو زرت أسواق الخضار، أو الأسواق الشعبية، بل أمام المساجد والساحات، لوجدت العجب العجاب، والأدهى من ذلك والأمر انتشارهم وكثرتهم بصورة ملحوظة، فأنت غريب بينهم تحرقك نظراتهم وتتجهمك نفوسهم، وأكثرهم دون إقامة أو كفالة رسمية، فهم متخلفون بلا إقامة، وقسم آخر تجدهم على كفالة رجل واحد، بل ربما يكون سمسارا كبيرا! يتركهم ينتشرون في الأسواق، يسرحون ويمرحون كيفما أرادوا مقابل مبلغ يدفعونه نهاية الشهر، وكأنها قسيمة ضرائب في أسواقٍ حرة، ثم تجد التمرد والتصعلك والقيم اللاأخلاقية منتشرة فيهم، إضافة إلى أنهم يعوثون في الأرض فسادا من سرقاتٍ وترويج للخمور والمحرمات.. إنها سحابة سوداء تعم المنطقة لا ندري ما تحمله بأحشائها حيث تتحرك في البلاد يمينا وشمالا، طولا وعرضا، تحت جنح الظلام، تصفقها الرياح لتنفث سموم الموت في كل مكان، فكم أبرقت وأرعدت وهددت بدويها لتجد الكبار تخافها قبل الصغار، وأخيرا إنها سحابة سوداء! فالسؤال المحير، إلى متى ستظل هذه السحابة.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز