الحصين العالم الزاهد

سليمان بن محمد العيسى

الشيخ صالح الحصين، شفاه الله، وقد تخلى عن منصبه لظروفه الصحية، هذا العالم الجليل الزاهد.. سعت إليه المناصب وبأعلى المراتب.. كان يعتذر عن قبولها رغم إلحاح ولاة الأمر حفظهم الله عليه.. زهدا عن زخارف الدنيا وعزوفا عن مظاهرها الزائلة.. حتى قبل وبإلحاح كبير منصب رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.. تعظيما لمكانتهما وتشرفا له بخدمتهما.. وأمضى في هذا الشرف لخدمة الحرمين الشريفين حتى أعفي من منصبه بناء على طلبه لظروفه الصحية شفاه الله وعافاه..
هذا العالم الزاهد.. الذي ما زاده المنصب إلا تواضعا يرفع الله به قدره.. كان عالما ويظل كبيرا في علمه وإلمامه الواسع في الشريعة والقانون وأصبح مرجعا مشهودا له بسعة الأفق والإلمام بالأحكام والنصوص الشرعية والقوانين الدولية مع إجادته للغتين الفرنسية والإنجليزية.. ومنذ أن عرفت هذا العالم الزاهد لم يتغير طبعا أريحيا وخلقا بهياً وتواضعا ألقيا.. يلقاك بابتسامة صافية نقية نقاء قلبه وطهر لسانه.. تسبقه روحه ونفسه المتواضعة وهو يعطي الدرس تلو الدرس لكل الذين عرفوه.. والذين لم يعرفوه أن النفوس الكبيرة في خلقها وأريحيتها وتواضعها تكسب الاحترام ويرفع الله قدرها في منزلته ولدى خلقه.
أجل.. الشيخ صالح الحصين نموذج فريد للعالم المتواضع والعالم الزاهد.. والعالم صاحب الخلق الرفيع والسمت المهذب والعقل الراجح.
وأدعو الله أن يشفيه وأن يمنحه الصحة والعافية وأن يمد في عمره.. ونحن نستزيد من علمه وأفقه الواسع.