فرس .. بلا فارس!

هيفاء اليافي

* سألتها .. لماذا لا تتزوجين وقد انتهيت من دراستك..
وحصلت على وظيفة راقية.. وبلغت من العمر عتيا؟..
قالت: كنت أعيش اسطورة فارس الأحلام.. ذلك الشاب الوسيم.. الممشوق القوام.. ذي علم ونسب ومال.. وقلب مملوء بالغرام..
وبالفعل وجدته.. من نظرة واحدة.. كان يتقدم نحوي.. بخطى الفرسان.. وجرأة الشجعان.. وأناقة أثرياء الزمان..
شعرت بقلبي يخفق كطبل.. أو .. دف أو .. صرخة كروان..
ابتسم لي.. فكدت أسقط فرحاً ورعباً..
وحين اقترب مني لمحت المبالغة في التأنق تتدلى من أذنيه..
وحين فتح فاه ليتحدث.. سقط الفارس من جواد أحلامي..
وانهار الأمل في حريق أوهامي..
وتوقفت دفوف القلب عن الخفقان.. وراحت تعزف حسرة الألحان.. على ناي الأمل المرحوم.. وأوتار الحرمان!.
****
* كرامة الانسان .. مثل البلورة..
إذا حدث بها خدش .. لا تعود إلى سيرتها الأولى..
ولو اجتمع عباقرة الخبرات .. في عالم البلورات!.
****
همسة: أبو نواس:
[ استنطق الدمع لسان الهوى ... وهتك الهجران سر الحيا
وبحت بالكتمان من بعدما ... ابدت دموع العين سر الهوى
يا من حياة النفس في كفه ... إليك أشكو منك طول الجفا
لم يبق من نفسي سوى زفرة ... أسلمها الشوق بكف النوى]