البراءة المقتولة
الخميس / 10 / رجب / 1433 هـ الخميس 31 مايو 2012 19:33
زياد الحارثي
ظاهرة تتزايد مع مرور الأيام، لتفرخ أجيالا جديدة، مقتولة وهي حية، وغائبة وهي حاضرة، لا أدري كيف يعيش هؤلاء الأطفال ؟، ومن المسؤول عن تربيتهم؟، أطفال يجوبون الشوارع ليل نهار، يقفون عند إشارات المرور، وأمام المحلات، يمدون أيديهم لطلب العون والمساعدة، بل والاستغاثة. إنها الشحاذة التي تقطع وجوههم، أطفال ترتسم على وجوههم البراءة المقتولة، ولكن من السبب؟، فأخذني الفضول ذات مرة، فسألت طفلا منهم يبلغ من العمر سبع سنوات من جنسيات عربية وأخرى أفريقية: من أرسلكم ؟، وكيف تعيشون؟، فأخبرني بكل براءة وصدق، أبي، قلت: لماذا؟، قال: مقابل إقامتنا ومصروفنا عنده في المنزل، وكل يوم لا بد أن نجمع 50 ريالا كحد أدنى، فسألته عن أبيه، فأجاب بكل عفوية، في البيت مع والدتي، ونحن نجمع لهما المال.. إنهم محرومون من كل شيء حتى المدارس، إنها براءة موؤودة، ولكن أين مصيرهم، وقد تقطعت السبل أمامهم، والجهل يخيم على عقولهم؟، وسؤال الناس يمزق وجوههم، لقد رأيتهم في الليل والنهار، في الحر والبرد، إنهم سائبون جائلون بين الشوارع والسيارات، فهذا ينهرهم، وذاك يطردهم، والآخر تأخذه الشفقة فيتصدق عليهم، فتراهم شعثا غبرا، إنه المصير المجهول، والمستقبل المعدوم، فماذا سيخرج من هذا النشء؟، هل ستفتح لهم الثقافة أبوابها؟، أم سيحتضنهم العلم على صدره، ليقلدهم أوسمة التفوق والنجاح؟!، وهل سيسلم البلد من مستقبلهم، أم يتفادى شرورهم؟.
وأخيرا، من المسؤول عنهم أمام الله أولا وأمام العدالة ثانيا، فمستقبلهم مجهول، وخطرهم مقبل، وخصوصا أن انتشارهم ملحوظ، وعددهم مورود.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز.
وأخيرا، من المسؤول عنهم أمام الله أولا وأمام العدالة ثانيا، فمستقبلهم مجهول، وخطرهم مقبل، وخصوصا أن انتشارهم ملحوظ، وعددهم مورود.
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز.