مخالفون يطفئون حرارة الصيف بتجاوزات بيع المياه عند إشارات المرور

الأمانة: نلاحقهم ونتخذ بحقهم الإجراءات النظامية

إبراهيم القربي (جدة)

في مثل هذه الأجواء الحارة، ينتشر الكثير من العمالة المخالفة لنظام العمل والإقامة، يمارسون بيع المياه الباردة والورود الحمراء ولعب الاطفال والحلوى عند الإشارات المرورية، فهم يلفتون الانتباه بمجرد التوقف عند أي إشارة لتشاهدهم بين أرتال السيارات ينطلقون بسرعة مع بداية ساعة الاشارة قبل أن تضيء أخضر للانطلاق، قاروة الماء الباردة تختلط بعرقهم المنسكب بفضل حرارة الجو، والورود الحمراء ذبلت وهي في قبضتهم.
«عكـاظ» رصدت تحركات هؤلاء، ولاحظت تواجدهم بكثافة أمام الإشارات وتمركزهم في أغلب شوارع جدة دون رقابة، يتزاحمون عليها بشكل يوحي لك أنهم اتخذوها فرصة بسبب الأجواء الحارة، وهم بتصرفاتهم هذه يخدشون جمال مدننا، ويسيئون لمناظرها الحضارية، فمن المسؤول.
توقفنا عند أحدهم ويدعى عبدالرؤوف بن سالم، الذي يتمركز على كوبري المربع، كنا معه نسابق الحديث قبل إضاءة اللون الأخضر، حيث يقول: ليس لدي عمل، غير بيع المياه الباردة، في هذا الموقع صحيح أن في داخلي خوفا لكنني مجبر على ذلك، وأضاف كنت أعمل قبل بيع المياه البادرة في مطعم واختلفت مع صاحبه، وابحث عن عمل فلم أجد أمامي سوى هذا العمل أشتري 3 كراتين مياه وأقوم بتبريدها ووضعها في مكان قريب من الاشارة وأخذ كمية وعرضها على أصحاب المركبات.
وفي موقع آخر، وعند إشارة الأربعين تقاطع التحلية كان زياد رملي يقوم بإخراج قوارير المياه من الكرتون، نظرة على إشارة المرور وأخرى على المركبات والخوف والريبة يسكن عينيه في ربكة واضحة، لكنه سرعان ما يدخل الاطمئنان بعدم وجود رقابة أو جهة مسؤولة تخفف من الارتباك الذي يحدثه (البائعون) و (المتسولون).
ووصف المواطن توفيق جوني، انتشار الباعة أمام الإشارات المرورية بالمنظر غير الحضاري، الذي لا يليق، معتبرا هذا العمل الذي يمتهنه مجهولون بأنها طريقة للتسول، وذلك لاستجداء عطف المارة وتحصيل مبالغ طائلة، وأضاف جوني: يجب متابعة هؤلاء ورصد تحركاتهم حتى لا يزيد عددهم فما نلاحظه زيادتهم يوما بعد آخر.
من جهة أخرى، كشف مدير عام التراخيص والرقابة التجارية الدكتور بشير أبو نجم أن دور الامانة في متابعة الباعة الجائلين أمام الاشارات المرورية، نشير إلى المادة الأولى من اللائحة التنظيمية للباعة المتجولين والتي تتضمن (4) بنود تمثل الأهداف الموجودة من للائحة وهي: المادة 1/1 (تنظيم عمل الباعة الجائلين)، المادة 1/2 (إيجاد فرص عمل نظامية للمواطنين ومنع الأجانب من ممارسة هذا النشاط)، المادة 1/3 (إيجاد مواقع مناسبة للباعة المتجولين دون ضرر للآخرين من السكان أو المحلات التجارية)، المادة 1/4 (متابعة ومراقبة الباعة المتجولين للتأكد من تنظيمهم والحفاظ على الصحة العامة).
وهذه الأهداف بصورة الشاملة تبين آلية عمل مراقبي الأمانة لتنظيم عمل الباعة الجائلين بمدينة جدة التي تمثل في منع الباعة الأجانب من ممارسة هذا النشاط وتنظيم عمل الباعة السعوديين بأن تكون بالموقع المناسبة المصرح لها ولا تشكل ضررا للآخرين أو تعيق حركة المرور.
وفي هذا المجال تشير إلى الجهود المستمرة للجنة مكافحة ظاهرة الباعة الجائلين ومنسوبي البلديات الفرعية بالاشتراك مع الجهات الأمنية في مكافحة والقبض على الباعة الجائلين الأجانب واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم لإتاحة الفرصة للمواطن السعودي في هذا المجال.
وكذلك نشير إلى أن مراقبي الأمانة لا يعترضون عمل الباعة السعوديين إلا في حالة وجود شكوى أو ضرر قائم على السكان أو المحلات التجارية أو إعاقة المرور بالشوارع العامة أو تمركزهم أمام المصالح الحكومية أو المساجد أو طرق المواكب الرسمية أو الأماكن السياحية التي يرتادها الزائرون من داخل وخارج المملكة ومنها منطقة الكورنيش التي تشهد حاليا جهود كبيرة من الأمانة لتطويرها، حيث إنها تعتبر إحدى الواجهات السياحية بمحافظة جدة ويتم تنظيم الأنشطة التجارية وأكشاك البيع بها عن طريق المناقصات الخاصة بها للمواطنين عن طريق الإدارة العامة للاستثمار.
كما قامت الأمانة في خلال الفترة الماضية بتخصيص مواقع للبسطات بنطاق البلديات الفرعية ولكن لم يقبل عليها الباعة السعوديون لأنهم يفضلون مواقع بعينها غير مصرح للبيع بها أمام المصالح الحكومية أو المساجد ويوجد منها ضرر على الجوار أو إعاقة لحركة المرور، وقد تم تعميد رؤساء البلديات الفرعية بتعميمنا المشار إليه بالمقال للإفادة عن أي مواقع متاحة بنطاق البلديات لتخصيصها لنشاط بسطات للبيع لإعطاء الفرصة للباعة السعوديين وفق الأماكن النظامية المصرح بها.